روايات منى سلامة

روايات دكتورة منى سلامة
للتواصل مع الكاتبة:
الفيس بوك
الصفحة العامة

الانستجرام

الفصل الرابع من رواية مزرعة الدموع

رواية مزرعة الدموع بقلم بنوتة أسمرة


في صباح اليوم التالي للخطوبة , تململت "ياسمين" في فراشها وفتحت عينها ببطء وأول ما نظرت اليه هو تلك الدبلة الذهبية التى تزين يدها اليمنى .. ارتسمت ابتسامة صغيرة على شفتيها وهي تتذكر أحداث الليلة الماضية وكأنها حلم جميل .. ها هى أخيراً أصبحت فتاة مخطوبة وما هى إلا أسابيع قليلة وتصبح زوجة لها بيتها وحياتها الخاصة .. كانت مستغرقة في أحلام اليقظة عندما فتحت "ريهام" باب الغرفة :
- أهو هو ده اللى أنا كنت خايفة منه
- "ياسمين" بإستغراب : هو ايه ده اللى خايفة منه ؟
- بدأنا نسرح ونروح فى دنيا تانية ونبتسم , وشوية شوية هلاقيكي بتكلمى نفسك


قذفتها "ياسمين" بوسادتها وتعالت ضحكاتهما معاً
, اقتربت "ريهام" من "ياسمين" وعانقتها قائلة:

- مبروك يا أحلى عروسة فى الدنيا , ربنا يوفقك فى حياتك ويجعلها كلها سعادة فى سعادة
- أنا فرحانة أوى يا "ريهام"
- ههههههه مش محتاجة تقولى , كل حاجة باينه على وشك .. ربنا يبعد عنك الحزن ويديم عليكي الفرح يا "ياسمين" ... ثم رفعت يديها الى السماء وأضافت مازحة : وأحصلك قريب ياااااااااارب.

ضحكت "ياسمين" وقالت لها : متستعجليش , كل حاجة فى أوانها , ربنا يرزقك انتى كمان بالراجل اللى يصونك ويقدر قيمتك يا "ريهام" يا أحلى أخت فى الدنيا

تعانقتا مرة أخرى ودخلت عليهم "سمية" لتراهما هكذا فرغماً عنها تترقرق الدموع فى عينيها ودعت الله أن يبارك فى بنتيها ويصرف عنهما كل سوء.

************************************************

توقفت سيارة فارهة أمام مقر مجموعة شركات الألفى للاستيراد والتصدير .. كان البناء ضخماً شامخاً ذو طابع معمارى حديث يتسم بالرقى والفخامة .. نزل السائق ليفتح الباب الخلفي لينزل منه "عمر" وهو يرتدى جاكت أسود اللون أنيق تحته بلوفر رمادى ذو رقبة عاليه وبنطلون جينز رمادى , ونظارة شمس ماركة شهيرة , كان أنيقاَ ساحراَ يخطف الأنظار .. سار بسرعة ورشاقة وعبر أروقة المبنى الرخامية .. فهز الحارس رأسه محيياً وهو يقول :

- صباح الخير يا باشمهندس "عمر"
- صباح النور

دلف "عمر" الى المصعد واختار الطابق الأخير الذى يحوي مكتبه ومكاتب أعضاء مجلس ادارة الشركة , توقف المصعد في الطابق المطلوب , خرج "عمر" وسار على السجادة الطويلة ذات اللونين الزيتي و البيج والتى تمتد على طول الرواق من المصعد الى مكتبه .. بمجرد أن مر على مكتب السكرتيرة هبت واقفة :

- صباح الخير يا باشمهندس "عمر"
- صباح الخير يا مدام "حنان"

دخل "عمر"مكتبه وخلفه سكرتيرته الخاصة ومديرة مكتبه ذات المظهر الجاد والتي يبدو عليها أنها فى العقد الرابع من عمرها, والتي يأتمنها على الكثير من أسرار الشركة لثقته الشديدة بها

- باشمهندس , محتاجين امضة حضرتك على الملف ده حالاً
- "عمر" وهو يجلس على مكتبه ويلتقط منها الملف ويتصفحه : ها .. جمعتوا الكمية المطلوبة ؟
- أيوة يا فندم وقبل المعاد المحدد كمان
- ممتاز .. الشحنة هتدخل الجمارك امتى ؟
- هى حالياً فى الطريق وفى انتظار امضة حضرتك

ذيل "عمر" الملف بتوقيعه الأنيق وأغلقه وأعطاه لمديرة مكتبه , وبمجرد خروجها من المكتب أغلقت الباب الفاصل بين مكتبها ومكتبه , تناول "عمر" هاتفه النقال من جيبه واتصل برقم يحفظه عن ظهر قلب .. صوت جرس .. ثم :

- ألو
- حبيبي صباح الخير
- صباح النور يا "عمر"
- وحشتيني أوى
- وانت كمان
- كنتى امبارح زى القمر , لا زى القمر ايه ده القمر كان مكسوف منك
- "نانسي" بدلع : امبارح بس ؟
- لا طبعاً انتى يوم انتى قمر .. قمري اللى بينور لياليا واللى قريب أوى هيبقى معايا ومش هيفارقنى لحظة

- "نانسي" بجدية : "عمر" يا ريت مانستعجلش , يعني احنا لسه خطوبتنا كانت امبارح مش معقول هنتكلم فى جوازنا النهاردة
- "عمر" فى ضيق : يعني انتى مش حبه تكونى معايا فى بيتي ؟
- تداركت "نانسي" خطأها بسرعة : لا طبعا يا حبيبى عايزة أكون معاك النهاردة قبل بكرة , بص خلينا دلوقتى نفرح بخطوبتنا , ها هتوديني فين النهاردة ؟
- أى مكان حبيبي يختاره , أنا تحت أمره
- مممممم ايه رأيك نطلع يومين شرم ؟
- يومين .. بس يا "نانسي" اليومين دول أنا مضغوط جامد فى الشغل
- "نانسي" في ضيق واضح : خلاص متبقاش تتكلم بقلب جامد وتقولى أختار وتحت أمرك طالما شغلك أهم منى
- خلاص يا عمرى أنا ميهونش عليا زعلك هفضى نفسى عشانك , ولا تزعلى نفسك , أنا مفيش عندى أهم منك
- "نانسي" ضاحكة : تسلملى حبيبى , هجهز نفسي وانت خلص اللى وراك وعدى عليا فى الفيلا , اوعى تتأخر
- "عمر" باسماً : مقدرش أتأخر على حبيبتي , بحبك , هتوحشيني لحد ما أشوفك , سلام يا عمري
- سلام.


بعد انتهاء المكالمة قالت "نادين" لـ "نانسي" والتى كانت تستمع الى المكالمة :
- انتي غبية يا بنت انتى .. بيتكلم عن الجواز تقوليله أما اتمتع بخطوبتنا .. انتى عايزة تنقطيني
- يوم يا مامى أنا مش مستعدة للجواز ولتقييد الحرية دلوقتى
- هو بمزاجك  .. انتى مش عارفه المصيبة اللى احنا واقعين فيها
"نانسي" بتأفف :
- عارفة عارفة مش كل شوية تفكريني

- لا لازم كل شوية تفتكرى ومتنسيش أبداً إن كل أملاكنا تقريباً مرهونة.. وإن ما أنقذناش نفسنا هنلاقى نفسنا قريب أوى فى الشارع
- "نانسي" بعصبية : كل ده بسبب جوزك ولعبه للزفت القمار
- "نادين" غاضبة : بنت احترمي نفسك ده أبوكى مايصحش تتكلمى عنه بالطريقة دى
- أوف
- اسمعيني كويس , "عمر" مش عايزاه يفلت من ايدينا .. فهمانى .. محدش غيره هيقدر يخرجنا من الورطة اللى احنا فيها
- عارفة .. مع انه مش الشخصية اللى كنت أحلم انى أتجوزها بس فلوسه تخليني أتغاضى عن كل حاجه تانية
- أهم حاجة ان الجوازة تتم في أقرب وقت ممكن .. عشان لو حصل أى حاجة يكون خلاص اتجوزك وانتى ملزمة منه وبالتالى مش هيقدر يسيب أهلك فى ورطتهم دى وأكيد هيساعدنا
- "نانسي" بإبتسامة خبيثة : متقلقيش ده خلاص بأه بيتنفس حاجة اسمها " نانسي" ومايقدرش يعيش من غيري .. انتى عارفه كويس ان مفيش راجل يقدر يقاوم سحر "نانسي"
- عارفة يا بنت أمك

تبادلتا نظرات ماكرة والابتسامة تعلو شفاههما.
Comments
1 Comments

هناك تعليق واحد:

  1. الرواية تحفة بس شخصية ياسمين مبالغ فيها في اشياء تتغاطي عنها واشياء تزود فيها بصراحة ودخول مصطفي لفيلة اشهر عائلات مصر شي مش ساهل بس الاختطاف حلو ومن أجمل عشر روايات قريتهن تمنيت اختها هي البطلة لانا شخصيتها حلوة

    ردحذف