روايات منى سلامة

روايات دكتورة منى سلامة
للتواصل مع الكاتبة:
الفيس بوك
الصفحة العامة

الانستجرام

قرصة بالعجوة قصة قصيرة

جلست فوق الرصيف المتسخ دون أن تعبأ إن أضاف بقعة أخرى الى ملابسها التى اختفى لونها الأصلي خلف  الأتربة والبقع المتفرقة التي كسته
في جزل طفولي أخذت تحرك قدميها الصغيرتين العاريتين فوق أرض الشارع الذي  لم يرتدي يوماً رداء الأسفلت الأسود


رفعت كفها الصغير الذي اختفى بياض لونه لتزيح خصلات شعرها الأشعث التي جمعها الهواء بعناد فوق عينيها فحجبت عنها رؤية تلك المباراة الدائرة بين مجموعة من الصيبة اعتادت أن تراقب لعبهم في شغف
رفعت كفها الآخر وأخذت قضمة كبيرة من "قرصة بالعجوة" من ذلك النوع الذي تحبه .. وأخذت تلوكها في فمها الصغير بإستمتاع وعيناها السوداوين الواسعتين تزدادان اتساعاً كلما اقترب أحد الصبية بالكرة من مرمى الفريق الآخر

حانت منها التفاته صغيرة الى محل الدجاج الذي تجلس على الرصيف أمامه  .. استرعى انتباهها فتاة صغيرة في مثل عمرها نظيفة البدن مرتبة الشعر والثياب تنظر اليها بفضول لا يخلو من الإشمئزاز  لهيئتها المزرية

عيون الصغيرة ونظراتها البريئة لم تميز نظرة الإشمئزاز ولا أسبابه ! .. ظنتها كتلك النظرات التي ترمق بها بائع "القرص بالعجوة" وهي ترجوه بعينيها أن يعيطها واحدة تشتهيها ولا تملك ثمنها تسد به رمقها وتوقف سيل اللعاب الذي يفيض كلما رأت حلواها المفضلة 

نهضت الصغيرة واقتربت من الفتاة التي تقهقرت خطوة الى الخلف .. اقتسمت الصغيرة القرصة نصفين وامتدت يدها بأحد النصفين في تجاة الفتاة وعلى شفتيها ابتسامة عذبة صغيرة ونظرة مشجعة تقول لا تخجلي اشتهيتها فأعطانيها رجل طيب .. اشتهيتيها فاقتسمتها معكِ

في اللحظة التي امتدت فيها يدها لتأخذ نصف القرصة التفتت أمها اليها بعدما نقضت البائع ثمن ما اشترت ورمقت طفلتها بنظرات نارية وهي تصرخ :
- ايه اللي بتعمليه ده .. مش قولتلك متخديش حاجة من حد
فزعت الطفلة ونظرت بخوف الى أمها التى التفتت لترمق الصغيرة بنظرات التقزز والإشمئزاز وهي تتفحصها من رأسها الى أخمص قدميها ثم تعود لتلتفت الى ابنتها وتأخذ ما بيدها وتلقيه أرضاً وهي تستطرد في غضب :
- شايفة البنت شكلها قذر ازي .. زمانها مليانه أمراض وميكروبات .. اوعي تقربي من الأشكال دي تاني

ثم عصرت كفها الصغير في راحتها بقسوة كعقاب تختم به كلماتها التحذيرية وتتوعدها إن اعدات الكرة مرة أخرى

انحنت الصغيرة وأخذت نصف القرصة الملقى أرضاً ونفضت ما علق به من ذرات تراب .. وأخذت ترمق الجسدين المبتعدين في دهشة .. كيف من الممكن لشئ جميل وبرئ كقرصة بالعجوة أن يكون مؤذياً ؟!
Comments
15 Comments

هناك 15 تعليقًا:

  1. جميلة قوي القصة
    حسيت كأني أراهم
    تسلم إيدك حبيبتي
    جزاك الله كل خير

    ردحذف
  2. جمييييييله اوي
    ليه ماكملتيش القصر الاسود؟؟؟؟

    ردحذف
  3. تسلم ايديكي يامنمن
    عارفه
    اوقات كتير بيكون الاحسن لينا اننا مانشوفش الحقيقه
    عشان بتوجع
    زي البنوته دي
    استغربت ازاي قرص العجوه يبقا مؤذي؟!!!!
    رغم الكلام عليها!!!

    ردحذف
  4. قصة رائعة اد ايه احنا فى نعم عظيمة والله الحمدلله

    ردحذف
  5. الله عليكي في قصصك انامن متبعينك من فتكات ولكن لكي عندي امانة انا وجدت قصتك جواد بلا فارس مسروقة تحت اسم فارس بلا جواد علي احدي المنتديات نفس الاحداث نفس الشخصيات مع تغيير الاسماء

    ردحذف
  6. جميلة جدا اسلوب بسيط ومميز
    بارك الله فيكي
    وفي انتظارك لتكملة القصر الاسود

    ردحذف
  7. حلوة جدا وانا من متبعين حضرتك على فتكات وقريت كل الفصص تحفة بصراحة تسلم ايدك وافكارك الخطيرة دى واجملهم قطة فى عرين الاسد وفى انتظار القصر الاسود
    تقبلى مرورى

    ردحذف
  8. بجد مش عارفه اوصفلك مدي اعجابي بكتباتك انا اول مره اقرأ روايات شوفت صدفه روايه مزرعه الدموع عجبني اوي الطابع الديني وبحس انها مش مجرد روايه بحس انها للدعوه واﻻرشاد اكتر منها مجرد روايه للتسليه وبيعجبني اوي تصيدك ﻻي فرصه تقدري فيها تدي نصيحه باسلوب سهل ورائع اتمني لكي المزيد وياريت نعرف امتي تكمله القصر اﻻسود

    ردحذف
  9. جميله اوي ..واحساسك اجمل ...تسلم ايدك...ياريت تكملي القصر اﻻسودm♡h

    ردحذف
  10. حلوة ومعبرة

    ردحذف
  11. قصة جميلة جدا أحسنت في انتظار جديدك 😍

    ردحذف