روايات منى سلامة

روايات دكتورة منى سلامة
للتواصل مع الكاتبة:
الفيس بوك
الصفحة العامة

الانستجرام

الفصل الثانى عشر من رواية العشق الممنوع


هبت نسمة صيف حارة لتداعب الأغصان اليافعه على استحياء .. وقفت "فريدة" مع "لميس" تتجاذبان أطراف الحديث وهما تقطفان بعض الثمار من شجر الفاكهة المزروع بالحديقه .. قالت "لميس" مبتسمة :
- حبيتى هنا أكتر ولا اسكندرية ؟
قالت "فريدة" بابتسامه حالمه وعقلها سارح فى ذكرياتها بالأسكندرية :
- عمرى ما حبيت مكان زى اسكندرية .. نفسى بجد أرجع تانى هناك
قالت "لميس" بعتاب مبتسمة :
- عايزة تسيبينا يعنى .. شكلى زهقتى مننا ...

أجابت "فريدة" على الفور :
- لا مش كده .. بس أنا قصدى ان صحابى هناك فى اسكندرية .. أنتيمتى اللى مصاحباها من وقت ما كنت طفلة صغيرة عايشة هناك .. وبتوحشنى أوى
قالت "لميس" بمرح :
- النت والتليفونات بتقرب كل حاجه دلوقتى
أومأت "فريدة" برأسها مبتسمة وهى تضع احدى الفواكة التى قطفها فى السلة ثم قالت :
- أيوة .. بس النت مش هيخليني أأنجج فيها ونتمشى على البحر فى ساعة عصارى
لم تكد تنهى حديثها حتى رن هاتفها .. ابتمست وهى تقول بمرح :
- أهى واحدة من صحابى اتصلت شكلهم حسوا انى بتكلم عنه
بادلتها "لميس" الابتسام .. ردت "فريدة" بمرح وهى لا تزال تقطف الثماء بيدها :
- السلام عليكم .... ازيك يا بنتى وحشانى جداً .... لا صادقة بدليل انك بتعبريني أوى .... ايه؟ .... مش فاهمة ؟ .... انتى بتهزرى مش كده ؟ .... بتتكلمى بجد ؟
حانت من "لميس" التفاته الى "فريدة" لترى امتقاع وجهها .. والعبرات التى تلمع داخل عينيها .. تجعد جبينها وهى تنظر اليها تحاول معرفة ما يضايقها لهذا الحد .. أكملت "فريدة" بصوت مبحوح كمن على وشك البكاء :
- لا معرفش .... هقفل دلوقتى .... هكلمك بعدين .... لا أبداً بس مشغولة شوية .... مع السلامة
أنهت "فريدة" المكالمة وهى تنظر الى هاتفها وبقيت على حالة الجمود واحتقان وجهها فى تزايد والعبرات أصبحت كغشاوة تملأ عينيها مهددة بالانهمار .. قالت "لميس" بقلق :
- فى حاجه يا "فريدة" ؟
انتبهت "فريدة" لنفسها رفعت رأسها فقط لتسقط عبرتها المحبوساً رغماً عنها .. مسحتها بظهر كفها بسرعة وهى تبتسم ابتسامه لا تشى الا بألم يعتمل بداخلها وهى تقول بصوت مضطرب :
- لا أبداً
حاولت العودة الى استكمال جمع الثمار .. لكن يدها توقفت .. لن تستطيع التظاهر بأن شيئاً لم يكن .. تحتاج الى الذهاب الى غرفتها فى الحال .. وإلا ستنفجر فى البكاء أمام "لميس" .. وهذا ما لم تعتاده قط .. استأذنت وهى تطرق برأسها :
- تعبت هروح أرتاح شوية
لم تترك فرصة لـ "لميس" للرد .. بل هرولت تجاه الفيلا وعينا "لميس" تتابعها فى قلق بالغ .
صعدت "فريدة" الى غرفتها وأغلقت باباها عليا .. جلست فوق فراشها تخفى وجهها بين كفيها وتنتحب نحيباً مكتوماً دون أنين .. كعادتها تكتم أنينها بداخلها .. تظل مشاعرها حبيسة صدرها دون أن تسمح لها بالخروج .. تتجرع أحزانها وحدها دون أن تجرؤ على بث شكواها ونجواها لأحد .. غيــر ربهـــا .. وكعادتها عندما تشعر بضيق .. وبحزن .. وبألم .. نهضت الى الحمام الواقع فى الرواق .. توضأت .. وعادت الى غرفتها .. وفرشت سجادتها .. ووقفت تناجيه .. تنتحب .. وتشكوا اليه

******************************************

نظر الجميع الى بعضهم البعض وهم جالسون معاً فى حجرة المعيشة القابعه فى الدور الثانى من الفيلا .. قالت "كوثر" بإستغراب :
- مش فاهمة اشعنى يعني أصر علينا النهاردة اننا نتجمع على الغداء .. على طول بيجمعنا على العشا
قالت "انعام" وهى تمط شفتيها :
- الله أعلم .. يمكن خلص شغله بدرى
قالت "يسرية" بتهكم :
- أخوكى ؟ .. ده عمره ما خد أجازة من شغله ولا خلص شغله بدرى .. ليل ونهار فى الشركة وأحياناً بيبات هناك كمان
التفتت "يسرية" تنظر الى "مهند" قائله :
- متعرفش يا "مهند" فى ايه ؟
قال "مهند" مطرقاً برأسه :
- لا معرفش أنا زيى زيكوا
ابتسم "علاء" بسخرية قائلاً :
- زيك زينا ايه بس .. ده انت بقيت دراعه اليمين والشمال كمان
رفع "مهند" رأسه ينظر الى "علاء" .. مدركاً لنبرة الكراهية التى نطق بها "علاء" جملته .. لكنه تذكر قول الله تعالى "ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ" .. لذلك نظر اليه قائلاً بهدوء :
- انت كمان وجودك فى الشركة مهم يا "علاء" .. أنا بفهم فى شغلى .. لكن لا بفهم لا فى شغلك ولا فى شغل "نهاد" ولا شغل عمى "حسنى"
ثم ابتسم قائلاً بمرح :
- يعني لو اتحطيت مكان حد فيكوا لأى ظرف .. يبأه قول على الشركة السلامة
قوبلت كلماته بالتهكم من قبل "علاء" و "حسنى" .. بينما نظر اليه "نهاد" مستشعراً كلماته .. وبرسالته التى أراد أن يبثها فى طيات كلامه .. التفتت اليه "مهند" فوجده متطلعاً اليه فاتسعت ابتسامته وهو يقول :
- ايه احساسك بأه وانت أب ؟ اوصفلنا انت أول واحد فى الشباب اللى موجودين تجرب الاحساس ده
ابتسم "نهاد" وقال :
- بجد احساس رائع .. لما بشيله بين ايديا مببقاش مصدق انه ابنى وانه حته منى
تأمله "مهند" قائلاً بإخلاص :
- ربنا يباركلك فيه يا "نهاد" وتشوفه من الصالحين
نظر اليه "نهاد" بإمتنان وهو يستشعر صدق دعاؤه قائلاً :
- آمين يا "مهند"
سمع "مهند" عمته "كوثر" تشهق بصوت عالى التفتت ينظر اليها وجدها واضعه كفها على فمها وهى تتطلع الى باب الحجرة .. التفت ينظر الى حيث تنظر لتتسع عيناه دهشة هو الآخر .. نظر الجميع الى "عدنان" بأعين مندهشة .. وهم يتطلعون الى هيئته .. الى شعره الذى صبغه ليخفى شعيراته البيضاء تماماً من وجهه .. والى شاربه الذى فعل معه بالمثل .. والى بدلته الكلاسيكية التى استبدلها بأخرى كاجوال .. بدا أصغر من عمره بثلاثون عاماً على الأقل .. بدا وكأنه ركب آلة الزمن وعاد الى الوراء الى حيث كان شاباً فى مقتبل حياته وفى عنفوان شبابه .. ظلت العيون متطلعه اليه متسعة على آخرها .. وقد ألجم لسانهم جميعاً .. أول من فاق من صدمته كان "حسنى" الذى هتف :
- ايه اللى انت عامله فى نفسك ده يا "عدنان" ؟
ضحك "عدنان" ودخل الغرفة وجلس على مقعد وثير وأرجع ظهره الى الخلف واضعاً ساقاً فوق ساق مستمتعاً بنظرات الدهشة وامارات الصدمة على وجوه الجميع وهو يقول :
- ايه رأيكوا مش كده أحسن ؟
فاقت "انعام" من صدمتها وهى تقول بإستغراب :
- أيوة أحسن .. بس ليه التغيير المفاجئ ده يا "عدنان"
قالت "كوثر" بحده :
- ايه يا "عدنان" اللى عملته فى نفسك ده .. بعد ما شاب !
ضحك "عدنان" قائلاً وهو ينظر اليها بتحدى :
- شاب ايه يا "كوثر" .. أنا لسه فى عز شبابى
قبل أن يتمكن الجميع من استيعاب ما يحدث سمعوا أصواتاً عالي فى الخارج .. أصوات رجال وأصوات أشياء تتحرك من مكانها .. قالت "يسرية" بفزع :
- ايه ده .. فى ايه بيحصل بره ؟
قال "عدنان" مبتسماً باتسامة واسعة وهو يدور بعينه فى وجوههم :
- دول عمال بينقلوا الأثاث اللى فى أوضتى
قال "علاء" بإستغراب شديد :
- بينقلوا الأثاث .. ليه يا عمى ؟
قال "عدنان" وامارات الاستمتاع على وجهه لما يلاقيه منهم من دهشة وتعجب :
- أصلى ناوى يا "علاء" أغير ديكور أوضتى وأجيب أثاث جديد على .....
قطع جملته وهو يغمز بعينه لـ" علاء" قائلاً :
- ذوقى !
نظر الجميع الى بعضهم البعض فى دهشة فى حين اتسعت ابتسامة "فريدة" وهى تقول :
- شكلك حلو أوى يا عمو .. هحتاج فترة على ما أتعود على شكلك الجديد
قالت "نهال" ضاحكة :
- أنا كمان هحتاج فترة عشان أتعود ان ده عمو "عدنان" الجديد"
فتح ذراعيه للفتاتان فأقبلت كل منهما تجلس على ذراع مقعد .. أحاطهما "عدنان" بكتفيه ونظر اليهما قائلاً :
- انتوا الى منورين عليا حياتى .. بستغرب أوى من الراجل اللى ربنا يرزقه ببنت ويضايق .. البنات دول نعمه ميحسهاش الا اللى اتحرم منها .. عارفين .. أنا نفسى يبقى عندى بنت حلوة كدة زيكوا
اتسعت عينا "كوثر" وهى تنظر الى "يسرية" بحده .. وكل منهما تبدو على وجهها مزيج من امارات الغضب والحنق والحيرة والدهشة .. اقتربت "لميس" لتقول بأدب :
- الغدا جاهز يا فندم
نظرت الى "عدنان" بإستغراب .. فنظر اليها ضاحكاً وقال :
- أنا يا مدام "لميس" .. "عدنان" بشحمه ولحمه
ابتسمت ابتسامة صغيرة وهى تحرك رأسها فى حيرة ثم ابتعدت .. نهض الجميع والتفوا على مائدة الطعام .. قال له "مهند" الجالس فى مقعده المعتاد الى يمين "عدنان" :
- ارقى نفسك يا عمى .. رجعت شاب ثلاثين سنه
ضحك "عدنان" وقال وهو يمرر أصابعه داخل خصلات شعره المصبوغ وهو يغمز بعينه الى "مهند" :
- بتقول فيها
ثم التفت ينظر اليهم قائلاً بشماته :
- الواحد حاسس ان نفسه اتفتحت للدنيا وللحياة .. أنا مبسوط أوى النهاردة .. وعشان كدة جمعتكوا حوليا .. لانكوا أكيد بتفرحوا لفرحى
شرع فى تناول طعامه ومشاعر متباينه داخل كل فرد من أفراد عائلته
حاولت انعام معرفه سر تلك التغيرات التي المت به .. لكن رده عليها كان :
- مفيش .. زي ما قولتلكوا حاسس اني مبسوط اليومين دول .. اكني رجعت سنين لوره
فما كان منها الا ان صمتت بغير اقتناع .. تأملت كوثر شعره المصبوغ وقالت وهي تنظر اليها باستغراب :
- بس انت عمرك ما صبغت شعرك يا "عدنان" .. ايه اللي طلعها في دماغك دلوقتي ؟
قال "عدنان" محتفظا بمرحه :
- عادي حبيت اغير .. بس ايه رايك في النيو لوك الجديد
قالت علي مضض :
- حلو
التفت اليه مهند قائلا بابتسامه عذبه :
- بصراحة اتصدمت لما شوفتك يا عمي .. اللي يشوفك كده يقول ناوي علي نيه
اطلق "عدنان" ضحكة صاخبة سمع صداها في ارجاء الفيلا .. ثم قال :
- نية ايه بأه ؟
قال مهند بلؤم وعيناه تلمع مرحاً :
- يعني اللي يشوف حضرتك يقول عريس وبيستعد لفرحه
اطلق عدنان ضحكة اخري وعاد لتناول طعامه دون ان يعقب علي ملحوظة "مهند" .. تبادلت "يسرية" مع "كوثر" نظرات مضطربه .. بينما بدا التبرم علي وجه "حسني" و "علاء" و "نهاد" .. قالت "انعام" مبتسمه :
- أهم حاجه انك تكون مرتاح وبالك رايق يا "عدنان"
رفع "عدنان" رأسه ينظر اليها .. يبادلها الابتسام قائلا :
- ربنا يخليكي يا "انعام ".. انا عارف ان قلبك عليا
قال "حسني" بعتاب وهو ينظر الي اخيه :
- يعني احنا اللي مش قلبنا عليك يا "عدنان"
لاحت علي شفتي "عدنان" ابتسامه ساخره اخفاها سريعا بالمنديل الذي مسح به فمه وهو يقول :
- طبعا يا "حسني" .. احنا اخوات والضفر عمره ما يطلع من اللحم
فجأة رن هاتف عدنان التفت الجميع ينظر الي امارات السعادة التي ظهرت علي وجهه .. والي لهفة عينيه .. وعلي غير عادته استأذن منهم وخرج ليتحدث خارج غرفه الطعام .. ران الصمت علي الجميع .. وكل منهم شارد .. في سبب تغير "عدنان" .. ومكالماته الهاتفيه السريه !

******************************************
هتفت "يسرية" بعد عودتها الى منزلها والشرر يتطاير من عينيها :
- أخوك اتجنن يا "حسنى"
ألقى "حسنى" بنفسه على الأريكة يحك ذقنه مفكراً فى وجوم .. قالت "كوثر" بقلق بالغ :
- قلبى مش مطمن .. خايفه يكون بيفكر يتجوز .. تصرفاته مش طبيعيه
فاق "حسنى" من شروده ليصيح فيها :
- يتجوز ؟ .. لأ طبعاً .. مستحيل يكون بيفكر فى كدة
قالت "كوثر" بحيرة :
- أمال ايه التغيير اللى حصله ده
قال "حسنى" وهو يحاول اقناع نفسه بكلامه قبل أن يحاول اقناعها :
- عادى .. اللى معاه قرش محيره .. زهق من الشغل وفكر يروش على نفسه شوية
قالت "يسرية" بوجوم :
- يارب يكون زى ما انت قولت .. لأن أنا كمان قلبى مش مطمن
قال "حسنى" فجأة وهو ينهض ليخرج هاتفه من جيبة ويلعب فى أزراره :
- لازم نكلم المحامى
قالت "كوثر" مستفهمه :
- هتقوله يبدأ فى اجراءات القضية
التفت اليها "حسنى" وهو يضع الهاتف على أذنه قائلاً بحزم :
- أيوة .. لازم نرفع القضية فى أقرب وقت
لكن رأى المحامى كان مخالف لرأسهم .. قال لـ "حسنى" عبر الهاتف :
- القضية لو رفعناها دلوقتى هنخسرها .. مفيش أى دليل على ان قواه العقلية مختلة .. لازم يبقى فى ايدنا دليل قوى
صاح "حسنى" :
- وهو فى راجل فى سنه يصبغ شعره ويلبس كاجوال .. دى تصرفات واحد فى سنه ؟
قال المحامى بقلق :
- ما أعتقدش انى دى أسباب كفاية تخلى القاضى يحكم انه محتاج وصاية عليه وعلى ممتلكاته .. لازم سبب أقوى من كده
فكر "حسنى" قليلاً ثم هتف بتوتر :
- طيب لو فكر انه تيجوز .. ايه هيكون الوضع ساعتها
قال المحامى بحزم :
- لو اتجوز يبقى القضية ضاعت من ايدكوا .. لان ساعتها مراته تقدر تشهد ان قواه العقلية والصحية سليمة .. وبكدة شهادتها هتبقى أقوى من شهادتكوا انتوا .. لان من شروط الزواج سلامة العقل .. لو هتطعن فى قواه العقلية يبقى من باب أولى تطعن فى جوازه
زفر "حسنى" بضيق بينما تتطلع اليه "كوثر" و "يسرية" فى اهتمام تراقبان حديثه وتعبيرات وجهه .. وقال :
- طيب والحل ؟
قال المحامى :
- مفيش الا انك تجبلى دليل قوى ان قواه العقلية غير سليمة وانه غير مؤهل لادارة أمواله وممتلكاته .. ويكون ده قبل خطوة الجواز .. لان الجواز هيهدم قضيتكوا من الأساس .. مش هيبقى فى قضية لأن زوجته أكيد هتشهد لصالحه
أنهى "حسنى" المكالمة ..بينما شرد الجميع فى وجوم وكأن على رؤسهم الطير

**************************************

فوجئ "نهاد" بقول سكرتيرته :
- مدام "انجى" عايزة تقابل حضرتك .. بتقول انها صاحبة مدام "بيسان"
أومأ لها قائلاً على الفور :
- خليها تتفضل
دخلت "انجى" مبتسمة وهى تمد يدها اليه بالسلامة قئله :
- هاى "نهاد" .. يارب مكنش أزعجتك
أشار اليها بالجلوس قائلاً :
- لا أبداً اتفضلى
جلست "انجى" واضعة ساقاً فوق ساق فإنكمشت تنورتها القصيرة أكثر .. سألها عما تشرب وخرجت السكرتيرة لإحضار المطلوب .. التفتت اليه وأنظارها مركزه عليه قائله :
- الشركة حلوة أوى مكنتش متخيلة انها كبيرة أوى كده
ابتسم "نهاد" وهو يستند بذراعيه فوق المكتب قائلاً :
- هى فعلاً الشكرة كبيرة .. يمكن لان العيلة كلها بتشتغل فيها .. يعني ادارة ذاتيه
ابتسمت وقالت بدلال :
- طيب أنا بأه عايزة منك خدمه .. وأتمنى انك مترفضش لان مليش حد غيرك ألجأله وأثق فيه
عقد ما بني حاجبيه قائلاً :
- خير
قالت "انجى" بمرح :
- بص بأه .. أنا معايا مبلغ ضغنن كده على أدى .. ومليش فى الشغل والجو ده .. ففكرت أديهم لحد يشغلهملى
ثم نظرت اليه بخبث وقالت بنعومه :
- وزى ما قولت مش هلاقى غيرك أثق فيه .. وأسلمه فلوسى وأنا مطمنه
ابتسم "نهاد" وقال وهو يخرج احدى الأوراق من درج مكتبه :
- ميرسى أوى على الثقة دى
اتسعت ابتسامتها وقالت بحماس :
- يعني وافقت ؟
- أكيد وافقت
قالت بمرح :
- اتفقنا يا "نهاد" .. بجد ميرسى أوى
أعطاها الورقة قائلاً :
- دى معلومات عن الشركة وعن الاستثمارات اللى بنعملها .. عشان تبقى مطمنة وعارفه احنا بنشغل فلوسك فى ايه وعشان تعرفى كمان نسبة الأرباح بتكون ازاى
أخذت منه الورقة ودون أن تحيد عينها عن عينيه مزقتها أما نظراته المندهشة وهى تقول بثقة مدروسة ونظرات ذات معنى :
- قولتلك أنا بثق فيك .. يعنى أسلم نفسى ليك وأنا مطمنة
بلع "نهاد" ريقه وقد شعر بتوتر لا يدرى مصدره .. لعل عيناها .. لعل حديثها .. لعل نبرة صوتها .. قاطعته بوقوفها قائله :
- أستأذن دلوقتى وأسيبك تكمل شغلك
ثم انحنت تستند الى المكتب بكفيها تنظر الى عينيه مباشرة قائله بنعومه :
- بس أكيد هنتقابل تانى .. دلوقتى فى بينا بيزنس .. يعني هنتقابل كتير
خرجت تتغنج فى مشيتها .. أما "نهاد" فقد ازداد توتره ...و ... ضيقه !

*****************************************

سار "مهند" بسيارته شارداً فى شوارع القاهرة المزدحمة عائداً من عمله .. طرق الى ذهنه التغيير الذى طرأ على عمه .. حدسه ينبأه بأن هذا التغيير وراءه حدث مرتقب .. لكنه قال لنفسه .. لا داعى لأن نسبق الأحداث .. وحتى إن كان يفكر فى الزواج فهذا من حقه ولا يشئ يمنعه .. رغماً عنه شعر "مهند"بالشفقة على زوجة عمه هذا إذا ما كان يفكر حقاً فى الزواج .. فهى ستدخل وكر الأفاعى بقدميها وبالتأكيد لن تجد ترحيباً من العائلة .. وحتى إن وجدت ترحيباً فسيكون ظاهرياً فقط .. أما النفوس فستظل تكن لها الضغينه .. تنهد "مهند" بحسرة على حال عائلته التى ستمنى من كل قلبه صلاح أحوالهم .. فزينة الدنيا وزخرفتها ألهتهم بشكل كبير .. حتى لم يعد لهم هماً سوى السعى خلفها .. حانت منه التفاته ليجد شابين يتشاجران مع امرأة كبيرة ويدفعانها بأيديهما .. بدأ الزحام فى التحرك رويداً رويداً .. لكنه انحنى بالسيارة على جانب الطريق وأوقفها .. نظر الى الخلف ليجد الشابين يتطاولان عليها بشدة بالصراخ تاره وبالدفع تاره والناس من حولهم يمرون مرور الكرام .. فلعل أحدهم يلقى نظرة وآخر لا يبالى حتى بنظرة !
خرج "مهند" من السيارة وتوجه ليقف قبالتهم قائلاً :
- فى ايه يا شباب ؟
كان الشابان منهمكان فى الصراخ على المرأة فلم يلتفت أحدهما الى "مهند" .. دفع أحدهما المرأة فى كتفها فأمسك "مهند" بقبضته وأرجعه الى الوراء بعيداً عن المرأة .. هنا التفت الشاب اليه وصاح :
- ايه فى ايه ؟
نظر اليه "مهند"بغضب قائلاً :
- ميصحش انك تمد ايدك على واده فى سن والدتك
بكت المرأة وقالت منتحبه :
- حسبي الله ونعم الوكيل فيك .. ربنا ينتقم منك
اندفع الآخر نحوها قائلاً :
- عايزة ايه يا تييييييييييت .. يلا امشى من هنا بدل تيييييييييييييييييييت
جذبه "مهند" من ذراعه بحجه وصرخ فى وجه :
- احترم نفسك .. عملتلك ايه عشان تشتمها كده
صاحت المرأة تشتكى باكية الى "مهند" مستنجده به :
- والله ما عملتلهم حاجه .. أنا حطه الأقفاص دى وبشوى درة .. هما مالهم ومالى
قال أحد الشابين صارخاً فى وجه المرأة :
- قولتلك غورى من هنا و متعديش جمب المحل بتاعنا
التفت الشاب الآخر وقال لـ "مهند" :
- يا بيه ينفع واحدة تشوى درة جمب محل ورد .. تروح تشوفلها أى مصيبة تانية تشوى أصادها
انتحبت المرأة وقالت :
- وفيها ايه لو كنت جيت قولتلى الكلام ده براحه بدل ما تقل أدبك انت وهو
اندفع الشاب هاتفاً :
- أنا بأه قليل الأدب ومش متربى .. عايزة ايه انتى يا تييييييييييييت
لكمه "مهند" فى كتفه وقال بصرامة :
- اتقى ربنا بأه .. خلاص خلصنا .. اتفضل ادخل انت وصحبك المحل بتاعكوا
لملمت المرأة أغراضها فى قفص كبير وحملته باكية وهمت بالمغادرة .. تطلع "مهند" الى وجهها الباكى وملابسها الرثة وقال :
- انتى كويسة
انتحبت مرة أخرى وهى تقول بألم :؟
- حسبي الله ونعم الوكيل .. كل ما أجى أعد فى حته .. واحد ييجى يكرشنى ويقولى قومى من هنا .. هنعمل ايه يا ابنى محدش مرتاح .. مفيش راحه الا فى الموت .. بس حتى الموت مش طايلينه
رق قلب "مهند" لحالها .. لم تتوقف عن الحديث وكأنها تخرج هماً حبيساً فى صدرها فاض بها .. أكملت منتحبه وامارات الألم على وجهها :
- أعمل ايه الغلبان فى الدنيا دى ملوش عيش .. ان كان عليا أنا مش عايزه حاجه من الدنيا .. وأهو اللى جاى مش أد اللى رايح.. بس أعمل ايه فى البت الغلبانه اللى فى رقبتى .. أهل خطيبها قالولى لو مجهزتهاش على الشتا الجاى هيفسخوا خطوبتها .. ومحدش من اخواتها راضى يساعدنى بمليم أحمر .. كله متجوز وله بيته وبيقول ياله نفسى .. أعمل ايه يعني اسيبها خطوبتها تتفسخ وتتقهر وتقهرنى معاها .. قولت انزل اشتغل اى حاجه اهو احاول اعمل اى حاجه تسد مع المعاش اللى باخده وربنا كريم
ثم قالت بحنق :
- ربنا كريم بس الناس وحشه ونفسوها وحشه .. يلا هعوذ ايه من الغريب اذا كان ولادى اللى من لحمى ودمى رمينى انا واختهم رمية الكلاب .. بأه الغريب هو اللى هيحن عليا
مسحت دموعها فى طرف حجابها وانحنت تحمل القفص الكبير وتضعه فوق رأسها وهى تنظر اليه بإمتنان قائله :
- معلش يا ابنى عطلتك .. ربنا يكفيك شر طريقك
همت بالانصراف فاستوقفها "مهند" قائلاً :
- استنى يا حجه
وقفت تنظر اليها بأعينها أنهكها البكاء .. وقدمين تقف عليهما فى اعياء .. قال "مهند" مشيراً الى السيارة :
- تعالى معايا يا حجه
نظرت اليه المرأة فى ريبة .. فأكمل شارحاً :
- أنا بشتغل فى شركة كبيرة .. كنت مروح .. تعالى هخدك للشركة وأحاول اشوفلك شغلانه هناك
نظرت اليه المرأة بتأثر وقالت بحيرة :
- ان شاله يخليك .. بس هشتغل ايه أنا فى شركة .. أنا حتى لا بعرف أقرأ ولا بعرف أكتب
ابتسم "مهند" وقال مشيراً بكفه الى السيارة :
- تعالى بس معايا وهنتصرف ان شاء الله
أمسك "مهند" منها القفص الكبير ووضعه فى صندوق السيارة .. فتح لها الباب والتف ليركب .. وقفت المرأة أمام الباب المفتوح بإستحياء .. ثم انحنت تنظر اليه قائله :
- يا ابنى هدومى مش نضيفه .. هوسخهالك
ابتسم "مهند" قائلاً :
- اركبى ولا يهمك
ركبت المرأة وهى شتعر بالرهبة الشديدة ففخامة السيارة من الداخل لا تختلف عن فخامة خارجها .. انطلق بها "مهند" عائداً الى الشركة مرة أخرى .. نزلت المرأة معه لتشعر برهبة أكبر وهى تدخل تلك الشركة ببنيانها الفخم الأنيق .. دخل "مهند" مكتبه وطلب من المرأة الجلوس بينما استدعى أحد الموظفين الى مكتبه عن طريق الهاتف .. جلست المرأة تنظر حولها فى رهبة شديدة .. طلب لها "مهند" كوباً من العصير شربته بنهم فقد أضناها العمل الطويل فى ذلك الصيف شديد الحرارة .. دخل الموظف الى مكتب "مهند" فطلب منه ايجاد عمل فى الشركة لتلك السيدة .. التفت الموظف ينظر اليها ثم ينظر الى "مهند" وهو يؤمئ برأسه .. أخذ "مهند" الرجل جانباً وقال له :
- خلى بالك .. أنا معرفهاش كويس .. يعني حطها تحت الاختبار .. فهمنى طبعاً
أومأ له الرجل برأسه قائلاً :
- متخفش يا بشمهندس
قبل أن تخرج المرأة بصحبة الموظف دس "مهند" فى يدها مبلغ لا يعلم هو ذاته بقيمته .. فقط أخرجه من جيبه واحتسب أجره عند الله .. التمعت الدموع فى عين المرأة فقط لتنتحب من جديد .. انحنت تمسك يد "مهند" لتحاول تقبيلها لكنه أبعدها عنها قائلاً :
- بتعملى ايه يا حجه الله يصلح حالك
قالت بحزم بأعينها الممتلأه بالعبرات :
- أنا واحدة فقيرة صحيح .. ومقدرش أردلك جميلك فى يوم من الأيام .. بس أنا هكافأك بطرقتى
نظر اليها "مهند" مبتسماً وقال :
- وأنا مش عايز مكافأة ولا حاجة .. ويارب ترتاحى فى الشغل معانا .. أى حاجة تحتاجيها تعاليلى مكتبى
أومأت المرأة برأسها وهى تنصرف برفقة الموظف .. لكنها التفتت قبل أن تغلق الباب خلفها وقالت له بحزم وثقه :
- برده هكافأك
نظر اليها "مهند" مبتسماً .. ثم عغادر المكتب متوجهاً الى الفيلا .. دون أن يدرى أن مكافأة المرأة لن تنسى صنيعه معها قط .. وأنها ستكافئه كما وعدت .. مكافأة لا يقدر عليها سواها !!

************************************

تم اعلان حالة الطوارئ فى فيلا "زياكيل" .. حفلة غير متوقعة .. وغير معلومة الأسباب .. تم دعوة الجميع اليها .. دون أن يكون لأحدهم أدنى فكرة عن سبب الحفلة .. فقط وصلت لكل منهم رسالة من "عدنان" فحواها :
- تزينوا وتأنقوا .. أنتظركم فى الفيلا الليلة .. حفلة خاصة جداً .. "عدنان زياكيل"
رسالة غريبة مبهمة .. والأغرب من ذلك أن هاتفه ظل مغلقاً طوال اليوم .. لكن الجميع بلا استثناء استجابوا للدعوة .. التفوا فى حجرة الصالون على غير عادة لقاءاتهم فى غرفة المعيشة .. وكان هذا بترتيب من "عدنان" .. رتبت "لميس" كل شئ كما أمرها .. ذهل الجميع من الزينه المعلقة وأصناف الحلوى الكثيرة المعدة والتى تكفى جيشاً .. نظر كل منهم الى الآخر فى دهشة .. لا يوجد مدعوون غيرهم .. فقط أفراد العائلة .. فلما ستجمعون فى حجرة الصالون بدلاً من غرفة المعيشة !

سمعوا صوت سيارة فى الخارج .. فتنبأوا بوصول "عدنان" .. اتسعت أعين الجميع دهشة وهم ينظرون الى "عدنان" بحلته السموكن السوداء .. شعرت "يسرية" بالحنق .. وتوترت أعصاب "كوثر" فيما نظر اليه "علاء" وقد فغر فاه دهشة .. قال "حسنى" ببرود :
- ايه ده يا "عدنان" ؟
لم يجيبه "عدنان" بل وقف قبالتهم وأخذ يجول ينظرة في وجوههم .. فهم على وشك سماع صدمة كبيرة أعدها لأفراد عائلته .. قال "عدنان" وهو يبتسم بسعادة :
- عندى ليكوا مفاجأة
توجس الجميع خيفه .. فيما جلس "مهند" يتابع ما يحدث بعينيه دون تعبيرات ظاهره على وجهه .. قالت "فريدة" بإستغراب :
- خير يا عمو ؟
نزع "عدنان" فتيل القنبلة لتنفجر فى وجوههم :
- اتجــــوزت !
سمع شهقات متتالية دون أن يتبين تحديداً مصدرها .. فبدا وكأنها خرجت من فم الجميع .. وقبل أن يفيقوا ويلملموا أشلائهم التى مزقتها القنبلة .. خرج "عدنان" من الغرفة ليعود ويده ممسكه بيــــد ... "سمـــر" ! ... ومن خلقها "فيروز" فى كامل زينتهما وأناقتهما
اذا كانت الشهقات الأولى هى شهقات استنكار .. فهذه المرة خرجت صيحات استنكار .. تأمل الجميع تلك الفتاة الشابة عادية الملامح مثيرة الملابس .. تقف موفوعة الرأس يدها بيد "عدنان" .. انزلقت يده من يدها ليحيط خصرها بذراعه يقربها من جسده وهو لايزال ينظر الى وجوههم قائلاً بتشفى :
- أأقدملكم "سمر" .. مراتى
ألجم لسان الجميع .. حتى أن أحدهم لم يقل كلمة "ميروك" .. فقط ينقلون نظرهم من "عدنان" الى "سمر" .. الى "فيروز" .. كانت "فيروز" تتطلع اليهم بتكبر وكأنها تنظر اليهم من برج عاجى .. مبتسمة فى سعادة .. أما "سمر" .. فكانت منكسة الرأس تاره .. مرفوعة الرأس تارة أخرى .. تمر بعينها فى وجوههم بتوتر .. تبلع ريقها بصعوبة .. مشاعر كثيرة مضطربة تجتاحها .. نفسها يضيق .. تلمست ذراعها المشلول .. والذى وضعته فى ضمادة زرقاء معلقة الى رقبتها فالناظر اليها يخيل له بأن ذراعها مجبر !

صفق "عدنان" بيده قائلاً بمرح :
- ايه يا جماعة .. مش همسع كلمة مبروك أنا والعروسة ولا ايه .. ده النهاردة ليلة دخلتنا
نكست "سمر" رأسها الذى احمر خجلاً وهى تشعر بتوتر بالغ .. أول من أفاقت من حالة الذهول تلك هى "انعام" .. تقدمت من "سمر" وهى تحاول جاهدة رسم بسمة على ثغرها وهى تقول :
- مبروك يا عروسة
ابتسمت لها "سمر" بتوتر وهى تتأمل ملامحها .. بدت لها كسيدة طيبة عكس النفور الذى شعرت به من نظرات "يسرية" .. حاول الجميع الاندماج التحدث والتهنئة .. بدت التهنئة بارده خاليه من أى مشاعر حقيقية .. عقد "مهند" جبينه بشدة .. لا ينكر حق عمه فى الزواج .. لكن تلك فتاة الشابه ! .. ما الذى يدفع فتاة شابه كتلك للزواج من رجل فى مثل سن عمه .. ظهر على جانب فمه ابتسامة ساخرة وقد أدرك السبب !

وقفت "فريدة" وتوجهت الى "سمر" قائله :
- أهلا بيكي .. أنا "فريدة"
سلمت عليها "سمر" قائله بصوت متوتر :
- أهلا بيكي يا "فريدة" .. أنا "سمر"
تقدمت "نهال" الى الأخرى وهى تنظر اليها بتمعن تتفحصها من رأسها الى أخمص قدميها تقدم نفسها اليها هى الأخرى .. قدم "عدنان" فيروز" الى الجميع قائلاً :
- مدام "فيروز" زوجة والد "سمر" الله يرحمه .. هتقيم معانا هنا فى الفيلا
ثم التفت ينظر اليها بنظرة ذات معنى قائلاً بحزم :
- مؤقتاً
تجاهلت "فيروز" كلمته الأخيرة وابتسمت وهى تصافحهم واحد تلو الأخر فى تعالى .. الى أن تقدم "مهند" لتهنئة عمه قائلاً :
- مبروك يا عمى
قال "عدنان" بمرح :
- الله يبارك فيك يا "مهند"
التفت ليقدم ابن أخيه الى "فيروز" وقال :
- مدام "فيروز" زوجة والد "سمر" الله يرحمه .. "مهند" ابن أخويا
مدت "فيروز" بدها لتسلم على "مهند" قائلاً بتعالى :
- أهلاً "مهند"
لكن يدها ظلت معلقة فى الهواء .. قال "مهند" ببرود :
- آسف مبسلمش
أعادت "فيروز" يدها الى جوارها وابتسامتها تتلاشى ليحل محلها شعور بالغضب لهذا الاحراج الذى تعرضت له .. التفت "عدنان" لينادى :
- "سمر"
التفتت "سمر" التى كانت توليه ظهرها واقتربت منه .. وقفت أمام "مهند" مباشرة وهى تنظر الى "عدنان" الذى قال مبتسماً :
- أأقدملك "مهند" ابن أخويا .. "مهند" أأقدملك "سمر"
بتلقائية رفعت "سمر" عينيها لتنظر الى "مهند" وهى تمد كفها اليه للمصافحة .. التقت عيناها بسواد عينيه القاتم فقط لتشعر بشعور غريب وكأنها تغوص فى بحر حالك الظلمات فى ليلة اختفى فيها القمر .. ثانيتين هى مدة الغوص فى ذلك البحــر .. قبل أن يرفع "مهند" كفه لـــ .. ليصافحهـــا .. ملتقطاً كفها الرقيق فى كفه التى شعرت بقوته وخشونته بمجرد تلامس أيديهما .. وللمرة الثانية تشعر بشعور غريب حينما غاصت يدها فى بحــر يده .. دام تلاقى أيديهما ثانيتين .. لتفترق مرة أخرى !

Comments
0 Comments

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق