روايات منى سلامة

روايات دكتورة منى سلامة
للتواصل مع الكاتبة:
الفيس بوك
الصفحة العامة

الانستجرام

الفصل الخامس عشر من رواية مزرعة الدموع

رواية مزرعة الدموع بقلم بنوتة أسمرة

- "عمر" انت ليه متغير معايا
قالت "نانسي" هذه العبارة أثناء جلوسها مع "عمر" فى أحد المطاعم .. رد "عمر" قائلاً :
- مش متغير ولا حاجه يا "نانسي" بس الفترة اللى فاتت كنت مشغول جدا وكمان كنت بسافر المزرعة كتير عشان انتى عارفه ان أمورنا مش مظبطه هناك
- مش انت خلاص شغلت واحد صحبك فيها
- أيوه بس مش هطمن الا أما نخلص الرش ونشوف النتيجه ونعرف هننقذ أد ايه بالظبط من المحصول
- أنا يا "عمر" مغلطاك بصراحه .. يعني ازاى تسيب ادارة مزرعه كبيرة كده لواحد أول مرة يشتغل عندك
احتد "عمر" قائلاً :
- أولا "أيمن" ده صاحبي وأخويا مش واحد من الشارع .. ثانياُ "أيمن" مش بيشتغل عندى "أيمن" بيشتغل بنسبه يعني أكنه بيشتغل فى ملكه
احتدت "نانسي" هى الأخرى :
- وانت شايف ان ده صح .. "عمر" انت كده بتطمع الناس فيك


- "نانسي" لو سمحتى أقفلى على الموضوع أنا أدرى بشغلى .. أنا مش عيل صغير ..لا اسألى عنى فى السوق كويس وانتى تعرفى مين هو "عمر الألفى"
- طبعا يا حبيبى عارفه وواثقه فى قدرتك على ادارة شغلك
غير "عمر" الموضوع قائلاً :
- أنا خلاص يعتبر خلصت تعديلات الديكور فى الجناح بتاعنا فى الفيلا .. مفضلش غير اننا ننزل نختار الأثاث سوا
قالت "نانسي" بتبرم:
- انت لسه مصر اننا نعيش عند أهلك فى الفيلا .. ليه يا "عمر" ميكنش لينا مكان خاص بينا
قال "عمر" وقد ضاق ذرعاً :
- "نانسي" احنا فتحنا الحوار ده مليون مره .. وكل مرة بعيد نفس الكلام .. ماما وبابا ملهمش غيري .. وبابا معظم الوقت فى الشغل أو مسافر .. وأمى لوحدها طول اليوم .. ايه اللى يخليني أعيش فى مكان تانى وفيلتهم طويله عريضه هيكون لينا فيها مكان خاص بينا يعني اكنك عايشه فى شقه مستقله خاصه بيكي بس الفرق ان الشقة دى هتكون جوه فيلتنا
رسمت ابتسامه صغيره على شفتيها قائله :
- خلاص يا حبيبى اللى تشوفه
صمت "عمر" قليلا ثم نظر اليها قائلاً :
- "نانسي" انتى حسه اننا مناسبين لبعض
قالت بدهشة :
- مش فاهمه قصدك ايه
قال فى حيره :
- مش عارف ساعات بحس اننا مفيش حاجه متفقين عليها
- "عمر" انت معدتش بتحبنى ؟
- لا بحبك وعيني مش شايفه غيرك .. بس حاسس ان عقلى مش بيبطل تفكير
حاولت "نانسي" معرفة ما يدور فى عقله قائله :
- بتفكر فى ايه بالظبط
- لا متحطيش فى بالك ويلا عشان نطلب الأكل
- طيب قولى الأول انت مسافر المزرعة تانى امتى ؟
- مسافر بكرة ان شاء الله
- طيب انت مش وعدتنى انك هتاخدنى معاك
- خلاص مفيش مشكلة لو عايزة تيجي تعالى بس شوفى ظروف مامتك وباباكى الأول
قالت "نانسي" بدهشة :
- مامي وبابي ليه ؟ هما هييجوا معانا ؟
نظر اليها "عمر" نظره طويله ثم قال :
- أمال هنعد أنا وانتى فى بيت المزرعة لوحدنا ؟! هناك بلد أرياف مش زى هنا .. يعني أكيد الناس هتتكلم عنى وعنك .. وكمان فرصه عشان أهلك يغيروا جو
- خلاص يا حبيبى اللى تشوفه

*********************

رن جرس الباب فأسرعت "ريهام" بفتح الباب وقالت مبتسمه :
- ازيك يا "سماح" منوره
دخلت "سماح وقبلتها ثم قالت :
- ازيك انتى يا "ري ري " .. أمال فين "ياسمين" ؟
ضحكت "ريهام" قائله :
- اهى جوه على السرير هتروح فين يعني برجليها المسلوخه دى
سمعتها "ياسمين" فصاحت :
- أنا رجلى ملسوخه .. ماشي يا أم لسان طويل
قلبتها "سماح" وقالت :
- أخبارك ايه النهارده .. ها هتفكى البتاع ده امتى
- خلاص هانت بكرة ان شاء الله هفكه
- طيب الحمد لله أحسن كان شكلك هيبقى وحش أوى فى الفرح
تجهم وجه "ياسمين" عندما تذكر أن فرحها بعد 3 أيام .. لاحظت "سماح" ذلك فقالت لـ "ريهام" :
- ايه معندكوش حاجه تتشرب ؟
- لا طبعا في .. حالا هعملك كوباية الشاى أبو لبن بتاعتك
- تسلميلى يا "ريهام"
خرجت "ريهام" من الغرفة , وافتربت "سماح" وجلست بجوار "ياسمين" على السرير قائله :
- مالك يا "ياسمين" شكلك مش عاجبنى خالص .. ده شكل عروسه فرحها كمان 3 أيام ؟
قالت "ياسمين" فى حزن :
- عروسه ؟! .. لما بتقولوا الكلمه دى بحس انكوا بتقولوها لحد تانى .. أنا مش حسه أبدا انى عروسه
- ليه يا حبيبتى بتقولى كده ؟ عشان والدتك الله يرحمها ؟ هى أكيد حاجه صعبه عليكي بس انتى لازم تفكرى فى حياتك ومستقبلك يا "ياسمين" مش بقولك انسي والدتك بالعكس افتكريها وادعيلها واعمليلها صدقة جاريه كمان بس متوقفيش حياتك انتى
تنهدت "ياسمين" قائله :
- مش بس موت ماما الله يرحمها هو اللى مضيع فرحتى يا "سماح"
- أمال فى ايه ؟
- أنا مش حسه انى عايزه أتجوز .. يعني حسه انى معرفش الانسان ده .. أنا معرفش أى حاجه عنه يا "سماح" لا أخلاقه ولا طباعه .. بالعكس فى حاجات كتير بتضايقني منه .. مش عارفه ازاى المفروض يتقفل عليا باب واحد أنا وهو مش قادرة أتخيل ده أبداً .. حسه انى بموت يا "سماح" حسه انى مخنوقه أوى وجوايا ضيق رهيب .. حسه انى عايزة أصرخ وأصرخ لحد ما اتعب
- طيب متكلمى باباكي عشان ......
قاطعتها "ياسمين" قائله :
- بابا مصر على اللى فى دماغه .. أنا عذراه انه خايف عليا وعايز يسيبنى فى ضهر راجل هو ماشي بمبدأ ضل راجل ولا صل حيطه .. بس أنا تفكيري مش كده ... أنا عندى الحيطة أحسن مليون مرة من راجل مش عايزاه
- انتى مش عايزه "مصطفى"
احتدت "ياسمين" قائله :
- هو أنا أصلا أعرفه عشان أحس انى عايزاه ولا مش عايزاه.. تعرفى يا "سماح" لو "مصطفى" جه دلوقتى وفسخ الخطوبه أنا مش هزعل .. لاني مش حسه بأى حاجه نحيته ولا شايفه ان فيه حاجه واحده تشجعنى على الارتباط بيه
صمتت قليلا ثم قالت :
- أنا رميت حمولى على ربنا يا "سماح" وواثقة انه مش هيضيعني .. أنا عارفه ان ربنا هيختارلى الخير .. وأنا راضيه بقصاءه أى ان كان .. حتى ولو كان ضدرغبتى
- ربنا يريح قلبك يا "ياسمين"
- عارفه يا "سماح" قصه السفينه اللى فى سورة الكهف ؟
- آه عرفاها
- سيدنا الخضر عليه السلام خرق السفين بتاعة ناس مساكين بيتشغلوا بيها وهى مصدر رزقهم ولما شافه سيدنا موسي عليه السلام بيعمل كده حزن ولامه عشان عمل كدة فى سفينه ناس غلابه .. بس ربنا كان له حكمه من كده ان كان فى ملك بياخد السفن غصب من الناس وبيصاردها ولما مرت السفينة على خدام الملك مرضوش ياخدوها لأنها كانت معيوبة بعد ما سيدنا الخضر خرقها .. لو مكنش سيدنا الخضر عليه السلام عمل كده كان زمان الناس المساكين دول خسروا سفينتهم والملك صادرها .. أنا كل ما بفتكر القصة دى برتاح أوى .. وبطمن ان ربنا أكيد رايدلى الخير "وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم"
- ونعم بالله .. وعشان انتى أحستنى الظن بالله أنا واثقه ان ربنا هيكتبلك الخير يا "ياسمين" ومش ممكن حد يضرك أبداً
- ان شاء الله
- لسه مصره انك متلبسيش فستان فرح
- أيوة يا "سماح" مش حبه ألبس فستان فرح هلبس فستان حلو أنا اشتريته وجبت عليه طرحه حلوة اوى هيعجبك
- ماشي يا حبيبتى المهم تكونى انتى مبسوطة
عانقت "سماح" صديقتها وهى تدعو الله فى سرها أن يبدل حزنها فرحاً

***************************
جلست "نانسي" مع والدتها فى التراس قائله :
- حسه ان "عمر" كل مدى بيبعد عنى
قالت "نادين" بإهتمام :
- ازاى ؟
- مش عارفه بس حسه بكده .. معدش ملهوف عليا زى الأول
صاحت أمها بغضب :
- فالحه يا "نانسي" فالحه
- أوووف يا مامي أنا مش بقولك كده عشان تقطميني
- أمال بتقوليلي ليه عشان تحرقى دمي
- لأ عشان أقولك اننا رايحين بكره مع "عمر" على المزرعة بتاعته اللى فى المنصورة دي
- لا أنا مليش فى الجو ده
قالت "نانسي" بتبرم :
- ولا أنا عايزاكى معايا بس الباشمهندس "عمر" أصر انك وبابا تيجوا معايا
- طيب خلاص مش مشكله الغى السفريه ومتسافريش
قالت "نانسي" بإصرار :
- لأ لازم أسافر معاه
- ليه بأه
- عشان هناك هعرف ازاى أرجعه "عمر" اللى هيموت عليا
- والله انتى بتاعة كلام وبس
قالت "نانسي" بزهو وتفاخر :
- بكرة تشوفى

********************
دخل "كرم" الى مكتب "عمر" بالشركة قائلاً :
- ها يا "عمر" ناوى على السفر امتى ؟
- النهاردة ان شاء الله
- طيب تمام أنا جاى معاك
- لا مفيش داعى خليك انت
- لا جاي معاك أهو أساعد فى أى حاجه انت شايل الحمل لوحدك
- مش لوحدى ولا حاجه "أيمن" موجود
- أهااا "أيمن" موجود .. يبقى "كرم" شكرا .. مش كده
ضحك "عمر" قائلاً :
- تصدق أنا اللى غلطان .. عايز تيجي تعالى
ثم استطرد قائلاً :
- على فكرة "نانسي" ومامتها وباباها جايين هما كمان
- أهااا .. تمام .. طيب يعني أجى بعربيتى ولا ايه
- لا مفيش داعى هاخدك انت و"نانسي" فى عربيتي وأهما هيجوا بعربيتهم ..
- متأكد .؟ .. مش عايز أبقي عزول وداخل بين البصلة وقشرتها وتدعى عليا طول الطريق
ضحك "عمر" قائلاً :
- لا يا "كرم" متقلقش أنا أصلا بدعى عليك من غير حاجه
- تًشكر يا ذووووء


********************

فى الطريق الى المنصورة انطلقت سيارة "عمر" وبجواره "نانسي" وفى المقعد الخلفى يجلس "كرم" وخلفهم سيارة والد "نانسي" ووالدتها .. التفتت "نانسي" قائله لـ "كرم" :
- كده برده متحضرش الخطوبة يا "كرم" .. ده انت أقرب صديق لـ"عمر"
قال "كرم" معتذراً :
- معلش يا "نانسي" يومها كان نفسي أحضر بجد .. بس كان فى سفريه مهمة يومها ومينفعش يقوم بيها غير أنا أو "عمر" ..
ثم ضحك قائلاً :
- يعني لو كنت حضرت مكنش العريس هيعرف يحضر عشان كده ضحوا بالجنين عشان الدكتور يعيش
أطلقت "نانسي" ضحكة عاليه قائله :
- انت مصييه بجد
توقف "عمر" بجوار احدى الكافيتريات على الطرق قائلاً :
- هجيب مايه .. عايزين حاجه أجيبهالكوا
- "نانسي" : لا ميرسي
- "كرم" : آه يا "عمر" الله يكرمك عايز شيتوس ولمبادا
التفت له "عمر" قائلاً :
- نعم يا أخويا .. شيتوس ولمبادا
- آه يا "عمر" بس لمبادا بالشكولاته مليش فى الفراولة
أطلقت "نانسي" ضحكة عاليه أخرى
- محسسنى انى خلفتك ونسيتك يا ابنى .. انزل هات لنفسك
- ما انت نازل يا "عمر" هاتلى فى ايدك وانت جاى
قال وهو يخرج من سارته :
- حاضر اللهم طولك يا روح
التفتت "نانسي" الى "كرم" الجالس خلفها قائله :
- معرفش ان دمك خفيف كده يا "كرم"
- دى أقل حاجه عندى
ضحكت مرة أخرى قائله :
كان نفسي صحبك يطلع زيك كده
- "عمر"؟
- آه .. بحس انه جد أوى ومتنشن على طول
- بالعكس "عمر" دمه خفيف وتحبي تتكلمى معاه .. هو بس يمكن اليومين دول اللى شادد شوية عشان ضغط الشغل
- طيب ما انت معاه فى الشغل ومع ذلك مش متنشن كده
صمتت قليلا صم قالت :
- الا قولى يا "كرم" انت بتشتغل ايه عند "عمر" ؟
ابتسم بسخريه قائله :
- مين ضحك عليكي أصلا وقالك انى شغال عند "عمر"
قالت مستفهمه :
- أمال ايه ؟
- أنا شغال مع "عمر" مش عند "عمر" .. أنا شريك فى مجموعة شركات الألفى بنسبة 30%
رفعت "مانسي" حاجبها فى دهشة ..ولمعت عيناها ببريق خبيث وقالت :
- تصور مكنتش أعرف .. يعني انت و"عمر" شركا
- أيوة شركا
فى تلك الأثناء عاد "عمر" وشعر بالضيق عندما وجد "نانسي" ملتفه تماما للخلف بهذه الطريقة .. صعد الى سيارته فاعتدلت "نانسي" فى مقعدها وانطلق يكمل طريقه الى المزرعة


***********************

طرق "رأفت" باب حجرة صديقه , فقال "مصطفى" :
- ادخل يا "رأفت"
دخل "رأفت" ونظر الى "مصطفى" الذى يرتب ملابسه فى حقيبته قائلاً :
- ها يا درش خلاص ناوي
- اه يا ابنى معدش الا يومين على الفرح يدوبك أظبط البدله واتفق مع الحلاق
- طيب والشقة مش ناقصها حاجه ؟
- لا كله زى الفل .. أبويا قام بالشغل كله
- أخدت أجازة أد ايه
انفعل "مصطفى" قائلاً :
- ولاد الـ تيييييييييييت مرضوش يدولى إلا اسبوع واحد طبعا منهم اليومين دول وخمس أيام بعد الفرح .. بالله عليك فى عريس يخسفوا الأرض بشهر العسل بتاعه من شهر لخمس أيام .. حاجه تيييييييييييت
ضحك "رأفت" قائلاً :
- معلش يا درش .. أصلك الفترة الى فاتت كنت واخد أجازات كتيره فطبيعي ميرضوش يدوك أكتر من أجازتك اللى بتاخدها كل شهر
- يلا خير
- هتمشي امتى ؟
- حالا ان شاء الله .. آه بالحق مستنيك فى الفرح اوعى متجيش تبقى ندل وابن تييييييييت
ضحك "رأفت" قائلاً :
- لا متقلقش قاعد على قلبك .. ومبروك يا عريس
- الله يبارك فيك يا "رأفت" أشوفك على خير .. يلا سلام
- سلام
ثم حمل حقيبته وانصرف .

*********************

قال "عمر" لـ "نانسي" وهما يسيران معاً داخل المزرعة :
- ايه رأيك فيها ؟
- فى ايه ؟
- المزرعة
- آه .. آه حلوة
- عارفه يا "نانسي" ده أكتر مكان برتاح فيه لما باجى هنا بنسي كل حاجه فى الدنيا مبفتكرش غير الخضرا والسما والنيل
قالت "نانسي" ويبدو عليها علامات الضجر :
- بس يا "عمر" المكان هنا ممل شوية
قال "عمر" بإستغراب :
- ممل ؟
- أيوة .. متفهمنيش غلط ..بس دى قريه ومفيش فيها أى حاجه الواحد يسلى بيها نفسه
- أولا بينا وبين المنصورة نفسها ربع ساعه بس وفيها أماكن حلوة كتير .. وثانيا لما باجى هنا مببقاش عايز لا دوشة ولا زحمه .. بحب أستمتع بالهدوء والسكينه اللى هنا فى المزرعة
رأى شجرة فأسرع الخطى ومسح على جزعها بكفه وارتسمت على شفتيه ابتسامه كبيره قائلاً :
- شايفه الشجرة دى زرعتها بنفسي من زماان .. كنت فى اعدادى وجدى ساعدنى وعرفنى ازاى أزرعها
أقبل "رأفت" عليهما فانفرجت أسارير "نانسي" لقدومه فلقد وجدت فيه فرصه للهروب من حديث "عمر" الذى أشعرها بالضجر ..التفتت الى "عمر" قائله :
- هسيبكوا بأه تشوفوا شغلكوا
ثم وجهت حديثها الى "أيمن" قائله :
- ازيك يا "أيمن"
هز رأسه مردداً :
- أهلا بحضرتك
انصرفت "نانسي" وتركت الصديقان بمفردهما .. قال "أيمن" معتذراً :
- معلش يا "عمر" جيت فى وقت مش مناسب ولا ايه .. أصل فى ورق محتاج امضتك عليه ومخدتش بالى ان خطيبتك معاك الا لما قربت منكوا
ابتسم "عمر" لصديقه قائلا :
- لا يا "أيمن" محصلش حاجه .. هات الورق
قرأ "عمر" الورق ثم أخرج قلمه وذيله بتوقيعه .. وقال لـ "أيمن" :
- اعتقد كده ماشيين بمعدل كويس مفضلش الا الجهه الغربيه
- بالظبط كده .. وكلها يومين ونخلص الرش هناك ان شاء الله
- ربنا يستر ونلاقى نتيجة ومتكنش مصاريف على الفاضى
- لا ان شاء الله أنا مستبشر خير
سار الصديقان معاً .. فسأله "عمر" :
- ها ايه أخبارك مع خطيبتك
ابتسم "أيمن" قائلاً :
- كله تمام الحمد لله
- الحمد لله .. ناوبين على امتى ان شاء الله
- بصراحة محددناش معاد محدد .. سايبنها بظروفها .. يعني لما نحس احنا الاتنين اننا مقتنعين ببعض واننا مستعدين للخطوة دى
ربت "عمر" على كتف صديقه قائلاً :
- انت ابن حلال وتستاهل كل خير يا "أيمن"
- تسلم يا "عمر" .. وانت ايه أخبارك مع خطيبتك ؟
أزاح "عمر" يده من على كتف صديقه ونظر أمامه ولم ينطق بشئ .. فحثه "أيمن" قائلاً :
- ايه فى مشاكل بينكوا ؟ لما شوفتكوا من شوية كنتوا كويسين
قال "عمر" وهو شارد :
- مش عارف يا "أيمن" ساعات بحس انى بحب "نانسي" أوى .. وساعات ...
- وساعات ايه ؟
- ساعات بحس ان دماغنا مش راكبه على بعض
- ازاى يعني ؟
تنهد "عمر" قائلاً :
- مش عارف حقيقي مش عارف .. حاسس انى متلخبط .. وعقلى مبيبطلش تفكير
وجدا جدولاً من الماء فجلسا على صخرة أمامه , سكت "أيمن" قليلا ثم نظر الى صديقه وسأله قائلا :
- انت ايه اللي عجبك فى "نانسي" و خلاك تقول هى دى الانسانه اللى عايزها تبقى مراتى ؟
أخذ "عمر" يفكر وهو يلقى ببعض الحصى فى الماء . ثم قال :
- جميله , جذابه , مرحه , ذكية , من عيلة كبيرة
قال "أيمن" مستنكراً :
- بس كده ؟
سكت "عمر" وهو يشعر بالحيره .. ثم وجهه نفس السؤال الى صديقه قائلاً:
- طيب انت ايه اللى عجبك فى خطيبتك وخلاك تقول هى دى .. غير حكاية المصحف والمطار
- عجبنى حاجات كتير ولما عرفتها وعرفت أهلها حبيتها أكتر واقتنعت بيها أكتر .. عجبنى أخلاقها وأدبها وحيائها .. لما ببصلها بشوف فيها أم لولادى
صمت قليلا ثم أكمل قائلاً :
- أنا مش بدور على واحدة تكون زوجة وبس يا "عمر" أو واحدة عشان أشبع رغباتى معاها وشكرا .. لا أنا بدور على أم لولادى .. نربهيم سوا ونكبرهم سوا ونعلمهم سوا يكونوا رجاله بجد .. بدور على واحدة تكون سند ليا لما أتعب أو لما أكبر في السن وأعجز ألاقيها جمبى ومعايا .. بدور على واحدة تكون سكن ليا وأكون سكن ليها واحده تفهمنى وأفهمها وأحس بيها وتحس بيا وأحس معاها اننا بنكمل بعض وان أنا وهى شخص واحد مش شخصين
أعقب حديث أيمن صمت طويل لا يتخلله الا تغريد العصافير على الشجر .. وبعد فترة نظر "أيمن" الى "عمر" قائلاً :
- انت حاسس بكده مع خطيبتك ؟
صمت "عمر" وعاود القاء الحصى فى الماء .. ثم التفت الى "أيمن" وابتسم قائلاً :
- لو انت حاسس بكده مع خطيبتك يبقى يا بختك بيها
ابتسم "أيمن" ولم يعقب بشئ

*****************************
- صحى النوم يا عروسه
هتفت "سماح" بهذه العبارة وهى توقظ "ياسمين" من نومها .. لكنها لم تدرى أن "ياسمين" لم تذق غمضاً منذ يومين كانت تنام على سريرها مغمضة العين لكنها متيقظه ومنتبهه تفكر وتفكر وتفكر .. تململت "ياسمين" فى فراشها ونظرت الى صديقتها قائله :
- صباح الخير ايه اللى جايبك بدرى كده
- بدرى ايه يا بنتى الساعه 10 والنهارده فرحك قومى ورانا حاجات كتير
قامت "ياسمين متكاسله وقالت :
المأذون هييجى العشا هعمل ايه أنا من دلوقتى للعشا
هتفت "سماح" قائله :
- يا ربي وبتقولى هتعمل ايه .. قومى يا بنتى مفيش وقت يلا
نهضت "ياسمين" وتوجهت الى الحمام وأخذت دش ساخن لتريح أعصابها المشدودة

****************************
قام والد "عمر" من نومه ليجد زوجته جالسه على السرير وعلامات القلق بادي على محياها .. فاعتدل جالسا وقال :
- صباح الخير يا "كريمة" صاحيه من بدرى ؟
تنهدت قائله :
- أنا منمتش أصلا من بعد الفجر
- ليه يا حبيبتى ايه اللي مصحيكي
قالت بصوت باكى :
- شوفته تانى يا "نور"
- هو ايه اللي شوفتيه
- الحلم اللي حلمته لـ "عمر" من فتره .. شوفته تانى النهارده بنفس الشكل ونفس التفاصيل .. الحية بتجرى عليه وهو بيقع فى البير وبعدها الحية بتهرب منه .. أنا خايفه أوى
أمسك يدها فى يده قائلاً :
- متخفيش ان شاء الله ربنا يحفظه
- يارب .. يارب احميه يارب واصرف عنه السوء

**************************

- مبروك يا عروسه طالعه زى القمر فى فستانك
قال "سماح" هذه العباره وهى تحتضن صديقتها .. كانت "باسمين" ترتدى فستانا بسيطاً لونه سيمون وبوليرو وطرحه نفس اللون .. كانت رقيقه وبسيطه للغايه .. اقتربت منها "ريهام" قائله :
- مش كنتى لبستى فستان فرح يا "ياسمين" فى عروسه ما بتلبسش فستان فرح؟
ابتسمت لها "ياسمين" قائله :
- أنا مرتاحه كده يا "ريهام"
عانقتها "ريهام" عناقاً طويلا لم تتحدث فيه وكأن الكلام يعجز عن وصف شعورها فى هذه اللحظة ,, قالت "ياسمين" والدموع تتجمع فى عينينها :
- كان نفسي أوى ماما تكون معايا النهاردة
أسرعت والدة "سماح" قائله :
- وأنا روحت فين يا بنتى .. مش أنا زى ماما برده
التفتت اليها "ياسمين" والدموع فى عينينها تهدد بالسقوط وابتسمت قائله :
- طبعا يا طنط ربنا عالم أنا بحب حضرتك أد ايه
عانقتها والدة "سماح" وربتت على ظهرها قائله :
- وربنا يعلم انك عندى من غلاوة "سماح" بنتى .. انتى و"ريهام" ربنا يحميكوا بنتين زى الفل ومتتخيروش عن بعض
قالت "سماح" :
- ايه يا جماعة هنقلبها نكد ولا ايه .. لا بقولكوا ايه النهارده فرح وضحك وزغارط وبس .. مش عايزة أشوف دمعه واحدة فى عين حد فيكوا النهارده .. فاهمين
ابتسم ثلاثتهم .. وبدأوا فى الغناء والرقص واطلاق النكات والضحك محاوليين اسعاد "ياسمين" ورسم البسمة على شفتيها

************************

سألت "نانسي" "صفية" زوجة "عويس" الغفير والتى كانت تقوم بتغيير شراشف الأسرة فى حجرات بيت المزرعة قائله بصوت منخفض :
- هو فين "عمر" ؟
قالت "صفية" على الفور:
- فى أوضته يا هانم تؤمرى بحاجه ؟
قالت "نانسي" وهى توليها ظهرها وتنصرف :
- لا ميرسي
تابعتها "صفية" بعينيها ولوت شفتيها قائلاً :
- لا ميرسي
ثم عادت لاكمال عملها ..

***********************

دخلت "نانسي" حجرة "عمر" وسمعت صوت الدش فى الحمام الملحق بغرفته فارتسمت ابتسامه خبيثة على شفتيها .. وبعد فترة توقف صوت الدش وخرج "عمر" يلف وسطه بمنشفه .. توقف فجأه عندما وقعت عيناه على "نانسي" الجالسه على فراشه نظر الى فستانها القصير المكشوف الذى لا يكاد يغطى شيئاً .. تسمر فى مكانه .. فابتسمت "نانسي" قائله فى دلال :
- كنت حسه انى جعانه عملت شوية سندويتشات ناكلهم مع بعض
أخذت ساندوتش من الصنية التى وضعتها على الكمودينو ووضعت ساقاً فوق ساق ثم نظرت اليه قائله :
- ايه مش هتيجي تاكل ؟
تقدم "عمر" حتى أصبح فى مواجهتها لا يدرى لما وفى هذه اللحظة بالذات تذكر تلك الفتاة التى صدمها بسيارته والتى كانت ترقض على السرير فى المستشفى لا يظهر منها الا وجهها وكفيها ومع ذلك كانت تخجل من نظراته وتتورد و جنتاها بحمره الخجل وتبعد عيناها عن عينيه .. لم يشعر بنفسه الا وهو يقارن بينها وبين تلك الفتاه الجالسه أمامه بجرأة بلا أدنى شعور بالخجل .. شعر بشئ من التقزز وقال لها بصرامة شديدة :
- فى واحده محترمة تعمل كده ؟ .. تدخلى اوضة شاب أعذب وانتى لابسه لبس زى ده ؟
قالت وعلامات الدهشة مرسومه على محياها :
- ايه المشكلة احنا بنحب بعض و خلاص هنتجوز
ثم أضافت بدلع :
- ولا انت معدتش بتحبنى ؟
نظر اليها نظرات غاضبة وأطبق أصابع كفيه بشده وكأنه يريد أن يلكم أحداً وقال لها بصوت هادر :
- نانسي اطلعى بره أنا مش طايق أشوف وشك
قالت فى عدم تصديق :
- نعم ؟ بتقول ايه
صاح غاضباً :
- بقولك اطلعى بره يا "نانسي" .. حالاً يا إما بجد هتندمى
نهضت "نانسي" وهى تشعر بالمهانه وقبل ان تغادر الغرفة قال لها :
- جهزوا نفسكوا عشان هنرجع مصر حالا
خرجت من الغرفة وأغلقت الباب بقوة .. ذهبت الى والدتها وقالت بعصبيه :
- يلا .. "عمر" طردنا من هنا .. لازم نمشي
صاحت والدتها فى فزع :
- مش فاهمة يعني ايه طردنا
صرخت "نانسي" فى وجهها قائله :
- بقولك طردنا يلا قومى
وما هى الا لحظات حتى جاء "عمر" حيث تتحدث المرأتان ووجه حديثه الى "نادين" قائلاً :
- معلش يا طنط جالى تليفون شغل مهم ولازم أنزل مصر حالا .. لو حضرتك عايزة تستنى انتى وعمى و"نانسي" مفيش مشكلة بس أنا راجع مصر حالا
تصنعت نادين" الابتسامه ثم قالت :
- لا يا حبيبى واحنا ايه اللى يقعدنا هنا .. احنا قضينا 3 أيام وحقيقي لازم نرجع مصر عشان أشغالنا
- طيب تمام أنا منتظركوا تحت فى العربية عشان تمشوا ورايا بالعربية بتاعتكوا زى ما جينا عشان متتوهوش فى الطريق
- ماشي يا حبيبى
خرج "عمر" فوجهت الى "نانسي" نظرات صارمة قائله :
- هنتكلم فى البيت
ركب "عمر" سيارته وانتظرهم ..كان يشعر وكأن بداخله بركان بغلى من الغضب .. كان هذا الغضب موجه أكثر الى نفسه كيف كان أعمى الى هذه الدرجة كيف لم يستطع تمييز الغث من السمين .. كيف لم يرى أن خطيبته لا تتناسب أبدا مع قيمه وأخلاقه .. كيف اهتم بالقشور ونسي اللب .. كان يسأل نفسه هذه الأسئلة وهو لا يدرى أيغضب من "نانسي" أم من نفسه .. رآي ثلاثتهم وهم ينزلون الدرج ويركبون سيارتهم .. شغل محرك سيارته ولكنه انتبه الي صوت محرك سيارتهم حيث أصدر صوتا عاليا ثم توقف تماما
فأخرج رأسه من الشباك ونظر الى الخلف قائلاً :
- مش عايزة تدور ؟
أخرج والد "نانسي" رأسه هو الآخر وقال :
- ايوة النور كان والع وشكل البطاريه فضيت
- طيب سيبوها وأنا أخلى حد من العمال يجيب ميكانيكي يوصلحها وحد من المزرعة يوصلهالنا على القاهرة .. وتعالوا اركبوا معايا
نزل ثلاثتهم فى صمت .. همت "نانسي" أن تركب فى الخلف لكن "مادين" دفعتها الى الباب الأمامى .. فجلست متبرمة بجوار "عمر" .. وانطلق بسيارته قاصدا القاهرة وفى رأسه ألف سؤال وسؤال


**************************

تعالت الزغاريد فى بيت "ياسمين" والتف الجميع حولها من أصدقاء وجيران مهنئين ومباركين لهذا الزواج .. دخل "عبد الحميد" حجرة ابنته و العبرات تملأ عينيه وقبلها فى جبينها وأمسك يدها وقبلها فأسرعت "ياسمين" بسحب يدها والعبرات تختنق فى عينيها , نظر اليها والدها وأمسك رأسها بين كفيه قائلاً :
- الحمد لله ان ربنا أحيانى وشوفت اليوم ده .. بنتى أنا عروسه
تركت "ريهام" لعبراتها العنان كانت سعيده لزواج أختها لكن فى حلقها غصه كيف ستحيا بعيداً عنها .. كيف وهى الأم والأخت والصديقة وكل شئ بالنسبه لها ..وما هى الا لحظات حتى تعالت الأصوات لتنبئ بوصول المأذون فتعالت الزغاريد مرة أخرى
كان "مصطفى" يقف سعيداً وسط الحضور عندما وقع نظره على آخر شخص أراد رؤيته فى تلك اللحظة .. نعم انها "نهلة" كانت تقف أمام الباب ترمقه بنظرات غاضبة ناريه ,أسرع الخطى اتجاهها وجذبها من ذراعها وخرج من الشقة وقال لها بغضب :
- بتعملى ايه هنا ؟ ايه اللي جابك
قالت له ونظرات الاحتقار تملأ عينيها :
- متخفش أوى كده يا عريس أنا لو كنت عايزة أبوظلك الجوازه كنت جيت البيت ده من زمان
قال بحده وهى ينظر حوله خوفاً من أن تنتبه "ياسمين" أو والدها :
- أمال ايه اللى جابك ؟
قالت بسخريه :
- جايه أشوفك وانت عريس
وفى تلك اللحظة خرجت "ياسمين" من حجرتها وجلست على الطاولة التى ضمت المأذون ووالدها فألقت عليها "نهلة" نظرة حاقدة وقالت :
- هى دى بأه ربت الصون والعفاف؟
قال "مصطفى" محذراً اياها :
- "نهلة" .. انتى عايزة ايه بالظبط ؟
نظرت اليه قائله :
- مش عايزة حاجه .. قولتلك جايه أشوفك وانت عريس ..يلا عروستك مستنياك
تركها "مصطفى" وهو يشك فى أمرها .. دخل وقلبه يكاد يقفز من مكانه من الخوف وقدميه تصطك ببعضهما البعض جلس بجوار المأذون
نظرت اليهم "نهلة" محدثه نفسها يصوت منخفض ( بكرة أحرقك زى ما حرقتنى يا مصطفى )

.. كانت "ياسمين" في تلك اللحظة تشعر بأن ما يجرى حولها هو مجرد حلم .. حلم ستستيقظ منه بعد لحظات .. أغمضت عينيها قليلا ثم فتحتهما .. لكن نفس المشهد ونفس الوجوه الضاحكة .. كانت تشعر وكأن روحها تسحب منها .. شعرت وكأن الأصوات اختفت من حولها فلم يبقى الا صوت دقات قلبها الذى يكان يخرج من صدرها من قوة ضرباته لم تسمع الا كلمة واحدة :
- قبلتً زواجها

*************************

دخلت بيتها وهى تقدم رجلاً وتؤخر الأخرى .. كانت تراه لأول مرة بعدما انتهت والدة "مصطفى" وأختها و "سماح" من تنظيمه وترتيبه
دخلت ووقفت وسط الصالة وكأنها عابرة سبيل ضلت طريقها ولا تهتدى الى وجهتها .. أفاقت من شرودها على صوت باب الشقة الذى أغلقه "مصطفى" عليهما .. التفتت لتنظر اليه وقلبها يكاد يصم أذنيها من علو صوت دقاته .. ثم .. ابتسم "مصطفى" واقترب منها بخطوات بطيئه ...

************************
كان "عمر" يسير بسيارته مسرعاً وهو لا يشعر بأولئك الجالسون معه فى السيارة .. كان عقله يدور ويدور بدون توقف .. كانت "نانسي" تنظر اليه ولا تصدق أن كل شئ سينتهى فى لحظة أرادت التحدث اليه فى محاولة لمعرفة ما يدور داخل رأسه لعلها تنقذ شيئاً .. نادته قائله :
- "عمر" .. "عمر "
لم ينتبه "عمر" لصوتها فمدت يدها لتلمس كفه الموضوع على مقود السيارة .. انتفض "عمر" وكأن حية لدغته ونظر اليها بعينين كادتا أن تخترقاها .. وعندئذ هتفت "نادين" التى كانت تجلس فى المقعد الخلفى :
- "عمر" حاااااااسب .... حاااااااااااااااااااااااسب
نظر "عمر" أمامه فأعمته أضوار التريلا القادمة أمامه وما هى الا لحظات تعالت فيها أصوات الصراخ .. ثم سكن كل شئ .. توقف سائق التريلا لينظر الى تلك السيارة التى أخذت تلف وتدور حتى انقلبت على أحد جانبيها .. ثم أعقب ذلك صمت رهيب..
لو كان بإمكاننا الاستماع الى دقات الأربعه قلوب الموجوده داخل السيارة .. لوجدنا قلباً واحداً أخذت خفقاته فى الخفوت شيئاً فشيئاً حتى توقف تماما .. بوم بوم بوم بوم بوم بوم ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ .

Comments
0 Comments

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق