روايات منى سلامة

روايات دكتورة منى سلامة
للتواصل مع الكاتبة:
الفيس بوك
الصفحة العامة

الانستجرام

الفصل الثالث عشر من رواية العشق الممنوع


مدت "فيروز" يدها لتسلم على "مهند" قائلاً بتعالى :
- أهلاً "مهند"
لكن يدها ظلت معلقة فى الهواء .. قال "مهند" ببرود :
- آسف مبسلمش
أعادت "فيروز" يدها الى جوارها وابتسامتها تتلاشى ليحل محلها شعور بالغضب لهذا الاحراج الذى تعرضت له .. التفت "عدنان" لينادى :
- "سمر"
التفتت "سمر" التى كانت توليه ظهرها واقتربت منه .. وقفت أمام "مهند" مباشرة وهى تنظر الى "عدنان" الذى قال مبتسماً :
- أقدملك "مهند" ابن أخويا .. "مهند" أقدملك "سمر" ....
بتلقائية رفعت "سمر" عينينها لتنظر الى "مهند" وهى تمد كفها اليه للمصافحة .. التقت عيناها بسواد عينيه القاتم فقط لتشعر بشعور غريب وكأنها تغوص فى بحر حالك الظلمات فى ليلة اختفى فيها القمر .. ثانيتين هى مدة الغوص فى ذلك البحر .. قبل أن يرفع "مهند" كفه لـــ .. ليصافحهـــا .. ملتقطاً كفها الرقيق فى كفه التى شعرت بقوته وخشونه بمجرد تلامس أيديهما .. وللمرة الثانية تشعر بشعور غريب حينما غاصت يدها فى بحر يده .. دام تلاقى أيديهما ثانيتين .. لتفترق مرة أخرى !

أشاح "مهند" بوجهه عنها بعدما تــرك كفهـــا .. والتفت الى عمه قائلاً :
- لو سمحت يا عمى ممكن أتكلم معاك دقيقتين
أومأ "عدنان" برأسه مربتاً على كتف "مهند" .. التفت الى "سمر" و التقط كفها مقبلاً اياه تحت نظرات الجميع ونظر اليها قائلاً برقه :
- ثوانى يا حبيبتى وراجعلك
رغم توترها الشديد حاولت رسم بسمه على شفتيها .. اقتربت منها "انعام" قائله :
- تعالى يا "سمر" .. اتفضلى اعدى .. اتفضلى يا مدام "فيروز"
جلست "سمر" واضعه ساقاً فوق ساق تحاول التغلب على اضطرابها الشديد .. رفعت رأسها لترى نظرات الجميع مصوبة تجاهها يتفحصونها كما لو كانت احدى المعروضات فى فترينة أحد المحلات .. شعرت بالإحمرار يغزو وجنتيها وبمغص ينتشر داخل بطنها .. أما "فيروز" فبدت مرتاحه .. فرحه .. وهى تتطلع الى وجوههم التى ملأتها الحسره والحنق !

دخل "مهند" برفقة عمه الى المكتب الواقع فى الدور الثانى من الفيلا .. ابتسم "عدنان" قائلاً :
- خير يا "مهند"
صمت "مهند" للحظات قبل أن يقول بجدية :
- عمى مفيش حد فى الدنيا يقدر يعترض على شرع ربنا .. وحضرتك من حقك انك تتجوز ومفيش حد مننا له حق انه يتدخل فى حياتك .. بس .....
نظر اليه "عدنان" رافعاً حاجبيه قائلاً :
- بس ؟
أكمل "مهند"بشى من الحدة وهو يشير بيده الى باب المكتب :
- بس دى بنت صغيره يا عمى
قال "عدنان" بمرح :
- مش صغيره زى ما انت متصور .. محسسنى انى اتجوزت مراهقة يا "مهند" .. دى عندها 25 سنة
قال "مهند" بحزم :
- وانت يا عمى سنك أكتر من ضعف سنها .. مستحيل يبقى فى عوامل مشتركه بينكوا .. لا فى التفكير ولا فى الطباع ولا فى المشاعر .. وايه اللى يخلى واحدة عندها 25 سنة تتجوز واحد فى سنك يا عمى
قال "عدنان" وقد ظهر على وجهه امارات الغضب :
- قصدك ان عمك كبر وعجز على الجواز
قال "مهند" على الفور :
- لا مش قصدى كده يا عمى .. قصدى انك مثلاً لو كنت اتجوزت مراة باباها دى مكنتش هستغرب .. لان واضح ان سنكوا قريب من بعض .. لكن هرجع وأسأل نفس السؤال .. ايه اللى يخلى واحده فى سنها تتجوز واحد فى سنك يا عمى
ثم قال بجدية :
- أنا خايف عليك يا عمى .. أنا مش عايز أظلمها ومش عايز أحكم عليها حكم غلط .. بس اللى أعرفه ان مفيش واحده تتجوز راجل فى سن أبوها الا اذا كانت طمعانه فى فلوسه
تبادل "مهند" مع عمه النظرات فى صمت .. الى أن قال "عدنان" فى كبرياء :
- لو سعادتى وراحتى تمنهم الفلوس .. فتغور الفلوس يا "مهند" .. المهم أبقى مبسوط ومرتاح .. أنا بشقى وبتعب فى جمع الفلوس دى .. ليه ممتعش بيها نفسى
تنهد "مهند" فى يأس وقد شعر بأن عمه لن يحيد عن اختياره .. أطرق برأسه للحظات ثم نظر الى عمه قائلاً بإستسلام :
- خلاص يا عمى مادمت شايف كده .. حضرتك أدرى بمصلحتك .. بس أنا كان لازم أنصحك لأن ده واجبى تجاهك
ابتسم "عدنان" وهو يتطلع الى "مهند" بإعجاب قائلاً :
- تعرف يا "مهند" كل يوم بتثبتلى انك تستحق ثقتى فيك
ثم قال بغموض :
- بس لسه شويه
نظر اليه "مهند" بإستغراب ثم ما لبث أن ابتسم قائلاً :
- تقصد لسه ما فزتش بثقتك كامله مش كده ؟
ربت "عدنان" على كتفه قائلاً بمرح :
- يلا يا ابنى كفاية رغى ده أنا عريس هتضيع فرحتى ولا ايه زمان عروستى مستنيه على نار
اتسعت ابتسامة "مهند" وهو يعانق عمه قائلاً :
- بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما فى خير

**************************************

أشرقت الشمس فى صباح اليوم التالى كعادتها .. لكن عائلة "زياكيل" لم يكن صباحهم كأى صباح مضى .. جلست "كوثر" تتجرع أدوية الضغط الخاص ةبها .. بينما شردت "يسرية" وملامح الأسى على وجهها كما لو كانت فى مأتم .. قالت "كوثر" بحنق :
- حسه ان هيجيلى جلطة .. "عدنان" اتجوز .. الشايب اللى صبغ شعره اتجوز .. لا ومش أى واحدة .. رايح يتجوز واحدة فى دور أحفاده
ثم التفتت الى "يسرية" قائله بحده :
- شوفتيها عامله فى نفسها ازاى .. كلت بعقل الراجل حلاوة .. هتاخد اللى وراه واللى أدامه .. خلاص كل حاجه ضاعت .. الراجل ضاع وفلوسه ضاعت
ثم قالت بحده أكبر :
- ايه يا "يسرية" مالك مكتومه كده ليه .. بكلم نفسى من الصبح
قالت "يسرية" ببرود :
- عايزانى أقول ايه يعنى .. يتقال ايه بعد اللى حصل امبارح .. بعد العمر ده ولسه بيفكر يتجوز .. متبت في الدنيا بإيده وسنانه
قالت "كوثر" بحيرة :
- وبعدين ؟ .. خلاص كده يعني كل حاجه ضاعت ؟ .. هنقف نتفرج وبنت التيييييييييييت دى بتاخد كل اللى حيلته ؟
هتفت "يسرية" بغضب :
- عايزانا نعمل ايه يعنى .. أنا مش حارق دمى الا قضية الحجر اللى خلاص كده طلعت على فشوش .. كل اللى بنرتبله ضاع عشان المحروس أخوكى عايز يعيشله يومين .. يتنيل على عينه هو فيه حيل للجواز .. بدل ما يشترى كفن رايح يتجوز
قالت "كوثر" بغل :
- بس شوفتيها عامله ازاى .. ولا مراة أبوها الحداية دى .. شكلهم مش سهل .. شوفتى مراة أبوها كانت بتتكلم معانا ازاى من تراتيف مناخيرها .. شكلها هتلاعبنا على الشناكل يا "يسرية"
زفرت "يسرية" بغضب وهى تنهض قائله بحده :
- مش ناقصاكى يا "كوثر" أنا اللى فيا مكفيني

************************************

سمعت "لميس" طرقات على باب غرفتها فكفكفت دمعها قائله :
- أيوة
سمعت صوت احدى الخادمات تقول :
- "عدنان" بيه عايز حضرتك يا مدام "لميس"
قالت "لميس" :
- حاضر
وقفت أمام مرآتها تلف حجابها حول شعرها .. تأملت وجهها الباكى فى المرأة .. حاولت التحكم فى تلك العبارت الحارقة التى تقفز الى عينيها معاندة اياها ورافضة التوارى .. أطرقت برأسها للحظات .. ثم رفعت عينها تنظر الى المرآة قائله بسخريه :
- كنتى فاكره ايه يعني .. هيفكر فيكي . ؟ .. انتى مين عشان يفكر فيكي ؟ .. انتى حته خدامه مش أكتر
ثم اغمضت عيناها لتتساقط عبراتها فوق وجنتها وهى تقول بألم :
- خدامه ماضيها اسود !
أخذت نفساً عميقاً ومسحت وجهها بكفيها .. وألقت نظرة سريعة على وجهها قبل أن تغادر غرفتها الى الحمام .. غسلت وجهها وجففته وتوجهت الى حيث ينتظرها "عدنان" .. شعرت بغضة فى حلقها وهى تراه جالساً فوق الأريكة فى غرفة المعيشة واضعاً ذراعه على كتفى عروسه الجديدة .. ناظراً اليها والابتسامة تزين وجهه .. اقتربت قائله بأدب :
- أفندم يا "عدنان" بيه
التفتت "سمر" تنظر اليها .. فقال "عدنان" بمرح :
- "سمر" أعرفك على مدام "لميس" هى أهم فرد هما فى الفيلا .. هى اللى مسؤله عن كل حاجه فى الفيلا ..
ابتسمت لها "سمر" قائلاً :
- أهلاً بيكى يا مدام "لميس"
ابتسمت "لميس" بصعوبة وهى تقول :
- أهلاً بيكي يا مدام "سمر" .. وألف مبروك
قال "عدنان" بمرحه :
-مدام" لميس" عايزك بكرة تعمليلنا غدوة محصلتش .. وياريت تكون فى الجنينة .. هعزم كل العيلة على الغدا عشان يتعرفوا بـ "سمر" أكتر
أومأت "لميس" برأسها قائله :
- حاضر يا "عدنان" بيه .. ان شاء الله كل حاجه تكون جاهزة بكرة على أكمل وجه
ابتسم "عدنان" قائلاً بإمتنان :
- متشكر جداً يا مدام "لميس"
همت بالأنصراف .. فنهض قائلاً :
- استنى بعد اذنك
أخرج من جيبه مفتاحاً وأعطاه لها قائلاً بحزم شديد :
- أوضتى غيرت الكالون بتاعها .. وعملت من المفتاح 3 نسخ .. واحدة هتبقى مع "سمر" وواحدة معايا وواحدة معاكى .. مش عايز أى حد غريب يدخل أوضتنا .. الأوضة هتفضل مقفوله بإستمرار .. ممنوع أى حد انه يخطى عتبه بابها .. اللى هتدخل تنضف الأوضة تدخل تحت اشرافك .. تنضف وتخرج تانى .. ممنوع حد غيرها يدخل الأوضة .. وتكون بنت أمينة تختاريها بمعرفتك
ثم نظر اليها قائلاً بنبرة ذات معنى :
- أظن حادثة الجناينى لسه نارها مبردتش .. يعني مش عايز أدى فرصة ان حاجه زى كده تحصل تانى
أومأت "لميس" برأسها وهى تتناول منه المفتاح قائله :
- حاضر يا "عدنان" بيه

*****************************************

خرجت "سمر" الى الحديقة تتجول فيها وتشاهد أشجارها العالية وثمارها النضرة .. ورغم شمس الصيف الحارقه الا أنها شعرت بنسمات خفيفه تداعب خصلات شعرها السوداء فتتمايل فى دلال .. حانت منها التفاته الى ذراعها المعلق الى رقبتها .. شعرت بغصة فى حلقها فبالتأكيد ستتلقى الأسئلة بشأن ذراعها وما أصابه .. حتى الآن لعلهم ظنوا بأنه مجبر وما هى الا أيام ويشفى .. تسربت طعم المرارة الى حلقها .. ياليت الأمر كذلك .. ياليتها أيام وتشفى .. ياليتها تعود الى سابق عهدها .. شعرت فى تلك اللحظة بأن كل شئ يهون .. فليحدث ما يحدث .. المهم أن تستعيد حياتها الطبيعية مرة أخرى .. والأهم من ذراعها .. أنها وجدت أخيراً بيتاً لها يسعها بجدرانه .. وحضناً يحميها وينتشلها من الضياع ويحنو عليها ويعوضها عن أيامها القاسية المريرة .. مسحت دمعة فاره من عينها عندما رأت "فريدة" مقبلة تجاهها .. التفتت لتحييها مبتسمه .. قالت "فريدة" :
- صباح الخير يا "سمر"
أومأت "سمر" برأسها :
- صباح النور .. "فريدة" مش كده ؟
أومأت برأسها قائله :
- أيوة صح .. أمال فين عمى
قالت "سمر" وهى تشير الى الفيلا :
- جاله تليفون مهم ودخل يتكلم فى المكتب .. وأنا خرجت أتفرج على الجنينة .. بجد حلوة أوى
ثم قالت وهى تشير الى أشجار الفاكهة :
- شجر الفاكهة كمان مديها ريحه حلوة أوى
قالت "فريدة" بمرح :
- عمى من عشاق الفاكهة .. وبيحبها يزرعها بنفسه .. تعرفى انه بيسافر مخصوص عشان يجيب أحسن بذور للشجر ده
رفعت "سمر" حاجبيها بإعجاب وقالت :
- أنا كمان بحب الفاكهة أوى
ثم قالت بنبره حاولت أن تضفى عليها مرح مصطنع :
- بس مش لدرجة انى أسافر أدور على البذور
ابتسمت "فريدة" مجاملة .. اختفت ابتسامة "سمر" ليحل محلها الشرود .. قالت لها "فريدة" بإهتمام :
- انتى كويسة يا "سمر" ؟
نظرت اليها "سمر" مبتسمه وقالت :
- أه كويسة
ثم قالت لها بإهتمام :
- قوليل يا "فريدة" انتوا كلكوا عايشين هنا
أشارت "فريدة" الى أحد المقاعد وقالت :
- طيب تعالى نعد فى الضل ونتكلم .. الشمس صعب أوى
جلست "فريدة" بجوارها وبدأت حديثها قائله :
- بصى .. اللى عايش فى البيت ده هو عمتو "انعام"
ابتسمت "سمر" وقاطعتها قائله :
- باين عليها طيبة .. مش كده ؟ .. حيت بكده
- أيوة فعلاً هى طيبة اوى .. وبتحبنا أوى
أومأت "سمر" برأسها قائله بإهتمام :
- كملى
قالت "فريدة" وهى تعدل من وضع حجابها :
- فى كمان أنا وأخويا "مهند"
قالت "سمر" شارده :
- آها شوفته امبارح
ثم قالت بفضول :
- هو ليه عايش هنا .. هو مش متجوز ؟
قالت "فريدة" بأسى :
- كان متجوز .. بس ماتت
عقدت "سمر" جبينها بضيق وهى تقول :
- يا حرام
قالت "فريدة" بحزن وهى تتذكرها :
- كانت طيبة أوى .. وكانت أموره ما شاء الله .. بيضا وعيونها عسلى شعرها بنى .. وكانت صغيره مش كبيرة .. ربنا يرحمها
نظرت "فريدة" تنظر الى "سمر" الواجمة وقد ندمت على هذا الحديث عن الموت فى صبيحة عرسها .. فقالت بمرح :
- كان نفسى ابقى بيضة كده وعيونى ملونه .. بدل السمار ده .. أنا و "مهند" واخدين سمار ماما الله يرحمها
ضحكت "سمر" قائله :
- لا أنا عاجبنى سمارى
تأملت "فريدة" شعرها قائله :
- ما شاء الله سمارك حلو وكمان سواد شعرك حلو
ابتسمت "سمر" قائله :
- ميرسى يا "فريدة"
أكملت "فريدة" :
- استنى أكملك باقى العيلة .. أما بأه عمتو "كوثر" عايشه مع عمو "حسنى" ومراته طنط "يسرية" فى بيتهم وعندهم "نهال" و "نهاد" و "علاء" .. و "نهاد" متجوز "بيسان" لسه والده جديد وكان البيبي "فريد" تعبان امبارح عشان كده معرفتش تيجي
اتسعت ابتسامة "سمر" وهى تقول :
- عنده أد ايه ؟
قالت "فريدة" مبتسمه :
- لسه مكملش شهر
تطلعت "سمر" الى "فريدة" بسعادة .. استشعرتها "فريدة" واتسعت باتسامتها .. فوجئت "فريدة" بـ "سمر" وهى تلتفت اليها وتقول بحماس :
- "فريدة" أنا حبيتك أوى .. ينفع تعتبريني صحبتك .. يعني نبقى صحاب .. أنا هنا معرفش حد .. وحسه أكنى أعرفك من زمان
قالت "فريدة" بسعادة :
- انا فرحانه بكلامك ده يا "سمر" .. وطبعاً يشرفنى اننا نكون صحاب .. أنا كمان معرفش حد هنا ومفتقده ان يكونلى أصحاب
فى تلك اللحظة حضر "عدنان" وهتف بمرح :
- ما شاء الله لحقتوا اتصاحبتوا بالسرعة دى
ضحكت "فريدة" وقالت وهى تغمز لـ "سمر" :
- أيوة خلاص يا عمو بقينا صحاب
قالت "سمر" بسعادة :
- "فريدة" لذيذة أوى يا "عدنان" حبيتها بجد
جلس "عدنان" بينهما وأحاط كل منهما بذراعه وقال مبتسماً :
- وأنا بأه بحبكوا انتوا الاتنين
غمزت "فريدة" لـ "سمر" بعينها .. فاختفت ابتسامة "سمر" ليحل محلها التوتر وأشاحت بوجهها .. أكمل قائلاً وهو يتأمل أشجاره :
- تعرفى يا "سمر" أنا بحب أوى أزرع شجر الفاكهة .. تعرفى انى بسافر مخصوص عشان أجيب أجود انواع البذور
نظرت الفتاتان الى بعضهما البعض .. ثم انفجرتا فى الضحك .. نظر اليهما "عدنان" بدهشة وهو يزيح ذراعيه من فوق كتفيهما وهو يقول :
- هو اللى أنا قولته يضحك للدرجة دى
قالت "فريدة" على الفور :
- لا أبداًُ يا عمو .. بس أصلى لسه كنت بقول لـ "سمر" كده من شويه
نظرت اليهما "سمر" تنقل نظرهما بينهما وهى تستشعر فى قلبها سعادة غابت عنها طويلاً .. طويلاً جداً

************************************

شعر "دياب" بالغيظ وهو يرى "سحر" واقفة فى المطبخ كعادتها بملابسها البالية .. قال بحده :
- "سحر" مش تفضيلى شوية .. ده هو يوم أجازة واحد فى الاسبوع .. وطول الاسبوع مبتشوفيش خلقتى الا وأنا راجع مهدود من الشغل ويدوبك أحط راسى على السرير وأنام .. وأصحى من الفجر أصلى وأنزل شغلى .. مستخسره فيا يوم نعده مع بعض
التفتت اليه "سحر" وقالت وهى تسمع صراخ ابنتها :
- حاضر بس أخلص شوية المواعين اللى فى ايدي دول وأجيلك
قال "دياب" بحنق :
- سبيهم يا "سحر" .. سبيهم دلوقتى
التفت ودخل غرفة النوم وحمل الصغيرة وأخذ يتحرك بها حتى تسكن .. أنه "سحر" أعمالها المنزلية التى استغرقت قرابة الساعة وتوجهت الى غرفة النوم فرأت "دياب" وهو يضع الصغيرة فوق الفراش مشيراً اليها أن تخرج حتى لا تستيقظ الطفلة .. لكن "سحر" دخلت الغرفة وأخرجت جلباباً نظيفاً ودخلت الى الحمام .. سمع "دياب" صوت الدش وما هى الا عدة دقائق حتى خرجت "سحر" من الحمام وهى تنظر اليه قائله :
- نامت ؟
أومأ برأسه مبتسماً .. ذهب الى حيث الأريكة وجلس عليها فى انتظارها وهو يشعل التلفاز .. لكن عيناه اتسعت دهشة وهو يراها تحمل سبت الغسيل وقد ارتدت اسدال الصلاة وتوجهت الى باب الشقة .. هتف قائلاً :
- رايحه فين ؟
قالت دون أن تتوقف :
- رايحه أنشر الغسيل على السطور عايزه ألحق الشمس قبل ما تغيب
نهض قائلاً بغضب :
- ما يولع الغسيل
التفتت اليه بدهشة وقالت :
- فى ايه يا دياب ؟
اقترب منها هاتفاً :
- هو ناتى معندكيش احساس خالص كده .. ايه اللى فى ايه يا "دياب" .. بقولك عشان اتهبب على عين اللى خلفونى أعد معاكى تروحى تقوليلى عايزة أنشر الغسيل والحق الشمس قبل ما تغيب
قالت بحده :
- أنا برده اللى معنديش احساس .. انت مش شايف شغل البيت اللى ورايا أد ايه .. وبنتك من الصبح هاتك يا زن ومش عارفه أعمل منها حاجه
قال "دياب" وهو يتنهد بقوة :
- سيبي الغسيل دلوقتى يا "سحر" هبقى أنشرهولك أنا
حاولت الابتسام قائله :
- خلاص متزعلش
تنهد مرة أخرى وقال :
- يا "سحر" خلى بالك منى شوية
اقترب منها وأمسك ذراعيها قائلاً:
- يا "سحر" أنا عارف انك ست بيت عشرة على عشرة ومش مخليه البيت ولا البنت ناقصهم حاجه .. بس أنا راجل يا "سحر" وقولتلك الكلام ده بدل المرة عشرة .. محتاج أشوف مراتى بلبس حلو .. مش عايز أبص لواحده ماشيه فى الشارع وأتحسر وأقول يا سلام لو كانت مراتى تعمل زيها
هتفت "سحر" وقد اتسعت عيناها :
- انت بتبصبص للبنات وانت ماشى فى الشارع يا "دياب" ؟
ترك ذراعيها وأجاب بحنق :
- لا مش ببصبص يا "سحر" .. بس غصب عنى عيني بتقع عليهم .. ما هما ماشيين فى كل مكان .. غصب عنى عيني بتقع على واحدة بس ببعد وشى على طول وببعد عيني عنها .. بس بكون خلاص شوفتها .. وشوفت هى لابسه ايه وعامله فى نفهسا ايه .. أرجع البيت بأه ........
صمت وهو ينظر الى حلبابها الواسع وهو يقول :
- ألاقيكي لابسه شوال
قالت بحده وهى تضع يديها فى وسطها :
- أمال عايزنى أبقى تييييييييييييييت زى البنات اللى بتمشى تتمايص وتتأصع فى الشارع ولابسه لبس أبيح .. ولا عايزنى أعمل زى التييييييييييييت اللى بيطلعوا فى التليفزيون اشى مرة فى كليب واشى مرة فى مسلسل واشى مرة فى فيلم
قال "دياب" بحده :
- وفيها ايه يعني ما تعملى زيهم .. هو مش أنا حلالك برده هو انتى هتعملى كده وتلبسى كده لحد غريب .. مش أنا جوزك .. ما بنات التييييييييييييييت بيعملوا كده أدام أمة لا اله الا الله .. وانتى مش عايزة تعملى كده للراجل اللى انتى متجوزاه
صاحت "سحر" بغضب :
- مروحتش اتجوزت واحدة منهم ليه بأه ان شاء الله .. كنت شوفلك أى واحدة تيييييييييييييييت اتجوزها يا "دياب"
تنهد "دياب" بعمق وهو ينظر الى عينيها بحزم قائلاً :
- عشان أنا عايز زوجة محترمة يا "سحر" تشيل اسمى وتربى ولادى وأبقى عارف أخلاقها وواثق فيها وأنا سايبها فى البيت وأنا فى شغلى .. عشان أبقى مطمن على ولادى معاها وعلى تربيتها ليهم .. بس ده ميمنعش برده انى راجل ونفسى أحس انك مهتمه بيا ومهتمة بنفسك
نظر الى ملابسها قائلاً :
- مش أنا مديكى 50 جنيه من مده يا "سحر" مجبتيش بيهم لبس ليه
قالت "سحر" بحنق :
- يا "دياب" البيت أولى يا "دياب" .. أصرف على نفسى 50 جنية وعندنا بت لسه حتت لحمة حمرا محتاجه غذا وكسا
قالت "دياب" بألم :
- بس أنا مش حرمها من حاجه متحسسنيش ان أنا مقصر معاها .. أنا بطفح الدم كل يوم عشانها وعشانك
ٌقالت "سحر" وهى تزفر بضيق :
- ماهو عشان أنا عارفه ان الفلوس دى انت بتبقى طافح الدم فيها بيصعب عليا انى أصرفها فى حاجات تافهة كده
نظر اليها وقال :
- حاجات تافهة !
نظرت اليه وهو يلتفت ليبحث عن شئ يرتديه فى قدميه ثم .. فتح الباب وخرج .. وأغلقه خلفه فى هدوء

**************************************
انزلق السائل الأصفر كريه الرائحه فى فم "علاء" دفعة واحدة قبل أن يضع كأسه فوق طاولة البار قائلاً بغضب هادر :
- والله لأقتله
ربت صديقه على كتفه وقال :
- خلاص يا عم .. كان من الأول .. فضلت تقول هعمل وهسوى .. انا كنت واثق انك عيل بق
قال "علاء" بحده :
- مكنتش أعرف انه هيتهبب يتجوز .. لو كنت أعرف كنت قتلته وخلصت
عاد ينظر الى كأسه الفارغ يحركه بين يديه قائلاً وأمارات الغضب على وجه :
- أنا هوريك يا "عدنان" الكلب
نفث صديقه الدخان من أحد السجائر الملفولة وأعطاها الى "علاء" قائلاً :
- امسك دى وروق يا باشا
قال "علاء" وهو يعبئ من ذلك السم داخل رئتيه :
- بأه حتت بت تيييييييييييييت زى دى تضحك عليك يا كبارة العيله
نهض فجأة وغادر فى حدة ناداه صديقه مرات فلم يجب

**************************************
قال "نهاد" بحزم :
- نبقى نتكلم بعدين .. طيب .. سلام
أنهى المكالمة وزفر بضيق وهو يضع هاتفه فوق الطاولة .. كانت "بيسان" جالسه على الأريكة ترضع الصغير فنظرت اليه بفضول قائله :
- خير يا "نهاد" .. فى حاجه ضايقتك ؟
قال "نهاد" بحنق :
- صاحبتك يا ستى
قالت "بيسان" بدهشة :
- "انجى" .. ملها ؟
قال "نهاد" وهو ينحنى الى الأمام وينظر اليها :
- كل شوية اتصالات .. ما أنا بشغل فلوس لعشرات العملا مفيش حد بيتصل وبيستفسر عن كل حاجه كده
قالت" بيسان" :
- معلش يا حبيبى هى تلاقيها عشان أول مرة تشغل فلوسها فحابه انها تطمن
قالت "نهاد" وهو يخلع ربطة عنقه :
- بس مستفزة وأسئلتها كتير ومش بس عن فلوسها .. لأ تحسى انها مش عارفه هى عايزه ايه أصلاً
قالت "بيسان" وهى تضع الضغير عمودياً على صدرها وتربط على ظهره :
- معلش يا حبيبى .. صحبتى وعشمانه فينا
أومأ "نهاد" برأسه ونهض قائلاً :
- أقوم ألحق آخد دش قبل معاد العزومة
قالت "بيسان" بضيق :
- كان نفسى آجى معاك بس مش هاين عليا أخرج و "فريد" تعبان كده .. باركلها بالنيابة عنى لحد ما أشوفها ان شاء الله
قال "نهاد" شارداً :
- صدمة بجد .. لو شوفتيها يا "بيسان" هتتصدمى .. اللى يشوفها مع عمى يقول بنته مش مراته
ضحكت "بيسان" وقالت :
- لا بس عمو "عدنان" بعد ما صبغ شعره بأه حاجه تانية خالص
قال "نهاد" وهو يحرك رأسه يميناً ويساراً فى ضيق :
- مش عارف ايه اللى طلع فى دماغه موضوع الجواز ده
قالت "بيسان" ضاحكة :
- عادى يعني .. راجل وعايز يتجوز انتوا مضايقين ليه مش عارفه .. ومامتك وعمتك قالبينها مناحه .. هو حر .. هو طلب منكوا انكوا تصرفوا عليه هو مراته .. فلوسه وهو حر بيها .. طالما مبيعملش حاجه تغضب ربنا مضايقين نفسكوا ليه بأه
استسلم "نهاد" كلامها وتوجه الى الحمام قائلاً :
- ربنا يستر

****************************************


فوجئت" "لميس" بـ "كوثر" والتى كانت واقفة أمام غرفة "عدنان" و "سمر" تحاول فتح الباب دون جدوى .. اقتربت منها "لميس" قائله :
- فى حاجه يا "كوثر" هانم
جفلت "كوثر" .. لكنها استعادت رباطة جأشها بسرعة وقالت :
- أصلى جبت هدية لـ "عدنان" و "سمر" بمناسبة جوازهم وكنت عايزه أحطها فى أوضتهم عشان يتفاجؤا بيها
قالت" لميس" بهدوء :
- آسفة "عدنان" بيه قال ان الاوضة ليها مفتاح جديد .. ملوش الا 3 نسخ بس .. وممنوع أى حد يدخل الأوضة وهو مش موجود
أومأت "كوثر" برأسها فى حنق ونزلت الدرج وهى تكاد تنفجر من الغضب



تلقت "سمر" اتصالا من "عدنان" قائلاً:
- حبيبتى جاهزة .. العيلة على وصول .. أنا نص ساعة بالكتير وهكون فى الفيلا
قالت بحزن :
- أيوة جاهزة
أقلقه صوتها فقال :
- فى حاجه يا "سمر" ؟
قالت بتوتر :
- محدش فيهم حبنى
كاد "عدنان" أن يجيب عليها لكن قاطعه صوت السكرتيرة فأسرع يقول :
- "سمر" هقفل دلوقتى نتكلم لما أرجع الفيلا .. ماشى ؟
قالت بخفوت :
- ماشى .. هستناك
أنهت المكالمة لتسمع طرفات على الباب .. فتحت الباب لتجد الخادمة تقول :
- وصلوا يا فندم
أومأت "سمر" برأسها وقالت :
- طيب تعالى ساعديني أظبط شعرى
أومأت الخادمة برأسها ودخلت وفعلت كما أمرتها "سمر" .. خرجت "سمر" من غرفة النوم بكامل زينتها .. ألقت نظرة على نفسها فى المرآة الواقعة فى الردهة تتأكد من زينتها .. فى تلك اللحظة رأت "فيروز" تدخل الفيلا متوجهة الى غرفة المعيشة حيث يجتمع الجميع .. ابتسمت "فيروز" وهى تتأملها قائله :
- زى القمر .. أيوة كده عايزاكى تكيدي الأعادى
نظرت اليه "سمر" ببرود وقالت :
- حلى عنى يا "فيروز"
قالت "فيروز" وهى تتلفت حولها :
- خلى بالك دول عقارب
هتفت "سمر" بحده وبصوت خافت :
- بقولك حلى عنى
ثم نظرت اليها بقسوة قائله :
- أنا خلاص بدأت حياة جديدة .. حياة انتى ملكيش مكان فيها .. ولا هيكونلك مكان فيها .. وجودك هنا مؤقت .. انتى فاهمة
نظرت اليها "فيروز" بغل .. تركتها "سمر وتوجهت الى غرفة المعيشة وهى تبتسم وتقوم بدور مضيفة البيت قائله :
- أهلا بيكوا
التفتت الأنظار اليها تتأملها فى صمت .. امتقع وجه "مهند" لاصرارها على ارتداء القصير والمكشوف من الثياب .. شعر بنفور نحوها .. فما كان يتمنى أن تكون زوجة عمه سافرة بهذا الشكل .. أشاح بوجهه عنها دون أن يرد على تحيتها .. توجهت الى فرد فرد منهم تسلم عليه قائله :
- أهلا بيكِ .. أهلا بيكِ منورة
التقت عينا "كوثر" بعينا "يسرية" فى سخرية لما تقوم به "سمر" بدور صاحبة البيت والمضيفه التى ترحيب بضيوفها .. انتهت من السلام عليهم واحداً تلو الآخر .. ثم التفتت الى "مهند" الواقف مستنداً الى الجدار واضعاً كفيه فى جيب بنطاله .. اقتربت منه مبتسمة وهى تمد يدها قائله :
- صحيح انت من أهل البيت وعايش معانا فى الفيلا بس مبشوفكش خالص .. أهلاً بيك نورت
نظر "مهند" للحظة الى كفها الممدود .. ثــم بتبرم وبوجه متجهم أخرج كفه من جيب بنطاله .. ليصافحهــــا .. بلا مبالاة .. ثم تركها وذهب للجلوس على أحد المقاعد دون أن يلتفت اليها .. شعرت "سمر" بالحنق والضيق وهى تتطلع اليه دون أن يوليها أدنى اهتمام .. نقلت "فيروز" نظرها من "مهند" الى "سمر" فى دهشة .. بينما احتقن وجه "نهال" وهى ترمق "مهند" بنظرات غاضبه وهى تقول بحده :
- "مهند" انت ازاى ...........
قاطعها صوت "عدنان" المرح وهى يدخل قائلاً :
- آسف على التأخير يا جماعة
نظر اليه الجميع مرحبين به .. حضرت "لميس" من خلفه تقول بهدوء :
- كل حاجه جاهزة فى الجنينة زى ما أمرت يا "عدنان" بيه
توجه الجميع الى الحديقة والتفوا حول الطاولة المعدة بعناية فى الهواء الطلق .. كاد "حسنى" أن يجلس في مقعده على يسار "عدنان" .. لكن "عدنان" أمسك المقعد وقال ضاحكاً :
- لا خلاص يا "حسنى" .. ده بأه كرسى العروسة
امتقع وجه "حسنى" وتخير مقعد آخر .. أزاح "عدنان" مقعد "سمر" ابتسمت له وهى تجلس فى ذلك المقعد .. بينما التف "مهند" حول الطاولة ليجلس فى مقعده المعتاد الى يمين "عدنان" .. و .. فى مواجهة "سمر" !
قبل أن يبدأ الجميع فى تناول طعامهم .. نهض "عدنان" وبلهجة مسرحية قال وهو يخرج احدى العلب المخمرية من جيبه :
- بمناسبة مرور 3 أيام على جوازى .. أحب أقدم لعروستى الهدية البسيطة دى
كتمت "كوثر" شهقتها بكفها وهى تتطلع الى ذلك العقد الماسى الذى أخرجه "عدنان" تحت أنظار الجميع .. طلب من "سمر" الوقوف .. والتفت حولها بينما رفعت شعرها وهو يلبسها اياه .. تحسسته بيدها وهو يزين رقبتها .. كانت أنظار الجميع مصوبة تجاهها .. فقط "مهند" لم يستهويه ذلك المشهد فأطرق برأسه غاضاً لبصره .. التفتت "سمر" لتنظر الى "عدنان" بتأثر قائله :
- بس ده كتير أوى
ابتسم وهو يقبل جبينها قائلاً :
- مفيش حاجه تغلى عليكى يا حبيبتى
لمعت العبرات فى عين "سمر" وهى تقول بإمتنان شديد :
- مش عارفه أقولك ايه
مسح بكفيه على ذراعيها وهو يبتسم لها قائلاً :
- متقوليش حاجه
جلست فى مقعدها ومازالت عيناها تترقرق بالعبرات تأثراً لتلك المعاملة المحبة المعطوف وهذا التدليل الذى حُرمت منه طويلاً .. ربت "عدنان" على كفها فالتفتت اليه وابتسمت .. ابتلع الجميع ألسنتهم وهم ينظرون الى "سمر" بين الحين والآخر وهذا العقد الماسى يزين رقبتها .. حملت نظراتها الحقد والحسد والضغينة .. حتى نظرات "فيروز" لم تختلف كثيراً عن نظرات الآخرين .. وضع "مهند" عينه فى طبقه ولم يرفعها الى تلك الفتاة الجالسه قبالته قط .. قال "عدنان" لـ "مهند" :
- "مهند" هتعرف تمشى الشركة من غيري اليومين اللى جايين ؟
التفت "مهند" الى عمه وقال على الفور :
- أيوة طبعاً يا عمى مفيش مشكلة
قال "حسنى" بفضول :
- خير يا "عدنان"
نظر اليه "عدنان" مبتسماً وهو يقول :
- مفيش يا "حسنى" .. أنا و "سمر" طالعين شرم كام يوم
التفتت "يسرية" لتنظر الى "كوثر" وكلتاهما تتآكلات من الغيظ .. فيما ضحكت "فيروز" قائله بمكر :
- طبعاً عرسان ومن حقهم يتفسحوا ويقضوا يومين عسل مع بعض
احمرت وجنتا "سمر" فرفعت كوب الماء الى فمها ترشف منها رشفات صغيره وقد عقدت جبينها فى ضيق .. نظرت اليها "فريدة" الجالسة بجوار "مهند" وقالت :
- مال دراعك يا "سمر" ؟
توترت "سمر" بشدة وأخذت تعبث فى طعامها بملعقتها بعصبيه .. ساد الصمت .. فقالت "فريدة" بحيرة :
- انا آسفة مش قصدى أضايقك .. أنا بس شوفت دراعك متجبس فـ ........
رفعت "سمر" رأسها ونظرت اليها قائله :
- لأ مش متجبس
هنا التفت اليها الجميع فى حيرة يتطلعون الى ذلك الذراع المعلق الى رقبتها .. تمتمت بهدوء وهى تشعر بغصه فى حلقها .. وبنغزات الدموع فى عينها .. وهى تنظر الى طبقها غير قادرة على النظر الى تلك الوجوه المحملقة فيها :
- مشلول
رفــع "مهند" عينيــه لأول مرة منذ أن جلست أمامــه .. ونظر اليهــا .. فرأى تلك الدمعـــة التى فرت هاربــة من عينهــا .. لتسقـط معلنة عن حزنهــا و قهرهــا وألمهــا !

Comments
0 Comments

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق