روايات منى سلامة

روايات دكتورة منى سلامة
للتواصل مع الكاتبة:
الفيس بوك
الصفحة العامة

الانستجرام

الفصل العاشر من رواية مزرعة الدموع

رواية مزرعة الدموع بقلم بنوتة أسمرة

أنهى "عبد الحميد" صلاة العشاء وظل يسبح ربه ويستغفره , أقبلت زوجته من خلفه قائله :
- ربنا يتقبل منك يا سى "عبد الحميد"
نهض فأسرعت "سمية" بأخذ سجادة الصلاة من يده وطوتها ووضعتها على الكرسي
- الله يكرمك
اتجه "عبد الحميد" الى السرير , فأسرعت "سمية" بفرد الغطاء عليه , ووقفت بجوار الفراش ويبدو عليها علامات التردد , انتبه اليها قائلاً :
- خير فى حاجه ؟
- قالت بتردد : بصراحة فى موضوع كنت عايزه أكلمك فيه
- خير إن شاء الله ؟


- لأ خير .. خير إن شاء الله .. أصل .. يعني .. الموضوع بخصوص "ياسمين"
اعتدل "عبد الحميد" فى جلسته قائلاً :
- خير حصل حاجة بينها وبين خطيبها ؟
أسرعت "سمية" بإجابته :
- لأ .. لأ كفى الله الشر , ده الجدع بصراحة ما يتعيبش
- أمال في ايه ما تقولى وقعتى قلبي
- أصل بصراحة كدة "ياسمين" مضايقة ان معاد الفرح اتحدد بسرعة
قال وقد ظهرت عليه ملامح الغضب : بسرعة ايه وزفت ايه .. هو لعب عيال .. المعاد متحدد من يوم ما الجدع جه اتقدم
- آه يا أخويا ما قولناش حاجة .. بس هي يعني بتقول انها لسه معرفتهوش كويس وعايزة فترة الخطوبة تطول شوية عشان تفهم شخصيته
ازدادت حدته قائلاً : بلا داه بنات بلا مسخره .. قال تفهم شخصيته قال .. ما كلنا اتجوزنا وبعد الجواز فهمنا كل حاجة .. ده أنا خطبتك وأنا معرفش شكلك يا وليه
حاولت "سمية" امتصاص غضبه قائله : أيوة معاك حق يا أخويا .. هى بس عايزه ....
قاطعها فى غضب : لا عايزه ولا مش عايزه .. البت المتربيه كويس بتسمع كلام أبوها .. أنا مش هضرها الجدع ده مش هتلاقى زيه .. متربي ومتعلم وكفاية انه شايل الليله لوحده ومطلبش مننا أكتر من طاقتنا .. أما بقى تروح بيته تبقى تفهم شخصيته براحتها .. دلع مرئ
- خلاص متزعلش نفسك يا أخويا .. انت برده أبوها وأدرى بمصلحتها
- اطفى النور خلينا ننام .. ومش عايز كلام فى الموضوع ده تانى
****************************
تعالت أصوات الموسيقي وامتلأ البست برجال ونساء وقد أخذتهم حمى الرقص والميل مع نغمات تلك الموسيقي الصاخبة
قال "عماد" لـ "نانسي" الجالسة بجواره :
- يلا نقوم نرقص
قامت من فورها وهى تبتسم له , وشرعا اللإثنان فى الإنغماس والإندماج فى تلك الرقصة المحمومة , قال بصوت مرتفع لتستطيع سماعه :
- كنت خايف متجيش
- ليه بأه
- يعني .. قولت هتخافى من خطيبك
- أنا مبخفش من حد أنا أعمل اللى أنا عايزاه
- وربنا انت جامد
انتهت الرقصة فإقترب "عماد" منها ونظر الى عينيها قائلاً :
- وحشتيني على فكرة
- قالت له فى دلال : وانت كمان
- مين اللى وحشك .. "عماد" صحبك .. ولا "عماد" حبيبك ؟
ابتسمت وأخذت خصله من شعرها تتسلى بلفها حول صابعها وقالت:
- الاتنين
- لو كنت فارق معاكى مكنتيش اتخطبتى
- قال يعني لو مكنتش اتخطبت كنت انت هتخطبنى , أنا وانت عارفين كويس انك مش بتاع حواز
- بس ده ميمنعش انك تهميني أوى , ومش قادر أعيش من غيرك
- لا انت عايش وعايش أوى كمان
- دى حلاوة روح , أنا بموت من غيرك
- "عماد" أنا دلوقتى مخطوبة وهتجوز قريب
- بالسرعة دى ؟!
- أهاا
- انتى حكايتك ايه بالظبط .. خطوبة وبحاول أبلعها .. لكن جواز ومن واحد معقد زى ده .. أكيد فى ان فى الموضوع
تنهدت "نانسي" بحسره فجذبها من ذراعها وسار بها نحو طاولتهم قائلاً :
- أنا برده قولت كده .. تعالى قوليلى بأه حكايتك ايه بالظبط

***************************
كانت "ريهام" تقف مع زميلاتها خارج المدرج , كانت الكلية مزدحمة فى ذلك اليوم لوجود امتحان لطلاب الفرقة الرابعة , كانت تتحدث مع صديقتيها وتراجع اجابات ما جاء فى الإمتحان من أسئلة حينما اقترب منها "معتز" فجأة ووقف أمامها , نظرت اليه وقلبها يدق بشدة وقال فى نفسها (اتجنن ده ولا ايه) , رمقته بنظرات دهشة ممزوجة بالتوتر .. انتظرت أن يتحدث .. لكنها فوجئت به وقد أخرج سلسلة صغيرة ذهبية من جيبه وحركها أمام وجهها حيث كانت تحمل السلسلة فى نهايتها حرف
R
نقلت نظرتها من السلسلة الى "معتز" وهى مندهشة ولا تفهم ما يرمى اليه , قال بصوت مرتفع وقد ارتسمت على وجهه ابتسامة ساخرة :
- "ريهام" نسيتي دى معايا امبارح
خفق قلبها بشدة وقالت بإندهاش
- مش فاهمة
- قال لها وهو يرمقها بنظرات التشفى : وقعت منك لما كنتى معايا يا حبيبتى .. فجيت أرجعهالك
- قالت بصوت خافت مبحوح : دى مش بتاعتى
شعرت بأن الأرض تنهار تحت أقدامها , ونظرت حولها لتجد بعض زملائها وزميلاتها يتابعون ما يحدث ويتهامسون , وفجأة أظلمت الدنيا أمام عينيها.

*********************************
دخل "عمر" الى غرفة الطعام وقد ارتدى حلة أنيقة داكنة اللون , سار عبر الغرفة وتوجه الى والده الذى يجلس على رأى الطاولة ومندمجاً فى قرءة جريدته قائلاً:
- صباح الخير يا بابا
رفع والده رأسه ونظر اليه قائلاً :
- صباح الخير يا "عمر"
التفت الى أمه التى تجلس على يسار الأب وأمسك يدها وطبعا عليها قبلة صغيره وقال :
- صباح الخير يا أمى
- صباح الخير يا حبيبى .. يلا عشان نفطر سوا
جلس "عمر" فى مكانه على يمين الأب الذى ترك الجريده من يده وشرع ثلاثتهم فى تناول طعام الفطور , قالت "كريمة" موجهه حديقها الى "عمر" :
- ازى خطيبتك ؟
- الحمد لله يا ماما بتسلم عليكي كتير
- مش المفروض يا "عمر" نعزمها عندنا هى وأهلها ؟
نقل نظرة بين أمه وأبيه وقال :
- اللى تشوفوه .. أساساً كانت مدام "نادين" قالتلى انها هتعزمنا ملنا على الغدا عندهم فى الفيلا بس محددتش معاد
- مفيش مشكلة احنا أو هما واحد مش هتفرق .. بس احنا خلاص هنكون عيلة واحدة فلازم يكون بينا زيارات وود عشان نقرب من بعض أكتر
- معاكى حق يا ماما .. بابا ايه رأيك ؟
- طبعاً يا ابنى وأنا بنفسي هكلم باباها النهاردة وأعزمهم
- "كريمة" : وأنا هكلم "نادين"
- ابتسم "عمر" قائلاً : يا سلام هى جت عليا .. أنا كمان هكلم "نانسي" أعزمها
ضحك ثلاثتهم فى مرح .. وبدأت "كريمة" فى الاتفاق مع الخدم والأعداد لترتيبات تلك الزيارة.

************************************
وقفت "ياسمين" شارده فى شرفة حجرتها تتسلى بالنظر الى الناس فى الشارع .. كان عقلها يعمل بدون توقف .. لديها عشرات الأسئلة فى رأسها لا تجد لها اجابه .. ولديها الكثير من المخاوف .. كانت تفكر فى شكل حياتها الجديدة ومستقبلها مع "مصطفى" .. نــُرى ماذا تُخبئ لها الأيام ؟...
أفاقت من شرودها على جرس هاتفها .. ابتسمت وهى ترد :
- السلام عليكم .. "سماح" ازيك
أتاها صوت "سماح" عبر الهاتف وعلامات الحزن باديه عليه :
- وعليكم السلام .. ازيك انتى يا "ياسمين"
- ايه يا بنتى مال صوتك فى حاجة حصلت ؟
- عايزة أتكلم معاكى
- خير قلقتيني .. انتى كويسة .. و طنط وعمو كويسين
- آه يا بنتى ماتقلقيش بس فى موضوع يخصنى عايزة أتكلم معاكى فيه
- طيب اتكلمى سمعاكى
- لا مش هينفع فى التليفون .. يا تجيليى يا أجيلك .. بصراحة أفضل انى أجيلك عشان أعرف أتكلم معاكى براحتى
- انتى بتستأذنى يا "سماح" .. طبعا تعالى يا بنتى ده بيتك
- تسلمى يا حبيبتى .. طيب يناسبك بكرة الساعة 5 كده ؟
- لا خليها الضهر عشان نتغدا سوا
- غدا ايه بس مش وقت كدة خالص
- قالت "ياسمين" بإصرار : هستناكى الضهر .. ما تأوحيش
- قالت "سماح" فى استسلام : حاضر .. أشوفك بكرة ان شاء الله
- ان شاء الله يا حبيبتى .. منتظراكى
- سلام
- سلام
أغلقت "باسمين" وهى تحاول أن تخمن ما هو هذا الموضوع الذى يخص "سماح" وتريد أن تحدثها فيه ؟!
*****************************

نادت "نادين" خادمتها وسألتها قائلة :
- فين "نانسي" ؟
- قالت الخادمة : فوق حضرتك لسه مصحتش
- ايه ده لسه نايمة .. طيب روحى انتى
صعدت "نادين" لحجرة "نانسي" ونادتها قائلة :
- "نانسي" .. "نانسي" .. قومى عايزاكى بسرعة
لم تجد استجابة منها .. فاقتربت من فراشها وهزتها بيدها :
- "نانسي" قومى .. "نانسي"
تململت "نانسي" فى فراشها وهى لا تستطيع فتحت عينيها وانزاح الغطاء عنها قليلاً فرأت "نادين" فستان السهرة الذى مازالت ترتديه
- ايه ده ايه اللي انتى لابساه وانتى نايمه ده .. انتى خرجتى امبارح ؟
قالت وهى تجد صعوبة فى ابقاء عينيها مفتوحتين :
- آه خرجت
- خرجتى روحتى فين .. خرجتى مع "عمر" ؟
ضحكت "نانسي" بشدة قائلة :
- وانتى متصوره ان "عمر" ممكن يسبنى أخرج بالفستان ده .. انتى مش عارفه خطيب بنتك ولا ايه
- أمال خرجتى فين
قالت وهى تجلس بصعوبة على السرير :
- خرجت روحت الديسكو .. قابلت "عماد" وباقى الشلة هناك
شعرت "نادين" بالغضب صرخت فى وجهها قائله :
- ديسكو ؟ .. ديسكو يا "نانسي" .. افرضى "عمر" شافك .. افرضى حد شافك وقاله .. انتى مش عارفه انه منعك تماماً انك تروحى المكان ده
أزاحت "نانسي" الغطاء عنها وهبت واقفة :
- أوف أوف .. كل شوية "عمر" قال .. "عمر" عاد .. أنا اتخنقت أنا مش متعودة على كدة .. متعودة أعمل اللى أنا عايزاه وفى الوقت اللى أنا عايزاه
- انتى هتفضلى مدلعة لحد امتى .. لحد ما نضيع كلنا .. أنا مكنتش عايزة أقولك عشان ما أثرش على نفسيتك بس طالما انتى ما عندكيش احساس كدة هقولك .. البنك حجز على كل حاجة بنملكها .. مافضلش غير الفيلا دى وعربية أبوكى وعربيتي وعربيتك واللى قريب أوى هيضيعوا هما كمان
امتقع وجه "نانسي" بشدة .. كانت تعلم الظروف التى يمرون بها لكنها لم تتوقع أن تتدهور أمورهم الى هذه الدرجة وبهذه السرعة , ظلت واجمة لا تنطق بشئ .. اقتربت منها "نادين" قائله :
- فهمتى بأه ان الموضوع جد مش هزار .. وإن "عمر" هو آخر أمل لينا وان الوضع مش متحمل أبداً استهتارك ودلعك ده .. أنا كنت جايه أصحيكي عشان أقولك ان حماتك المستقبليه كلمتنى وعزمتنا كلنا بعد بكرة وهيكون موجود عمة "عمر" وولادها كمان .. مش عايزة غلطة يا "نانسي" خلى الموضوع يتم على خير .. انتى سامعه
قالت ذلك وتركتها وخرجت ...

******************************

أثناء انهماك "ياسمين" فى مساعدة والدتها فى تحضير طعام الغذاء سمعت باب الشقة يُفتح ثم يُغلق .. التفتت لوالدتها قائله :
- دى أكيد "ريهام" .. بابا لسه نازل من شوية
نادتها قائلة :
- "ريهام" .."ريهام"
سمعت باب حجرتما يُغلق بقوة .. فقالت لنفسه (مالها دى )
تركت ما بيدها وذهبت لترى أختها .. صدمت "ياسمين" عندما فتحت باب الغرفة ووجدت "ريهام" منهارة من البكاء .. أغلقت الباب بشرعة وتوجهت اليها قائله بلوعه :
- "ريهام" مالك فى ايه .. ايه اللى حصل .. قوليلى
كانت "ريهام" ترتجف من شدة البكاء فجلست "ياسمين" بجوارها وأخذتها فى حضنها قائله :
- بس يا حبيبتى .. بس متعيطيش .. فى ايه مالك .. طمنيني وقعتى قلبي
أزاحتها قليلاً لتنظر اليها ومسحت ما تساقط على وجهها من دمعات ثم قالت :
- حبيبتى استعيذى بالله من الشيطان الرجيم واحكيلى اللى حصل
استعاذت "ريهام" بالله وروت لأختها ما حدث بالتفصيل .. قم أردفت :
- اتفضحت يا "ياسمين" .. متخيلة الكلام اللى قالهولى يوحي بإيه .. والمصيبة ان صحابي كانوا واقفين .. ومش بس صحابي ده كمان زمايلي فى الدفعة .. هيقولوا عليا ايه دلوقتى
قالت ذلك ثم انفجرت فى البكاء مرة أخرى .. فقالت لها "ياسمين" :
- حسبي الله ونعم الوكيل .. بني آدم معندوش ريحة الضمير .. كويس انه ربنا كشفه بدرى عشان تعرفيه على حقيقته
- أنا خلاص معدتش راحه الكلية دي تانى .. معدش ينفع أورى وشى لحد
قالت لها "ياسمين" بصرامة :
- بتهرجى .. صح .. انتى ما غلطتيش عشان تستخبي من الناس .. هو اللى غلط وهو اللى المفروض يتكسف يورى وشه للناس .. اوعى تخلى واحد زى ده يكسرك .. انتى لسه صغيره وياما هتشوفى فى حياتك .. مينفعش تسمحى لحد انه يدوس عليكي بالشكل ده .. اوعى تدى لحد فرصة انه يجرحك أو يهينك .. انتى هتروحى الكلية بكرة وانتى رافعة راسك لأنك مغلطتيش وربنا عارف انك مغلطتيش وأكيد هيجبلك حقك منه .. لأنك مرضتيش تغضبى ربنا وعملتى الصح فأكيد ربنا مش هيسيبك وهيكون جمبك
- اوعى تقولى حاجة لبابا يا "ياسمين" لو بابا واجهه معرفش الولد ده ممكن يتبلى عليا ويقول ايه وانتى عارفه بابا صعب أد ايه وممكن يصدقه
- متخافيش بابا مش هيعرف .. بس الولد ده لازم يتربي .. لان لو محدش وقفله هيسوق ويتمادى فيها .. قالوا لفرعون ايه اللى فرعنك قال ملقتش حد يلمنى
- ازاى يعني هتعملى ايه ؟
- اسمها هنعمل  .. بكرة هتشوفى

**************************

فى اليوم التالى وفى مكتب سكرتيرة عميد كلية التجارة بجامعة عين شمس وقفت "ياسمين" مع "ريهام" فى انتظار السماح لهما بالدخول , خرجت السكرتيرة من حجرة العميد ونظرت الى الفتاتان قائله:
- اتفضلوا
شعرت "ريهام" بالتوتر وكادت أن تتراجع فجذبتها "ياسمين" من يدها ودخلوا الى داخل الغرفة , قالت "ياسمين" :
- السلام عليكم يا دكتور
- قال العميد : وعليكم السلام .. اتفضلوا
جلست كل منهما على مقعد مواجهه للمكتب .. نظر اليهما العميد قائلاً :
- اتفضلوا .. ايه الموضوع المهم اللي عايزني فيه
روت له "ياسمين" تفاصيل ما حدث من "معتز" واهانته لـ "ريهام" أمام زملائها .. ثم أردفت قائله :
- أنا بعد اللى حصل فكرت نيجي ونتكلم مع حضرتك لأنك المسؤل الأول عن الكلية هنا وأنا عارفه ان حضرتك بمركز يُملى عليك تحمل مسؤلية الكلية كلها وأكيد كل البنات والولاد اللي هنا هما أبنائك وبناتك اللى لازم حضرتك تحافظ ليهم عشان كدة احنا جينا لحضرتك النهاردة يا دكتور لأن أكيد مترضاش ان حد يهين بنت من بناتك اللى مسؤلين منك طول وجودهم فى الكلية وتحت اشرافك
- رد العميد قائلاً : طبعاً .. أكيد اهانة بنت من البنات وان ولد يتعرضلها ويضايقها ده ما أسمحش بيه أبداً فى كليتي .. والولد اللى ذكرتى اسمه فعلاَ مشاغب وبيجيلى اسمه كتير
- ثم وجه حديثه الى "ريهام" قائلاً :
- ما تقلقيش .. محدش يقدر يتعرضلك ولا يتعرض لأى بنت داخل الكلية والولد ده لازم يتعاقب
- شكرته "ريهام" قائله : أنا متشكره جدا يا دكتور .. بجد ربنا يكرمك
وفى اليوم التالى كانت سعادة "ريهام" غامرة عندما قرأت التنويه الموضوع فى بهو الكلية (قررنا فصل الطالب معتز محمود صبحى لمدة اسبوعين عقاباً له على اهانته لزميلاته ومشاغبته فى الكلية)
حمدت الله عز وجل وأيقنت أن من يصدق الله يصدقه

*********************************
- يعني ايه الكلام ده ؟
نطق "عمر" بهذه العبارة فى غضب هادر وهو يتطلع الى الملف الموضوع أمامه على مكتبه بالشركة . قالت السكرتيرة :
- ده الفاكس اللي جلنا يا فندم
هب "عمر" واقفاً وقال فى غضب :
- أنا مشغل شوية ناس لا يعتمد عليهم .. يعني كدة الصفقة هتضيع علينا
حمل هاتفه وساعته والجاكت وتوجه الى البا قائلاً :
- الغي كل مواعيدي النهاردة وبكرة
قالت السكرتيرة بنبرة روتينيه :
- حاضر يا فندم
********************************

أقبل "عمر" على والدته التى تجلس فى حديقة الفيلا وقبلها على رأسها وجلس على المقعد المجاور لها .. رأت أمه علامات القلق والضيق باديه على محياه فسألته :
- خير يا حبيبى فى حاجة ؟
تنهد فى ضيق قائلاً :
- للأسف هنضطر نأجل عزومة "نانسي" وأهلها اللي كانت المفروض تكون بكرة
- ليه ايه حصل ؟
- فى مشكلة فى الشغل ولازم أسافر النهاردة ضرورى ومعرفش هغيب كام يوم
- ما ينفعش حد غيرك يقوم بالمهمة دى
- لا مينفعش لازم أروح بنفسي
سكت قليلاً ثم أردت قائلاً :
- لازم أسافر النهاردة على المزرعة.
Comments
0 Comments

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق