روايات منى سلامة

روايات دكتورة منى سلامة
للتواصل مع الكاتبة:
الفيس بوك
الصفحة العامة

الانستجرام

الفصل الخامس عشر من رواية العشق الممنوع



توجهت "سمر" الى غرفة الطعام على غير عادتها فى الاستيقاظ مبكراً .. ابتسمت عندما رأت "مهند" جالساً فوق مقعده أمام الطاولة يتفحص الجريدة الصباحية فى اهتمام .. اقتربت لتجلس فوق مقعدها فى مواجهته قائله :
- صباح الخير
نظر اليها قائلاً :
- صباح النور
ثم عاد للإنهماك فى مطالعة جريدته .. أقبلت احدى الخادمات لتخبرها :
- ثوانى يا فندم ويكون الفطار جاهز
أومأت "سمر" برأسها .. ثم عادت لتنظر الى "مهند" الذى لا يعيرها أدنى انتباه .. قالت بهدوء :
- "عدنان" نزل بدرى من كده ؟ .....

قال "مهند" دون أن ينظر اليها :
- أيوة سافر بعد الفجر
أومأت برأسها وأخذت تنقر فوق الطاولة بأصابعها .. ثم قالت :
- هتوصلنى الشركة ؟
رفع "مهند" رأسه لينظر بضيق الى ملابسها المكشوفة .. طوى جريدته ووضعها جواره بينما أخذ فى تناول طعامه قائلاً :
- مفيش مشكلة
نظرت اليه "سمر" بإهتمام قائلة :
- شكلك اضايقت .. بفرض نفسى عليك مش كدة ؟
قال بهدوء :
- لا مش كده
حضرت الخادمة لترص الأطباق وتصب لـ "سمر" فنجان الشاى .. نظرت الى "مهند" مرة أخرى متفحصة .. ثم قالت بعدما انصرفت الخادمة :
- خلاص مفيش مشكلة هخلى السواق يوصلنى
قال "مهند" ببرود :
- مفيش مشكلة .. زى ما تحبى
أغاظتها ردة فعله البارده .. نهض ليغادر الغرفة وتبعتها بنظراتها الى أن خرج !

************************************

هتف "علاء" :
- يا ابن الجنية
قال صديقه فى مرح :
- عجبتك ؟
قال "علاء" بحماس :
- فكرة فى الجون زى ما قولت بس لازم يتخططلها كويس و كويس أوى كمان
قال صديقه :
- متقلقش كل حاجة هتبقى تمام
قال "علاء" بحيرة :
- بس ازاى ساعتها هنقدر نقنع البوليس بالموضوع ده
قال صديقه بحماس وهو يشرح خطته :
- يا ابنى افهم .. لما عمك يتقتل البوليس نفسه هيدور مين اللى فى مصلحته انه يقتله .. وأكتر حد مستفيد هو مراته الحلوة الصغيرة اللى عايزة تخلص منه عشان تورثه .. واللى هيساعدها عشيقها اللى هو "مهند" بيه .. عشان يتجوزها بعد ما وقع فيها من أول نظرة
قال "علاء" بشرود :
- بس خايف البوليس يفسرها بطريقه تانية خالص .. ويشك فينا احنا
قال "صديقه على الفور :
- ما احنا هنبقى عاملين حسابنا .. المسدس اللى هنقتل بيه عمك هيتحط فى اوضة "مهند" ومعاه كام صورة لمراة عمك .. ويا سلام بأه لو حاجات شخصية ليها .. وأى حمار هيشوف الحاجات دى فى أوضة ابن عمك هيفهم على طول انه بيحبها وقتل عمه عشان يخلص منه ويتجوزها .. وأكيد كمان البوليس هيشك فيها ان هى اللى وزت "مهند" انه يقتل جوزها عشان يخللها الجو معها وتتجوز حبيب القلب .. وممكن نشوف دليل ونحطه فى أوضتها هى كمان
قال "علاء" مبتسماً بمكر :
- وبكدة نبقى خلصنا من التلاته مرة واحدة .. عمى و "سمر" و "مهند"
قال صديقه بمرح وهى يخبط كأسه بكأس "علاء" :
- تمام يا برنس البرانيس
ثم قال رافعاً حاجبيه بتحدى :
- بس لما الورث يتوزع أنا حقى محفوظ .. لو هتلعب بديلك .......
قاطعه "علاء" قائلاً وهو يربت على كتفه :
- متقلقش حقك محفوظ
- قشطة يبقى اتفقنا
قال "علاء" وهو يعقد جبينه :
- بس مين اللى هيقوم بالمهمة دى .. أنا مليش فى القتل
قال صديقه :
- ولا تشيل هم .. أعرف واد مخلص هيقوم بالمهمة دى .. هقابله وأتفق معاه على تعبه .. وأبقى أبلغك
- قشطة يا معلم

****************************************
رن هاتف "فريدة" فأجابت قائله :
- السلام عليكم .. ازيك يا مهند
- وعليكم السلام .. "فريدة" فاضية شوية عايز أتكلم معاكى
قالت بقلق :
- خير فى حاجه
قال "مهند" وهو يستند الى ظهر مقعده أمام مكتبه بالشركة :
- "فريدة" عايزك تتكلمى مع "سمر"
قالت بدهشة :
- اتكلم مع "سمر" بخصوص ايه
زفر "مهند" بضيق وهو يستند بمرفقة على مكتبه قائلاً بحده :
- عشان لبسها يا "فريدة" .. لبسها صعب جداً .. وأنا محرج أتكلم مع عمى فى الموضوع ده .. مش معقول هقوه خلى مراتك تلبس لبس محترم .. هو ممكن يكون سايبها عشان شايف انها صغيره وعروسة جديدة ومش عايز يضايقها .. بس احنا اللى بنشيل الذنب .. احنا عايشين معاها فى بيت واحد ومحدش فينا بينصحها .. عشان كده عايز تتكلمى معاها .. لأن أنا ميصحش أتخطى عمى وأتكلم معاها فى حاجة زى كده
قالت "فريدة" :
- خلاص ماشى هتكلم معاها .. أنا برده كنت مضايقة وحسه انى بشيل ذنب عشان بشوفها كدة أدامى ومش بنصحها .. بس أنا خفت تضايق منى وتتنشن خاصة اننا لسه مبيقناش صحاب أوى
قال "مهند" بحماس :
- بصى يا "فريدة" لما أخلص شغلى هعدى عليكي .. نخرج سوا ونجيبلها هدية حلوة .. تقدميهالها وتكسبى بيه قلبها .. وشوية شوية تتكلمى معاها فى الموضوع ده .. هى يمكن قبل كدة ملقتش اللى ينصحها ويوجهها .. بس طالما هى دخلت العيلة وعايشة بينا يبقى واجبنا نحيتها اننا ننصحها
ٌقالت "فريدة" بحماس :
- خلاص ماشى يا "مهند" هستناك ننزل نشتريها هدية حلوة
- خلاص ماشى لما أخلص هكلمك وأنا جاى فى الطريق .. مع السلامة
وضع "مهند" هاتفه فوق المكتب .. وجلس شارداً الى أن قاطعها اتصال هاتفى من "عدنان" فأجاب قائلاً :
- السلام عليكم .. ازيك يا عمى
- وعليكم السلام .. أخبارك الشغل ايه يا "مهند"
- تمام الحمد لله متقلقش .. أخبار الوضع عندك ايه
- ممتاز .. لما أجى هنبقى نتكلم فى التفاصيل .. "سمر" فى الشركة ؟
قال "مهند" :
- معرفش .. هى قالتلى الصبح انها هتروح مع السواق
قال "عدنان" بقلق :
- طيب معلش يا "مهند" شوفهالى فى الشركة ولا لأ بكلمها مبتردش .. قلقت عليها
نهض "مهند" قائلاً :
- طيب يا عمى هشوفها وأكلمك
- طيب يا "مهند" مستنى اتصالك
توجه "مهند" الى مكاتب موظفى الترجمة .. وسأل عن "سمر" فأخبرته احدى الموظفات أنها فى كافيتيريا الشركة .. توجه "مهند" الى الكافيتيريا فهاله ما رآى ! .. اتسعت عيناه دهشة ثم ما لبث جبينه أن تجعد بشدة وهو يرى "سمر" واقفة تضحك بمياعة مع أحد الموظفين .. اقترب نحوها وعيناه تشعان شرراً .. توقفت عن الضحك بمجرد أن رأت تلك النظرات الغاضبة من عينيه .. وقف أمامها فقال الموظف بأدب :
- أهلا يا بشمهندس
أومأ "مهند" برأسه ثم التفت لـ "سمر" وهو يقول من بين أسنانه :
- لحظة يا مدام بعد اذنك
توجهت معه الى خارج الكافيتيريا .. فتوقف فجأة فى مواجهتها وقال بغضب :
- ايه اللى انتى بتعمليه ده ؟
قالت "سمر" بتوتر :
- بعمل ايه ؟
قال "مهند" بحدة وهو يتلفت يميناً ويساراً خشية أن يسمعه أحد الموظفين :
- المفروض ان حضرتك دلوقتى واحدة متجوزة .. يعني انسى حياتك اللى فاتت خالص .. انتى مراة صاحب الشركة دى .. ميصحش ابداً المسخرة اللى حصلت جوه .. ياريت تراقبى تصرفاتك انتى دخلتى عيلة محترمة عمر ما حد اتكلم علينا كلمة
ألجم لسان "سمر" لسيل الكلمات القاسية الذى تلقتها من بين شفتى "مهند" ثم قالت بإضطراب :
- أنا معملتش حاجه لده كله .. أنا بس كنت بسأله على حاجه فهو وقف يتكلم معايا .. قالى نكته فضحكت .. بس يعني معملش حاجه غلط
قال "مهند" بحزم :
- معنديش أكتر من اللى قولته .. جوزك مش عارف يوصلك .. كلميه
قال ذلك ثم تركها وانصرف !

**************************************

- ألف سلامة عليك يا "بشير"
وقف "بشير" مضمد الوجة أمام باب غرفته مبتسماً وهو يتلقى تلك الكلمات من "نهال" .. غض بصره قائلاً :
- الله يسلمك يا آنسة "نهال"
قالت وهى تفرك يديها بتوتر :
- أنا أسفة أوى على اللى حصل .. ومتشكرة انك مجبتش سيرة لحد عن سبب اللى حصلك
أومأ برأسه قائلاً :
- متشيليش هم .. مش هجيب سيره لحد .. متخافيش
أومأت برأسها وقالت :
- ألف سلامه عليك مرة تانية
أغلق "بشير" باب غرفته وهو يبتسم بسعادة .. لم يكد يتوجه الى فراشه حتى سمع طرقات على باب الغرفة مرة أخرى .. فأسرع بفتح الباب ظناً أن "نهال" عادت مرة أخرى .. لكنه فوجئ بـ "لميس" التى قالت :
- أخبارك ايه دلوقتى يا "بشير"
ابتسم قائلاً :
- الحمد لله يا مدام "لميس" .. أحسن كتير
نظرت اليه بفضول وقالت :
- مش هتقول برده ايه سبب الخناقة دى ؟
أشاح بوجه قائلاً :
- مفيش واحد جر شكلى فاتشاكلت معاه .. بس كده
قالت بإهتمام :
- جر شكلك فجأة كده .. أكيد حاجه حصلت
قال "بشير" على الفور :
- واحد مش متربى وخلاص الموضوع انتهى
قالت "لميس" وهى شتعر بأنه يخفى شيئاً :
- خلاص يا "بشير" .. هصدق اللى انت قولته .. بس أرجوك لو فى حاجة خطيرة ياريت تعرفنى
قال مطمئناً اياها :
- لا متقلقيش يا مدام "لميس" مفيش حاجة خطيرة ولا حاجة


*************************************
تعالت ضحكات "نهاد" وهو جالساً برفقة "انجى" فى أحد المطاعم .. قال ضاحكاً :
- انتى رهيبة له حق جوزك يطفش
اختفت ابتسامة "اجى" .. فقال "نهاد" على الفور وقد شعر بفجاحة كلماته :
- "انجى" أنا آسف مش قصدى .. أنا كنت بهزر .. بجد آسف
قال "انجى" وهى تعاود الابتسام مرة أخرى :
- لا أبداً محصلش حاجة يا "نهاد" .. أصلاً الانسان ده أنا لغيت وجوده من حياتى ومعدش فارق معايا أبداً
قال "نهاد بأسى :
- معلش يا "انجى" انتى تستهلى واحد أحسن منه
قالت "انجى" وهى تستند بمرفقيها الى الطاولة وتنظر اليه بنظرة لؤم قائله :
- واحد زيك مثلاً ؟
نظر "نهاد" اليها .. والى نظرات عينيها التى تفضح ما بداخلها .. والى كلماتها التى لا يخطئ فهمها لبيب .. أخذ يتساءل فى داخله .. مادم تعمل ما يدور بداخل رأسها جيداً .. لماذا تسمح لها بأن تتقرب اليك يا "نهاد" .. لماذا لا تضع حداً لتلك اللقاءات التى تتم تحت مسمى "غداء عمل " ! .. لماذا تفعل ذلك بـ "بيسان" .. نفض تلك الأفكار من رأسه وقال .. أنا لا أفعل شئ خاصطى .. مجردت أننا نتناول الطعام سوياً .. ما الخطأ فى ذلك ؟ .. حتى "بيسان" تعلم بأننى ألقتى بصديقتها من أجل مالها الذى أشغله لها .. أنا لا أفعل شيئاً من خلف ظهرها .. هى تعلم بأننى على اتصال بصديقتها .. بل وتشجعنى على التواصل معها .. فهى وحيدة وليس لها من يقف بجوارها .. "بيسان" هى من تدفعنى للإهتمام بأمر "انجى" .. فلماذا ألوم نفسى اذن ؟!
نظرت اليه بهيام قائله :
- سرحان فى ايه ؟ .. انت مش معايا خالص
رسم بسمة على شفتيه وقال :
- مفيش سرحت شويه
قالت بفضول :
- زعلان مع "بيسان" ؟
قال على الفور :
- لا أبداً .. أنا و "بيسان" الأمور بينا ماشية كويس .. يعني مبتحصلش مشاكل بينا .. ولو حصلت بتكون حاجة بسيطة وبتنتهى بسرعة
قالت وفى عينيها نظرات حزينة أجادت رسمها جيداً :
- شكلك بتحبها أوى
نظر اليها ليخوص فى ذلك البحر الحزين الذى رسمته واضحاً جلياً أمام عينيه .. صمت طويلاً .. الى أن قال بخفوت :
- أيوة بحبها
ظهر على شفتيها تعبيراً مريراً وهى تقول :
- عارف لو كنت عرفتك قبلها .. مكنتش سيبتك تضيع من ايدي
خفق قلبه لكلماتها التى خرجت بنبرة حزينه وكأنها تتقطع ندماً .. عقد جبينه وهو ينظر اليها .. امتدت يدها من فوق الطاولة لتلامس يده .. لم يعترض .. لم يزجرها .. لم يسحب يده .. نظر اليها وهى تقول هامسة :
- حس بيا يا "نهاد"

***************************************
توقفت سارة "مهند" أمام أحد محلات الصاغة .. نولت "فريدة" معه لاختيار هدية تقدمها لـ "سمر" .. طلب منها "مهند" اختيار سوارين فقالت :
- كفاية واحد يا "مهند"
- لا اختارى اتنين
فعلت كما طلب وتخيريت سوارين رقيقين أعجباها بشدة .. انطلق بها "مهند" الى أحد المطاعم المطلة على النسل .. قالت بسعادة :
- يا بقالى زمان مخرجتش
نظر اليها "مهند" بأسف وهو يقول :
- معلش يا "فريدة" أنا عارف ان أنا مقصر معاكى
قالت "فريدة" مبتسمة :
- لا أنا عارفه انك بتبقى مشغول .. والمشكلة انى مليش صحاب هنا عشان أخرج معاهم .. وخروجات "نهال" مبرتحس ليها خالص
لكنها قالت فجأة :
- بس الحمد لله بقالى صحبة جديدة
قال "مهند" بإستغراب :
- مين ؟
- "سمر"
عقد "مهند" جبينه وهو يتذكر ما حدث منها صباح اليوم وحديثه معها فى الشركة .. قالت "فريدة" :
- عارف يا "مهند" بحس انها طيبة .. وكويسة من جوه .. يعني مثلا مراة باباها دى .. أنا مبرتحلهاش خالص .. لكن هيا بحس انها مختلفة عنها
ثم قالت شاردة :
- رغم انى لسه مش قادرة أفهم ايه اللى يخليها تتجوز من عمى .. مش قادرة أتخيلها طمعانه فى فلوسه .. مش عارفه .. أنا عارفه ان ده هو التفسير الوحيدة .. بس مش قادرة أشوفها بالطريقة دى
قال "مهند" بهدوء :
- فى سبب تانى أنا شاكك فيه
نظرت اليه "فريدة" قائله :
- ايه هو ؟
قال "مهند" بهدوء :
- حاسس انها اتجوزته عشان يعالجها .. عمى من كام يوم قالى انه الدكتور قالها ان دراعها مش هيتحرك تانى .. وكان مضايق وقتها وقالى انه كان نفسه ينفذ وعده ليها
قالت "فريدة" شاردة :
- بس ممكن يكون وعدها عادى يعني .. يعني ميكنش ده سبب جوازهم
قال "مهند" منتهداً :
- معرفش بس أنا حسيت من كلامه بكده .. يمكن أنا احساسى غلط .. بس ده الاحساس اللى وصلتى
قالت "فريدة" بأسى :
- يعنى وافقت تتجوز عمو بس عشان يعالجها .. وأهى دلوقتى حتى مش عارفه تتعالج
قال "مهند" وهو يتذكر الفاكس الذى أرسلته :
- ما كام يوم بعتت فاكس للدكتور بتاعها فى تركيا .. يمكن يقولها حاجة جديدة .. ويكون فى علاج لحالتها
ٌقالت "فريدة" بلهفة :
- ياريت يا "مهند" .. ياريت يكون فى علاج لحالتها .. دى صعبانة عليا أوى
أومأ برأسه قائلاً وهو يخرج احد العلب من جيبه :
- ان شاء الله تخف .. ده ليكي يا "فريدة"نظرت الى العلبة التى فتحها وبداخلها أحد السوارين فى دهشة وقالت :
- ليا أنا
ابتسم لها قائلاً :
- أيوة ليكي انتى
نظرتا ليه بتأثر وقالت :
- بجد يا "مهند" كتير .. مكنش فى داعى
ربت على ظهرها قائلاً :
- لا فى داعى .. ولو عجبك التانى أكتر خديه .. بس أنا حسيت ان ده هيليق عليكي أكتر
اتسعت ابتسامتها وهى تقول :
- أصلاً الاتنين حلوين .. تسلم يا "مهند"
أعطاها العلبة الأخرى وقال :
- وده تديه لـ "سمر" زى ما اتفقنا
أومأت برأسها وقالت بسعادة :
- ماشى
نظر ايلها "مهند" قائلاً بإهتمام :
- "فريدة" حسك متغيره اليومين دول ..فى حاجه مضايقاكى
رسمت ابتسامة مصطنعة على شفتيها وهى تقول :
- لا أبدا وايه اللى هيضايقنى
قال "مهند" بحزم وهو يتأمل ملامحها :
- لا فى حاجة مضايقاكى .. عمرك ما خبيتي عنى حاجه
ترقرقت الدموع فى عينيها على الرغم منها .. فقال بضيق :
- ده الموضوع كبير بأه
ٌالت على الفور بصوت مرتجف :
- لا مش كبير ولا حاجه
قال بإصرار :
- ايه اللى حصل
قالت "فريدة" وهى تمسح عبراتها :
- واحدة صحبتى .. من اسكندرية .. عرفت من فترة قريبة انها .. اتجوزت
نظر اليها "مهند" صامتاً .. فرفعت عيينها الدامعتين تنظر اليه وهى تقول بألم :
- عرفت من واحدة صحبتنا تالته اتصلت بيا وكانت فاكرانى عارفه .. لكنها ما قالتليش .. قالت لكل صحابها الا أنا .. رغم انى أقرب واحدة ليها يا "مهند" .. عارف ما قالتليش ليه
لم يجب "مهند" فأكملت "فريدة" بمرارة :
- عشان أنا لسه متجوزتش .. فاكرانى هحسدها يا "مهند" .. خايفة منى .. مع انها عارفانى كويس
أجهشت فى البكاء بخفوت فربت "مهند" على ظهرها وهى تقول :
- هى عارفانى وعارفه انى مش شوحشة كده .. وعمرى ما هحسدها وعمرى ما حسدت أى واحدة من صحابى اللى اتجوزوا قبلى . .بالعكس أنا بدعيلهم ان ربنا يوفقهم .. ليه يعاملونى كده بأه .. أكنى عندى مرض معدى .. الكل بيبعد عنى
قال "مهند" على الفور :
- أكيد مش قصدهم كده يا "فريدة"
نظرت اليه قائله بألم :

- لا قصدهم . .أنا فاهمة . .انت مش هتفهم . .أنا فاهمة ان ده قصدهم . .كل واحدة ربنا بيكرمها بخطوبة بتخبى عليا .. بتتجوز بتخبى عليا . .اشمعنى أنا .. والله أنا مش وحشة يا "مهند" .. وعيني مش وحشة
تمتم "مهند" :
- عارف يا "فريدة" وواثق من كده
مسحت عبراتها بمنديلها وهى تقول :
- أنا لو عايزة أتجوز كنت اتجوزت من زمان .. بس انت عارف انى مش عايزة أتنازل وأقبل بأى راجل والسلام لمجرد انى أحصل على لقب متجوزة .. أنا مش عشان أرضى الناس أجى على سعادتى أنا وعلى راحتى أنا
قال "مهند" بحزم :
- وده الصح .. مش لازم تتنازلى عشان ترضى حد .. أصلاً الناس مبيعجبهاش العجب
قالت "فريدة" بأسى :
- انت بتشوف الناس اللى بتتقدملى بيبقوا عاملين ازاى .. اكمنى عايشة فى فيلا وعمى غنى خلاص فاكرين انى معنديش دين .. واحد عايز يقلعنى الحجاب .. وواحد معترض على هدومى الواسعة .. وواحد مبيصليش أصلا وفاكرنى هنبهر بفلوسه وعربيته .. أنا مش ممكن أتجوز راجل كده يا "مهند" حتى لو هفضل من غير جواز طول عمرى . .يا أتجوز واحد عنده دين يا انشاله عنى متجوزت
أومأ "مهند" برأسه قائلاً :
- أنا معاكى .. ده الصح فعلاً .. مش عايزك تضايقين نفسك .. معلش
قالت "فريدة" مبتسمة :
- عارف أنا لما شوفت "سمر" كنت خايفة أوى لما تعرف انى لسه متجوزتش تاخد جمب هى كمان وتعاملنى زى صحابى .. بس لأ لقيتها مختلفة .. يعين بتتعالم معايا عادى .. عشان كده حبه انى أنا وهى نبقى صحاب
ابتسم "مهند" قائلاً :
- المهم عندى انك تكونى مرتاحة ومبسوطة يا "فريدة" .. وأنا واثق ان ربنا هيكرمك أوى .. بكرة تشوفى
اتسعت ابتسامتها وهى تنظر اليه قائله :
- وأنا واثقة من كده


**************************************

دخلت "سمر" عرفة المعيشة لترحب بـ "بيسان" التى وقفت تقبلها قائله :
- ألف مبروك .. سورى جاية متأخر
ابتسمت "سمر" قائله :
- لا أبداً يا "بيسان" .. أهلاً بيكى منوره
جلست "سمر" بجوار "عدنان" وأخذت "يسرية" و "كوثر" تتطلعان اليها بحنق .. قال "حسنى" :
- أمال فين "فريد" يا "بيسان"
قالت "بيسان" :
- "نهاد" بيتمشى بيه بره فى الجنينه عشان يبطل عياط
قالت "نهال" بمرح :
- ده ابنك ده صداع يا "بيسان"
قالت "بيسان" ضاحكة :
- وأى صداع .. مبيسكتش غير وهو نايم .. بمجرد ما يفتح عينيه يبدأ العياط
ابتسم "سمر" قائله :
- رنبا يخليهولك يا "بيسان"
قال "علاء" ناظراً الى "سمر" :
- اللى يشوفك يا "سمر" ويسمعك وانتى بتتكلمى ميقولش أبداً دى واحدة عاشت سنين بره .. لتتكلمى مصرى زينا بالظبط مفيش أى اختلاف
قالت "بيسان" بإستغراب :
- أنا كمان استغربت لما "نهاد" قالى كده
قالت "سمر" وهى تممرر عينيها فى وجوههم :
- أنا صحيح كنت بعيد عن مصر بس كنت حسه انى سايبه روحى هنا .. سايبه جزء من هنا .. وكنت واثقة انى هرجعلها تانىف ى يوم من الأيام .. كنت دايماً بتابع القنوات المصرية .. عارفه أخبارها أكتر من أهلها اللى عايشين فيها .. عشان كدة اللهجة منستهاش لناى على طول بسمعها
ابتسمت لها "فريدة" وقالت :
- فعلاً عشان كدة من أول ما شوفتك واتكلمت معاكى محستش انك غريبة .. يعني حسيت أنك عايشة ومتربية وسطينا
قالت "فيروز" بسخرية :
- نفسى أفهم سر حبها للبلد دى .. كانت دايما تقولى انها نفسها ترجع هنا .. مع ان اللى يروح تركيا عمره ما يفكر يرجع مصر تانى
كان "مهند" يستمع الى الحوار الدائر أثناء انهماكة فى تفحص أحد الملفات فى ديه واضعاً ساقاً فوق ساق .. قالت "سمر" :
- لا على فكرة أنا مشوفتش تركيا زى ما انتى شوفتيها يا "فيروز" .. بالنسبة لى أحب مكان ليا هيفضل دائماُ وأبداُ هو بلدى اللى اتولدت وعشت فيها .. ومهما سافرت ومهما روحت بلاد .. برده هتفضل روحى هنا
قالت "فيروز" بتهكم :
- أيوة خاصة شط اسكندرية
رفع "مهند" عينيه يتابع بإهتمام "سمر" التى تقول بشرود وبنبرة حالمة :
- معاكى حق .. خاصة شط اسكندرية
التفتت لتلتقى عيناها بعينيه .. لتبتسم فجأة وهى تقول متطلعة الى عينيه :
- خاصة "المندرة"
عقد "مهند" جبينه وهو ينظر اليها .. والى تلك التظرة التى لم يستطع تفسير معناها .. خفق قلبه عند ذكرها تلك المنطقة تحديداً .. والتى تحمل ذكرياته مع زوجته الراحلة .. قالت "فريدة" بدهشة :
- ايه ده انتى من "المندرة" ؟
أومأت "سمر" برأسها .. فقالت "فريدة" وهى تنظر الى "مهند" :
- "مهند" شقته هناك .. كان عايش هناك
عادت لتلتقى أعينهما من جديد .. وفى عينيها تلك النظرة الغريبة .. أشاحت بوجهها عنه سريعاً عندما دخل "نهاد" حاملاً الصغير "فريد" .. نظرت "سمر" بلهفة الى ذلك الصغير بين ذراعي "نهاد" .. لمحت "بيسان" تلك النظر فى عيني "سمر" فأخذت "فريد" من "نهال" ووقفت أمام "سمر" قائله :
- تحبى تشيلي
توترت "سمر" وشعرت بغصة فى حقها وهى تقول :
- لأ .. مش هعرف
قالت "بيسان" مبتسمة :
- لا هتعرفى .. حاولى
نهضت "سمر" وهى تشعر بالرهبة .. كان صغير الوجه والجسد خفق قلبها لرؤيته .. قلت بصوت مضطرب ونغزات تحرق عينيها :
- مش هعرف يا "بيسان" هيقع منى .. أنا ....
قطعت كلامها لتشير برأسها الى ذراعها المعلق فى رأسها بأسى .. فقالت "بيسان" وهى تحمله بيد واحده وتتطلع الى عيني "سمر" الدامعتين :
- متخافيش يا "سمر" .. بصيلى .. انا شيلاه بإيد واحدة أهو
نظرت "سمر" الى طريقة حملها الصغير بذراع واحد .. فتشجعت على حمله .. قالت بلهفة :
- استنى متسيبيهوش امسكيه عشان ميقعش
قالت "بيسان" بثقة :
- مش هيقع متخافيش .. انتى ماسكاه كويس
تطلعت "سمر" الى وجه الصغير وهو يفرك وجهه بصدرها .. ضمته الى صدرها بحنان .. وقد ازدادت الدموع المتجمعة فى عينيها .. انحنت لتقبل جبينه برقه عدة مرات متتالية وتتشممه .. مبتسمة بين دموعها التى أعلنت عدم قدرتها على البقاء داخل عينيها أكثر .. ففرت منها دمعتان بسرعة .. شعرت بعينان مركزتان عليها .. رفعت عينيها لتلتقى بتلك العينان السوداوان اللاتان ترجفانها بقوتهما وحدتهما وثباتهما

**************************************

تلقى "مهند" التهانى من أفراد عائله .. عانقته "فريدة" قائله بسعادة :
- ألف مبروك يا "مهند"
ابتسم لها قائلاً :
- الله يبارك فيكي يا "فريدة"
اقترب منه "عدنان" معانقاً اياه وهو يقول :
- ألف مبروك يا "مهند" .. انت تستاهل كل خير
قال بخجل :
- الله يباركلك يا عمى
قالت "نهال" بحماس :
- يعني خلاص يا "مهند" نزل السوق والناس كلها هتشتريه
أومأ "مهند" برأسه قائلاً بمرح :
- نزل السوق أيوة .. اما موضوع الناس كلها هتشتريه ده فالله أعلم
قالت "انعام" بحماس :
- ان شاء الله هيحقق نسبة مبيعات عالية .. انت ناسى انى كنت ناقدة للكتاب قبل ما يطبع .. اطمن عمتك بتقولك ان كاتب ممتاز .. وبكرة هيكونلك مستقبل باهر
ابتسم "مهند" مقبلاً اياها وهو يقول :
- متشكر يا عمتى .. حضرتك حمستيني كتير .. يمكن لولاكى مكنتش اتجرأت انى أطبعه
نظرت اليه "سمر" بسعادة قائله :
- مبروك يا "مهند" .. ألف مبروك
نظر ليها قائلاً :
- الله يبارك فيكي
قالت بلهفة :
- ممكن آخد نسخة ؟
أومأ برأسه وهو يخرج احدى نسخ كتابة من حقيبته واعطاها اياه قائلاً :
- اتفضلى
أخذته منه واتسعت ابتسامتها وهى تقول :
- ميرسى
قالت "نهال" وقد شعرت بالغيرة :
- انا كمان عايزة نسخة يا "مهند" .. اشمعى "سمر"
أعطى اياها احدى النسخ وقال بهدوء :
- اتفضلى يا "نهال"
أخذت الكتاب وضمته الى صدرها تحت أعين "سمر" التى بدا وكأنها تنظر اليها لتستكشف طبيعة مشاعرها تجاه "مهند" ! .. لكن "عدنان" صفق فجأة ليقول :
- كده لازم نعمل حفلة كبيرة على شرف "مهند"
قال "مهند" على الفور :
- مفيش داعى يا عمى
قال "عدنان" بإصرار :
- لا فى داعى طبعاً .. ابن أخويا نشر أول كتاب له لازم نعمله حفلة ونحتفل بيها بنجاحه
ٌالت "سمر" بحماس :
- أيوة يا "عدنان" صح لازم نحتفل بيه
قال "عدنان" بحزم :
- بكرة بالليل هتكون الحفلة هنا فى الفيلا وكل واحد يعزم فيها كل اللى هو عايزه .. الحفلة هتكون فى الجنينة .. والعدد غير محدود !

فى المساء .. جلست "سمر" فى الشرفة تتطلع الى ذلك الكتاب فى يدها .. تقلبه يميناً ويساراً مبتسمه .. تتحسس غلافه .. وتتأمل تصميمه فى امعان .. ثم بدأت بأول صفحة .. وقرأت المقدمة بلهفة .. كلمات عادية سطرت كمقدمة للكتاب .. لكن وقع تلك الكلمات عليها كان غير عادياً .. وبدأت فى الغوص فى أعماق الكتاب .. بأعين متلهفة .. وقلب أكثر لهفة !

*************************************

انتهى الحفل بعد منتصف الليل لتدخل العائله مجتمعة معاً كعادتهم فى غرفة المعيشة .. اختفى "مهند" من الأجواء وكذلك "عدنان" و "حسنى" بينما صعدت "فيروز" و "انعام" الى غرفتيهما .. أما "سمر" فجلست فى الحديقه مع "فريدة" و "بيسان" و "نهاد"
جلست "يسرية" برفقة "كوثر" و"علاء" الذى فكر فى قذف تلك الفكرة القذرة فى نفوس أفراد عائلته .. ألا وهى وجود علاقة بين "مهند" و "سمر" .. مما سيترتب عليه فى النهاية أن يقتل "مهند" "عدنان" لتجزوج من امرأته .. قال "بحبث :
- أمال فين "مهند" و "سمر"
قالت "يسرية " :
- معرفش
قال "علاء" وهو يحتسى من فنجانه :
- "سمر" كانت زى القمر النهاردة
قٌالت "كوثر" بسرخرية :
- قمر بالستر .. أصلاً البنت عادية جداً مش عارف ايه عاجب عمك فيها
قال "علاء" ويهو يرفع حاجبه بخبث :
- اظاهر ان مش عمى بس اللى معجب بيها
نظرت اليه "يسرية" قائله :
- تقصد ايه يعني ؟
قال "علاء" بنفس النظرة الخبيثة :
- مخدتوش بالكوا "مهند" كان بيبصلها ازاى
قالت "كوثر" متهكمة :
- هو "مهند" بيبص لحد أصلاً
قال "علاء" على الفور :
- فعلاً مبيبصش لحد .. ومفيش واحدة بتلفت انتباهه .. بس "سمر" غير .. أنا واثق انه معجب بيها
ثم قال :
- مش بعدين تكون هى كمان معجبة بيه
صاحت "كوثر" :
- انت بتخرف يا "علاء"
قال "علاء" بحماس :
- لا والله بتكلم بجد .. فكرك يعني لو عمى مات .. أنا واثق ان "مهند" و "سمر" هيتجوزوا وساعتها ابقى قولى "علاء" كان معاه حق
صاحت "يسرية" بحده :
- يا ابنى انت غبى .. يتجوزوا ازاى .. أصلا ميجوزوش لبعض
قال "علاء" بسخرية :
- ليه بأه ان شاء الله .. دى مراة عمه
قالت "يسرية" بنفاذ صبر :
- "مهند" رضع من مراة عمك الله يرحمها .. يعني "سمر" دلوقتى مراة باباه مينفعش يتجوزها يا ناصح
امتقع وجه "علاء" وبلع ريقه بصعوبة قائلاً :
- انتى واثقة يا ماما
- أيوة طبعاً واثقة
نهض "علاء" وخرج من الغرفة شارداً .. اذا كان ذلك صحيحاً فستفشل خطته بالكلية .. لن يستطيع اقناع الشرطة بان "سمر" و "مهند" أراد قتل "عدنان" ليرثاه وليستطيعا الزواج من بعضهما البعض .. فجأة رأى عمته "انعام" تنزل الدرج فأسرع نحوها قائلاً :
- عمتو .. انتى تعرفى ان "سمر" تبقى من محارم "مهند" ؟ .. الكلام ده صح ولا ايه ؟
قالت "انعام" بهدوء :
- أيوة يا "علاء" مظبوط
قال "علاء" بإصرار :
- واثقة يا عمتو ؟ .. اللى أعرفه ان لازم يبقى عدد معين من الرضعات .. ما يمكن .......
قاطعته "انعام" قائله :
- أيوة لازم يبقى خمس رضعات .. بس مراة عمك رضعت "مهند" سنة كاملة .. مش بس خمس رضعات .. لان لبنها كان قليل وكان يدوبك بيكفى "فريدة" .. وبعد السنة فطمت "فريدة" و "مهند"
ازداد امتقاع وجهة وقد أيقن فشل خطته .. توجهت "انعام" الى الحديقة .. فأسرع "علاء" باخراج هاتفه وضرب أرقامه بسرعة .. الى أن رد عيله صديقه فعاجله "علاء" بلهفه :
- الخطة فشلت .. كنسل كل حاجه
قال صديقه :
- ايه ؟ .. مش فاهم
قبل أن يتمكن "علاء" من شرح الأمر له .. دوى صوت طلقات النار عالياً ليصم الآذان ليختلط بالصراخ !
أغلق "علاء" بهاتف وهرع مع الجميع الى الخارج .. وجدوا "انعام" قادمة تجاههم وهى تصيح قائله :
- ادخلوا ادخلوا
دخلت "يسرية" و "كوثر" وأصوات طلقات النار تتعالى مرة أخرى .. صاح "علاء" :
- فى ايه يا عمتو
قالت "انعام" وهى ترتجف رعباً :
- مات .. شوفتوا غرقان فى دمه
قالت "يسرية" بفزع :
- هو مين ده اللى مات ؟
قالت "انعام" باكية :
- واحد من الحرس اللى واقفين على البوابة

اندفع "مهند" كالسهم ينزل الدرج .. فقابل "لميس" وهى تنزل هى الأخرى فصاح قائلاً :
- فى ايه ايه اللى حصل ؟
قالت بفزع :
- معرفش .. باين القاتل رجع تانى .. بصيت من البلكونة لقيت اتنين واقعين على الأرض
خرج "مهند" الى الحديقه ليفاجأ بجثتان ملقاتان على الأرض وغارقتان فى الدماء .. بينما "سمر" و "فريدة" و "بيسان" يصرخون ويبكون فى هيستيريا !

Comments
0 Comments

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق