روايات منى سلامة

روايات دكتورة منى سلامة
للتواصل مع الكاتبة:
الفيس بوك
الصفحة العامة

الانستجرام

الفصل التاسع من رواية مزرعة الدموع

رواية مزرعة الدموع بقلم بنوتة أسمرة

- معقولة .. يعني عايزة تفهميني انك لحد دلوقتى محبتيهوش ؟!

خرج هذا السؤال من فم "سماح" صديقة "ياسمين" وهى تجلس معها على سريرها فى غرفتها .. فلقد اعتادت الصديقتان على التزاور من فترة لأخرى فكل منهما تمثل للأخرى الأخت والصديقة المخلصة


- بصي بصراحة مشاعرى حيادية .. يعني أيوة مش بحبه بس برده مش بكرهه .. هو انسان كويس ومشتفش منه حاجة وحشة ومناسب ليا

- أمال بأه خايفة ليه ؟

- تنهدت "ياسمين" قائلة : عشان معدش فاضل على الفرح غير اسبوعين بس .. حسه ان فترة الخطوبة كانت قصيرة أوى , حسه انى لسه ما أعرفوش ولسه مش قادرة أفهمه أو أكون رأى واضح فى شخصيته .. مش متخيله ان بعد اسبوعين بالظبط هيتقفل عليا أنا وهو باب واحد



- بسيطة قولى لباباكى انك مش عايزة تتجوزي دلوقتى وانك محتاجه فترة خطوبة أطول

تنهدت مرة أخرى فى حسرة قائلة :

- للأسف بابا مصر ان الفرح يكون فى معاده ومش شايف أى معنى لكلامي ولا مديه أى أهمية , بيقولى هتبقى تعرفيه بعد الجواز

- قالت "سماح" بإستغراب : منطق عجيب

بالطبع يجب أن تتعجب "سماح" من تفكير والد "ياسمين" لأنها تربت فى بيئة مختلفة عن تلك التى تربت فيها "ياسمين" .. "سماح" هى ابنة لتاجر كبير يعمل فى مجال التصنيع يملك مصنعاً لإنتاج المربي والعصائر , ووالدتها دكتورة نسا ناحجة ومشهورة .. رغم اختلاف المستوى الإجتماعى للفتاتين لكن هذا لم يمنع خيوط الصداقة من أن تمتد بينهما وننحول تلك الخيوط مع الأيام والسنون الى روابط متينة لا تنقطع أبداً .. ولربما ساعد فى ذلك أن أسرى "سماح" كانت أسرة طيبة ومحترمة , لم يكن كل اهتمام والداها منصب على المادة وتوفير المستوى اللائق لإبنتهما بل اهتما أيضاً بالجانب التربوى وبث الأخلاق والفضائل فيها ولم يتركا لها الحبل على الغارب ككثير ممن تراهم من هذه الطبقة.

- قالت "ياسمن" لصديقتها فى حزن : ياريت كان عندى أب يسمعني ويفهمني ويعبر اعتبار لرأيي ولكلامي خاصة فى الحاجات اللى تخصني .. زى باباكى يا "سماح" ما شاء الله عليه ربنا يحفظهولك عرف ازاى يكسبك ويصاحبك عشان كدة انتوا دايماً متفاهمين مع بعض وعشان كدة انتى مستغربة من تفكير بابا

- قالت "سماح" وهى تحاول التخفيف على صديقتها : بصي ارمي حمولك على ربنا وإن شاء الله ربنا يقدملك اللى فيه الخير .. المهم ما تبطليش استخارة لحد معاد الفرح

- "ياسمين" فى استسلام : حاضر.

==========================
عبرت "ريهام" بوابة الكلية عائدة الى منزلها بعد انتهاء يومها الدراسي فى الجامعة .. لم تنتبه لتلك العينان اللتان تتابعانها من مكان قريب.

وقت "معتز" مع صديقٍ له يتابعها بعينيه حتى اختفت عن الأنظار

- ضحك صديقة بسخرية قائلاً : آه من الحب وعذابه

- التفت اليه "معتز" قائلاً : حب ايه يله انت عبيط

- لا بس البت دى جامدة أوى يا برنس اديتك دوش بارد انما ايه اللى هو ورجعتك وانت أفاك يقمر عيش

- قال "معتز" محتداً : ما عاشت ولا كانت اللى تعمل كدة فى "معتز" .. ده أنا أطلعه عليها وعلى اللى خلفوها كمان

- يا عم روح وانت بق على الفاضي

- قال "معتز" وقد ازدادت حدة انفعاله : بق ! .. طيب هتشوف البق ده هيعمل ايه في بنت التييييييييييت دي

- هتعمل ايه يعني هتضربها على ايدها وتقولها كده كخ متعمليش كدة تانى ؟

- هضربها آه .. بس مش على ايدها .. على نفوخها .. عشان تفوق وتعرف ان مش أنا اللى حتت بت تيييييييييت تعاملنى المعاملة دى .. مش هى راسمة دور ست الخاضرة وقالتلى انى فى نظرها فى سابع أرض .. أهو أنا بأه وبجوز جنيهات هنزلها معايا لسابع أرض

- سأله صديقه وقد بانت على ملامحه علمات الاستمتاع : ازاى يعني هتعمل ايه ؟

- بكرة تشوف يا معلم

- أمتعز أحبيبي

=====================

كانت ليلة هادئة تلتمع فيها بعض النجمات على استحياء حينما توقفت سيارة "عمر" الجيب فى احدى المناطق الهادئة على كورنيش المقطم .. نزل ورفيقته لينعما بجمال المنظر وبالسكون من حولهما , استندا بظهريهما الى السيارة ولف "عمر" ذراعه حول كتفيها يضمها الى صدره.. ثم نظر اليها وهو يبتسم فى صمت .. تطلعت اليه "نانسي" قائله :

- مالك .. مبسوط ليه ؟

- يعني مش عارفه ؟

- لأ مش عارفه

- مبسوط عشان من يوم ما رجعنا من شرم وانتى بقيتي "نانسي" تانية وبطلتى تعملى الحاجات اللى تضايقني .. خاصة لبسك

- يعني عجبك لبسي دلوقتى

- قال "عمر" فى تردد : أحسن كتير عن الأول .. بس .. يعني .. برده لسه

شعرت "نانسي" بالغضب وهو يبدأ فى الإشتعال بداخلها , فهى ومنذ خلافهما الأخير لم ترتدى شئ مكشوف رغم عشقها لفساتينها وتنوراتها القصيرة .. فكانت تظهر أمامه دائماً ببناطيل جينز و اسكيني وعليها شيميز أو توب ذو أكمام طويلة .. كانت تشعر بالضيق والإختناق من الإلتزام بهذه النوعية من الملابس فهى تحب التنويع ولا تحسب السير على وتيرة واحدة .. لكنها فى نفس الوقت كانت حريصة ألا يحدث بينهما خلاف آخر

- قالت له فجأة : "عمر" انت ما بتحبنيش

- اندهش قائلاً : ليه بتقولى كدة ؟!

- قالت فى دلال معاتبه اياه : عشان اللى بيحب حد بيحب يشوفه كل يوم وكل ساعة وما يفترقش عنه أبداً

- أزاح بيده خصلات شعرها الذهبية التى تساقطت على جبهتها فى حنان قائلاً :

- ومين قال انى مش عايز كدة

- قالت بحزن مفتعل : عشان لحد دلوقتى محددتش معاد الفرح , رغم انك قولتلى ان خطوبتنا مش هتطول

- قال لها فى جدية : أنا آسف يا حبيبتى بس فعلاً الفترة اللى فاتت كان عندى ضغط كبير فى الشغل .. بس خلاص هانت

- طيب متيجي نحدد المعاد دلوقتى

- ضحك قائلاً : ده انتى واقعة أوى

تظاهرت "نانشي" بالغضب مما قال وأزاحت ذراعه التى تحيط بكتفيها وهمت بأن تتركه وتبتعد عنه , لكن "عمر" لم يفسح لها المجالى وجذبها من ذراعها الى حضنه مرةأخرى قائلاً :

- شهرين كويس ؟

- حاولت رسم علامات الفرح على وجهها وقالت : بجد يا "عمر"

- نظر اليها فى حب قائلاً : أيوة بجد .. شهرين وتكونى مراتى

- عانقته وقالت : با حبيبي أهو أنا دلوقتى اتأكدت ان انت فعلاً بتحبني

- عاتبها قائلاً : هو انتى كنتى لحد دلوقتى متأكدتيش

- نظرت اليه وقالت فى دلع وهى تلف ذراعيها حول عنقه : كنت متأكده بس كنت عايزة أتأكد أكتر

- طب تفتكرى عندك فى البيت هيكون فى أى اعتراض على المعاد ؟

قال لنفسها ( يعترضوا ايه بس دول هيغمى عليهم من الفرحه )

- لا يا حبيبتى ما اعتقدش يعارضوا وحتى لو حد اعترض أنا هقفلهم

- قال لها "عمر" بعتاب : لا يا حبيبتى ما ينفعش تتحدى أهلك كدة وتقفى أدامهم .. لو حصل واعترضوا أنا اللى هتفاهم معاهم .

==========================

دخلت "نانسي" الى غرفتها بعدما أخبرت "نادين" بتلك البشري التى استقبلتها بفرحة عارمة فالتفتت الى هاتفها الذى أعلن عند ورود مكالمة لها .. التقطته وردت قائله :

- "عماد" ازيك

- أهلاً بالناس الوحشة

- ضحكت قائلة : أنا وحشة ؟ .. ده انت ما بتشوفش بأه

- هو أنا عارف أشوفك انتى فين غطسانه فين من يوم الموقف الزباله بتاع شرم مشفتكيش ولا اللى بتتخطب اليومين دول بيحبسوها فى بيتها

- قالت "نانسي" فى حزن : والله وحشنى أوى وكل الجروب وحشونى أوى ازي "أنور" و "مهاب" و "خالد" و "جيرمين" .. كلهم وحشونى

- واضح أوى اننا وحشينك بدليل ان سيادتك بتسألى وبتعبرى

- أوف .. أعمل ايه يعني "عمر" مش حابب انى أروح الديسكو خالص وانتوا ما بتتقابلوش غير هناك

- تعالت ضحكاته قائلاً : أمال عايزانا نتقابل فين .. فى الجامع .. وبعدين استنى هنا من امتى حد بيمشى كلامه على "نانسي"

- قالت بحده واستعلاء : محدش يقدر يمشي كلامه عليا يا "عماد"
- ما هو واضح أهو .. قالك ما تروحيش الديسكو يا "نانسي" وانتى قولتيله حاضر يا سي "عمر" اللى تشوفه .. ده حتى لبسك سمعت انك بقيتي عاملة زى يتى الحاجة .. بس تعرفي مش لايق عليكي دور أمينة ده خالص

- غضبت "نانسي" قائله : "عماد" ما تستفزنيش

- اسكتى بأه ده انتى طلعتى فشنك وأنا اللى كنت فاكرك شخصية

- أنا شخصية غصب عنك وعن الكل

- طيب اثبتيلى

- قالت بإندفاع : انتوا هتروحوا امتى ؟

شعر "عماد" بالسعادة لأنه استطاع تحقيق هدفه , قال لها :

- شويه وهنكون هناك

- خلاص استنونى عشان أنا جايه النهاردة

-ضحك "عماد" بصوت عالٍ قائلاً : أحبك يا "نانسي" يا جامد .. مستنيك ما تتأخرش عليا

أغلقت "نانسي" هاتفها وفتحت خزانة ملابسها لتختار فستان يتكون من قطع رقيقة من القماش التى فشلت بأن تبقى على اتصال ببعضها البعض !.
Comments
0 Comments

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق