روايات منى سلامة

روايات دكتورة منى سلامة
للتواصل مع الكاتبة:
الفيس بوك
الصفحة العامة

الانستجرام

الفصل الثالث من رواية العشق الممنوع


نهضت "سمر" من فراشها مسرعة متوجهة الى غرفة والدها .. لتجد أن "فيروز" هى مصدر ذلك الصراخ .. كان والدها .. نائماً على ظهره على الأرض لا يتحرك وفيروز واقفه على بعد خطوات منه تصرخ ولا تجرؤ على الإقتراب .. اندفعت "سمر" وجثت على ركبتيها بجوار والدها وهى تحركه هاتفه :
- بابا .. بابا
نظرت الى "فيروز" بلوعة وقالت :
- "فيروز" ايه اللى حصله
قالت "فيروز" وهى تبعد ناظريها عنه :
- معرفش .. معرفش .. كان بيتكلم معايا وفجأة وقع ...........


نهضت "سمر" مسرعة الى الهاتف واتصلت بالإسعاف .. جلست جواره تبكى وتحاول أن تحركه وتناديه دون أى استجابه منه .. أتت سيارة الإسعاف وحملته الى المشفى وتبعته مع "فيروز" بسيارتها .. انهمرت العبرات من عيني "سمر" وهى تخشى فقد والدها .. فهو كل من بقى لها فى هذه الدنيا .. رغم البعد والجفاء بينهما .. إلا أنه يبقى والدها .. وحاميها .. ودرع الأمان لها .. أخذت تدعو الله أن يعود سالماً من أجلها .. لأنها تحتاج لوجوده فى حياتها .. توقفت سيارة الإسعاف أمام المستشفى ومن خلفها سيارة "فيروز" جرت "سمر" فى اتجاه والدها المحمول على النقاله .. أسرعوا بإدخاله الى احدى الغرف ومنعوا دخولها .. وقفت فى الخارج دموعها فى عينيها .. وهى تشعر بإنقباض فى صدرها .. أخرجت هاتفها من جيبها واتصلت بـ "باهر" قائله بصوت باكى :
- "باهر" .. أنا فى المستشفى
هتف "باهر" بدهشة :
- مستشفى .. ليه ايه اللى حصل
أجهشت فى البكاء وقالت :
- بابا تعب فجأة وقع على الأرض .. أنا خايفة عليه أوى يا "باهر" .. خايفة أوى
وضع كفها على فمها عندما قالت لها "فيروز" بعصبية :
- بطلى بأه .. عياطك موترنى
قالت برجاء :
- "باهر" ممكن تيجي .. أنا محتجالك جمبى
- أه أه طبعاً .. قوليلى فى مستشفى ايه وأنا أجيلك
أملته عنوان المستشفى وجلست على أحد المقاعد .. أسندت ظهرها وأخذت تنظر الى السقف وهى تتخيل أسوأ التخيلات .. ثم تمتمت :
- يارب .. يارب ميحصلوش حاجه

**************************************

جلس "علاء" مع مجموعة من أصدقائه على كورنيش النيل يتسامرون معاً حتى آذان الفجر .. بدا على "علاء" الشرود .. فاقترب منه أحد أصدقائه قائلاً :
- ايه يا ابنى مالك .. مش عاجبنى .. متخانق مع عمك ولا ايه
قال "علاء" بسخرية :
- لا طبعاً .. انت عبيط يا ابنى .. أنا على أد ما أقدر بحاول أحسن علاقتى بيه
- أمال شكلك مخنوق ليه
أخذ "علاء" يشرب لفافة المتبغ الملفوفه والتى يحملها بيده .. ثم زفر بضيق قائلاً بغضب :
- الزفت اللى اسمه "مهند" .. من ساعه ما عمى جابه يعيش معاه هو والمحروسه أخته .. وهو بأه الكل فى الكل .. هو اللى يسافر .. هو اللى يتكلم مع العملا الكبار .. هو اللى يتفق على الصفقات .. كأن بقدرة قادر بقيت أنا و "نهاد" و بابا ملناش أى لازمه
مط صديقه شفتيه قائلاً:
- انت خايف عمك يكتبله حاجه من غيركوا
صاح "علاء" بغضب :
- ده لو حصل ده هرتكب جنايه .. احنا كلنا ولاء عم ولازم نبقى متساويين لما التركه تتوزع
ضحك صديقه قائلاً :
- بتوزع التركه والراجل لسه عايش
قال "علاء" بغيظ :
- متبت فى الدنيا بإيديه وسنانه .. امتى الواحد يورث ويعيش حياته بأه
اختفى المزاح من وجه صديقه وقال له بجديه :
- بس يا "علاء" أنا شايف ان عمك مش حارمك من حاجة ولا انت ولا حد من واخواتك
هتف "علاء" وهو يضرب الأرض بحذائه :
- يا ابنى انت فاكره راجل عبيط .. ده مصحصح أوى .. وكل حاجه عنده بحساب .. ممسكنى الشؤن الماليه بس ايه عنيه مفتحه أوى مفيش حاجه بتخفى عليه .. وبعدين هو بيتفضل عيلنا يعني بحاجه من جيبه ما كله تمن لشغلنا فى شركته ليل ونهار .. ده حتى العربية اللى جابها لكل واحد فينا بيخصم من مرتبنا كل شهر جزء من تمنها .. عمى ده لو عينوه وزير الماليه .. مصر هتقضى ديونها وهيفيض كمان .. راجل مش سهل القرش بيطلع بحساب .. عارف هو رايح فين وجاى منين
هتف صديقه بإستنكار :
- طبعاً يا ابنى مش فلوسه وشركته لازم يدير كل حاجه .. أمال يسيبكوا تنهبوه
هتف "علاء" غاضباً :
- ايه تنهبوه دى متحسن ملافظك .. وبعدين خليك فى حالك لانك متعرفش حاجه .. ده حساب قديم أوى أوى بين عمى وبين كل اخواته .. عمتى "انعام" عرف يضحك عليها ويطويها تحت جناحه .. لكن بقيت اخواته محدش بيطيقه .. حتى اللى ماتوا مكنوش بيطيقوه
استند بذراعيه على السور ونظر الى النيل وقال بعزم واصرار :
- بس لو "مهند" فكر يعمل معايا زى ما عمل عمى "عدنان" مع اخواته .. يبأه ميلومش الا نفسه

**************************************
تنامى الى مسامعه آذان الفجر فأخذ يردد خلف المؤذن فى خفوت .. وعيناه التى تختلط سوادها بسواد الليل شارده سابحه فى مكان آخر .. تنهد وكأنه يعلن لعقله وصوله الى نهاية المطاف .. دخل "مهند" الى غرفته ومنها الى الحمام القريب .. توضأ وخرج يجفف وجهه فإصطدم بـ "فريدة" التى قالت بعينين ناعستين :
- كنت خايفه مصحاش عشان نمت متأخر
قال "مهند" وهى يغلق أزرار أساور قميصه :
- لو مكنتيش صحيتى كنت هخبط عليكي
ثم نظر حوله قائلاً :
- كالعادة محدش فى البيت صحى مش كده
هتفت قائله :
- يا ابنى حاولت مع عمتو و "نهال" لحد ما روحى طلعت .. وفى الآخر يئست وبقتش بحاول أصحيهم .. هما حرين بأه
دخلت الحمام فتوجه "مهند" الى غرفته وأخذ مفاتيحه .. ثم نزل الدرج ومنه الى خارج الفيلا .. أثناء خروجه من البوابه قابل "بشير" فإبتسم له هذا الأخير وقال :
- وحشتنى يا بشمهندس الأيام اللى فاتت
أحاط "مهند" كتفيه بذراعه وسارا معاً الى المسجد الذى يبعد عدة أمتار عن الفيلا .. دخلاً فى الصف الأول والذى لم يكن مكتملاً ! .. وبعد الإنتهاء من الصلاة تحدثا معاً فى طريق العودة .. سأله "مهند" قائلاً :
- أخبار دراستك ايه يا "بشير" ؟
قال "بشير" بحماس :
- الحمد لله ماشى كويس أوى يا باشمهندس .. هانت السنة دى آخر سنة ان شاء الله
ابتسم له "مهند" مشجعاً وهو يقول :
- خلص انت بس السنة دى وخد شهادتك وان شاء الله نشوفلك شغلانه تانيه فى شركة عمى
اتسعت ابتسامة "بشير" وهو ينظر اليه قائلاً بحماس :
- ان شاء الله يا باشمهندس .. ان شاء الله
عادا معاً الى الفيلا .. توجه "بشير" الى الدور السفلى من الفيلا والذى يحوى غرف الخدم والعاملين بالفيلا .. صعد "مهند" الى غرفته وتمدد على فراشه ليسرق تلك الساعات التى تفصله عن موعد عمله

**************************************

دخل "باهر" المستشفى بعدما تأخر عدة ساعات فى احدى حفلاته متعللاً بأعذرا واهية أرسلها فى رسالة الى "سمر" .. يبرر فيها أسباب تأخره .. نظر حوله بتبرم فأكثر مكان يكرهه هو تلك المستشفيات برائحة المرضى والمرض !
نظر الى "سمر" والتى كانت متكومة باكية على أحد المقاعد .. رفعت رأسها فرأته مقبلاً عليها .. نهضت مسرعة وجرت نحوه وألقت نفسها بين ذراعيه وهى تهتف باكيه :
- بابا مات يا "باهر" .. بابا خلاص مات
ربت "باهر" على رأسها قائلاً :
- معلش يا "سمر" .. معلش
ثم التفت الى "فيروز" التى جلست فوق أحد المقاعد تفرك جبينها بقوة لتخفف ألم الصداع الذى أصابها قائلاً :
- معلش يا طنط
نظرت اليه ببرود وأومأت برأسها .. رفعت "سمر" وجهها المبلل بالعبرات وهى تقول بصوت متقطع متألم :
- "باهر" معدليش غيرك اوعى تسيبنى .. معدليش حد غيرك .. خليك معايا
ألقت "فيروز" نظره ساخره على كليهما قبل أن تتناول دواء الصداع الذى أحضرته لها الممرضه .. قال "باهر" برقه :
- حبيبتى متقلقيش .. أكيد هفضل معاكى .. متقلقيش
وضعت رأسها فوق صدره وبكت بحرقه وهى تقول :
- ليه يا رب كده .. ليه يارب كده .. ليه تحرمنى منه
بدل على "باهر" الضيق من وجوده فى المشفى .. فقال لـ "سمر" :
- طيب تعالى نغير جو بره وجودك هنا هيتعبك أكتر
صاحت "فيروز" بحده :
- هتروحوا فين وتسيبونى لوحدى .. استنوا لما نشوف هنستلم الجثة امتى وندفنها امتى أنا معرفش الاجراءات بتتم ازاى .. مش هعرف اتصرف لوحدى
انفجرت "سمر" فى البكاء مرة أخرى .. فلقد تحول والدها الآن .. الى مجرد جثة !

*************************************

فى صباح اليوم التالى التف الجميع على مائدة الفطور .. جلس "مهند" على يمين "عدنان" وفى مواجهته "نهال" و بجوارها "فريدة" .. قالت "انعام" مازحة :
- طبعاً الأستاذ "علاء" مستحيل يصحى دلوقتى
التفتت اليها "نهال" قائله :
- طبعاً يا عمتو ده راجع وش الصبح .. سمعته وهو داخل أوضته
قال "عدنان" وهو يهز رأسه بإستنكار :
- مش عارف الولد ده هيعقل امتى .. هو عارف كويس ان عندنا اجتماع مهم النهاردة .. وبرده راجع متأخر ونايم متأخر
قالت "نهال" ملطفة لمزاج عمها :
- معلش يا عمو بكره يعقل
حانت من "نهال" التفاته الى "مهند" الذى يتناول طعامه فى صمت .. رسمت ابتسامة على شفتيها وهى تقول بلهفة :
- "مهند" ممكن توصلنى لواحده صحبتى .. "بشير" مش فاضى سألت عليه تحت قالولى راح يجيب طلبات
توقف "مهند" عن تناول طعامه وبدا عليه الضيق لكنه قال :
- ماشى مفيش مشكلة
اتسعت ابتسامة "نهال" وهى تنهض قائله بحماس :
- طيب هروح أجهز نفسى عشان معطلكش
هتفت "انعام" بإستنكار :
- كملى أكلك يا "نهال"
قالت وهى تنصرف :
- شبعت يا عمتو
توجه "مهند" الى سيارته وأخرجها من الجراش ليوقفها أمام باب الفيلا .. خرجت "نهال" والسعادة على محياها .. ركبت بجواره وانطلق بالسبارة بعدما أملته العنوان الذى تود الذهاب اليه .. حانت منها التفاته اليه لتجده ناظراً مامه لا ينظر تجاهها .. سألته بتوتر :
- عجبتك هديتي ؟
توقعت أن يجيب على الفور .. لكنها أخطأت .. لم يجيب .. فتوترت أكثر .. وقالت :
- "مهند" .. بقولك عجبتك هديتي ؟
كان قد وصل الى العنوان المطلوب .. فأوقف السيارة .. ثم التفت اليها قائلاً بهدوء :
- مفتحتهاش يا "نهال"
ظهر على ملامحها الضيق .. فأكمل بحزم :
- بصى يا "نهال" .. انتى بنت عمى وبخاف عليكي زى "فريدة" أختى بالظبط .. انتى لسه صغيره .. والحياة أدامك .. وانتى دلوقتى داخله على مرحله جديدة فى حياتك .. ركزى فيها أوى
أنهى حديث والتفت ينظر أمامه .. قالت "نهال" بإضطراب :
- انت ليه بتقولى الكلام ده
قال بصرامة دون أن ينظر اليها :
- بقولهولك وخلاص .. بنصحك زى ما بنصح "فريدة" .. لانى بعتبرك أختى زيها بالظبط
لمعت العبرات فى عينها .. فتحت الباب ونزلت من السيارة .. انطلق "مهند" دون أن ينظر وراءه .. تابعته بعيناها الدامعتان .. وقد فهمت رسالته جيداً !

**********************************
تمددت "بيسان" بظهرها على الفراش وهى تعقد جبينها فى ألم .. دخل "نهاد" الغرفة وأعطاها كوباً يحمله وقال :
- اشربى ده يا حبيبتى
نظرت اليه بشك وقالت :
- ايه ده يا "نهاد"
قال بثقه وهو يعطيها اياه :
- متقلقيش دى خلطة ماما قالتلى أشربهالك
قالت "بيسان" وهى ترشف من يده :
- هما كل اللى بيحملوا بيتعذبوا كده
ابتسم "نهاد" ومسح على شعرها وقال :
- معلش يا حبيبتى .. كلها شهر ان شاء الله ويشرف ولى العهد و ترتاحى
ابتسمت "بيسان" وهى تسحر بخيالها قائله :
- تفتكر هيطلع شبهى ولا شبهك
ضحك "نهاد" وقال :
- لا أنا عايزة يطلع قمر زى أمه
قالت "بيسان" بمرح :
- لسه لحد دلوقتى متفقناش على اسمه .. البيه هيشرف بعد شهر ولسه محتارين فى اسمه
قال "نهاد" وهو يتمدد بجوارها :
- بصراحة من كل الاسماء اللى اخترتيها .. عجبنى اسم "فريد"
ثم ضحك قائلاً :
- عشان يبقى فى عيلتنا "فريد" و "فريدة"
ردتت "بيسان" الاسم وكأنها تتذوقه :
- "فريد" .. "فريد" .. أنا كمان عاجبنى الإسم
ثم اختفت ابتسامتها وقالت بتبرم وهى تنظر اليه بنظرة ذات مغذى :
- على الله بس حماتى العزيزة متعترضش على الإسم
قال "نهاد" بثقه :
- حتى لو اعترضت ده ابننا احنا .. واحنا نسميه زى ما احنا عايزين
ابتسمت فى وجهه ونظرت اليه بحب قائله :
- عارف لو كل الرجالة زيك كان زمان كل الستات عاشت مبسوطة
بادلها نظرة بنظرة وقال :
- ولو كل الستات زيك كان زمان كل الرجالة عايشة مبسوطة

***************************************

تمددت "نهال" على الفراش تلعب بدمية صديقتها التى دخلت عليها حاملة أكواب النسكافيه طيب الرائحة .. قدمت اليها كوبها وقالت :
- اتفضلى يا مدموازيل "نهال"
اعتدلت "نهال" فى جلستها وبدا عليها الوجوم .. نظرت اليها صديقها وهى تقول :
- خلاص كبرى يا "نهال" .. هو كده واضح انه بيقفل الباب فى وشك
قالت "نهال" بحزن :
- بس أنا بحبه يا "مها" .. بحبه أوى
قالت "مها" بتبرم :
- والله يا "نهال" انتى غريبة وذوقك غريب .. مش عارفه ايه عجبك فى "مهند" ده .. ده عقد يا بنتى .. تبصيله تحسى ان الدنيا اسودت فى وشك فجأة .. ده غير انه مش حلو خالص .. وشكله كبير .. وانتى حلوة وصغيره والشباب بتجرى وراكى
قالت "نهال" شارده :
- بس يا "مها" .. تحسى انه راجل .. هو آه جد شويه .. وناشف شويه .. بس برده تحسى انه حنين .. وكمان طيب .. متتصوريش بيتعامل مع "فريدة" ازاى .. اكنهم اتنين صحاب مش اخوات .. عمر ما "نهاد" و "علاء" عاملونى كده
أخذت "مها" رشفة من كوبها فعقد جبينها بسرعة وهى تتلمس لسانها الذى احترق من سخونة المشروب .. ثم قالت :
- بصى يا "نهال" من الآخر كده .. ان كيدهن عظيم .. وده عايش معاكى فى بيت واحد .. يعني لو عايزه توقعيه هتوقعيه
نظرت اليه "نهال" بإستنكار وقالت :
- انتى شكلك اتهبلتى فى عقك ايه اللى بتقوليه ده
ثم نهضت الى الحاسوب الموضوع فوق مكتبها وقالت :
- الواحد يعد شويه على النت أحسن ما يسمع كلامك المريض ده
التفتت "مها" ونظرت اليها هاتفه :
- أنا كلامى مريض .. بكره تطلبى نصايحي وتترجينى أقولك تتصرفى ازاى
قاطعتها "نهال" قائله :
- ششششششش .. أنا غلطانه أصلاً انى اتكلمت معاكى

*************************************

أنهى "مهند" عمله بالشركة وتوجه الى سيارته ليخرجها من الجراج الملحق بالشركة عندما استوقفه صوت "علاء" وهو يقول :
- نهيت الإجتماع بدرى ليه يا "مهند" ؟
التفت "مهند" ليقف فى مواجهة "علاء" الذى صاح بغضب :
- عشان محضروش مش كده ؟
سدد اليه "مهند" نظرات ثاقبه ثم قال ببرود :
- الإجتماع خلص .. عشان الإجتماع خلص
التفت ليفتح باب سيارته .. لكن "علاء" الذى بدا وكأنه لا يستطيع التحكم فى غضبه جذبه من ذراعه ليوقفه .. التفت اليه "مهند" ينظر اليه بحده فقال "علاء" بحقد :
- مش هنولك اللى فى بالك .. أنا عارف كويس انت بترسم وبتخطط لايه من ساعة ما جيت فيلة عمى .. مش هيحصل طول ما أنا عايش يا "مهند"
جذب "مهند" ذراعه بعنف من بيد يدي "علاء" ونظر اليه صائحاً بتهكم :
- العب بعيد يا "علاء" .. انتى مش شايف الا نفسك وبس .. وفاكر كل الناس نيتها حقيرة زيك
التفت "مهند" وكاد أن يجلس خلف المقود عندما صاح "علاء" بإحتقار وبتحدى صارخ :
- ماشى أنا واحد نيتى حقيرة زى ما بتقول .. بس على الأقل مقتلتش مراتى زيك يا "مهند"
تجمد "مهند" فى مكانه للحظات .. ثم أغلق باب السيارة بعنف ووقف فى مواجهة "علاء" وعيناه تشعان غضباً .. وبدا على وشك الإنفجار !

Comments
0 Comments

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق