روايات منى سلامة

روايات دكتورة منى سلامة
للتواصل مع الكاتبة:
الفيس بوك
الصفحة العامة

الانستجرام

شريط سينيمائى قصة قصيرة بقلمى بنوتة أسمرة


جلست متكأة على الأريكة وقد تجعد جبينها فى غضب .. لا تتذكر متى بدأت تلك المشاحنات بينهما , لكنها تتذكر جيداً أنها لم تتوقف قط !
لكن هذه المرة ليس كسابقاتها فالخطب جلل .. لم تنتهى المناوشات هذه المرة بالتراشق بالكلمات الغاضبة التى من الممكن نسيانها ومحو آثارها .. بل انتهت بقولها :
- طلقنى !


مرت الذكريات أمام عينيها الزجاجيتان الحائرتان كشريط سينيمائى بالأبيض والأسود .. تذكرت كيف زُوجت دون رغبة حقيقية منها .. فلم يكن ذلك الرجل التى تقدم لها والذى أشاد به الجميع كفارس أحلامها ومن كان يداعب خيالها الخصب .. كان الأمر واقعى أكثر مما تحتمل .. هفت نفسها لتلك الكلمات العذبة الرومانسية الحالمة التى تسمعها فى الأفلام والمسلسلات .. ودت لو خفق قلبها له بتلك الطريقة التى تقرأ عنها فى القصص والروايات .. اشتاقت أن تسمع منه كلمات تدغدغ أحاسيسها وتشعرها كم هى مفعمة بالأنوثة .. حلمت بأن يكتب لها أشعاراً تجعلها تتورد كزهرة فى بستان ....

حتى مواصفاته الشكلية لم تشجعها على الشعور كبطلات الأفلام التى تشاهدها .. تعلم أنها فى كثير من الأحيان تفتعل الشجار معه لا لشئ سوى لشعورها بالإحباط لعدم استطاعته اشباع احتياجاتها العاطفية .. تنهدت فى حسرة وهى تقول فى نفسها :

- ليتك أكثر شاعرية .. وأكثر رومانسية .. ليتك تستطيع أن تذيب قلبي بكلماتك كما تُذيب النار الجليد .. لكنك يا زوجى لا تأبى لمشاعرى وعواطفى وأحلامى .. لم أعد أحتمل .. أريد رجلاً أنتشى من رقة كلماته .. وأرتجف من سحر نظراته .. وأثمل من عذوبة همساته


توقف الشريط السينيمائى فى منتصفه للحظات .. ثم عاد ليُكمل سيره الرتيب لكن هذه المرة كانت الصور ملونة .. مرت احدى الصور أمامها فتذكرت ذاك اليوم جيداً .. مرضت وظلت طريحة الفراش .. فجلس بجوارها يمسح بيده حبات الندى التى نبتت فوق جبينها .. وضع كفه على موضع الألم يرقيها .. وها هى صورة أخرى تمر أمامها لتذكرها بيوم آخر .. انقطع التيار الكهربى فشعرت بالخوف والهلع فما لبثت أن شعرت بذراعيه تحيطانها ويقربها منه فتستمد من دفء جسده الأمن والأمان .. وذلك اليوم الكئيب حينما فقدت عزيزاً .. ظل بجوارها يمسح دمعها ويردد على مسامعها كلمات المواساة والحث على الصبر .. وصورته وهو يبثها شوقـه فى ليالي الشتاء الباردة .. وتلك الصورة التى تراها يومياً .. ها هو عائداً من عمله والبسمة على ثغره ويده محمله بما تشتهيه نفسها .. جالت بنظرها فى بيتها الذى يأويها بجدرانه التى تشهد ذكريات ثلاث سنوات بحلوها ومرها .. بهدوئها وعصفها .. حتى ذرات الهواء تحمل عبقاً خاصاً مميزاً لن تجده فى مكان آخر .

ترقرق الدمع فى عينيها كترقرق صفحة الماء تحت ضوء القمر .. وثب قلبها من مكانه عندما سمعت صوت المفتاح يدور فى الباب .. وقفت لتواجهه .. ازدادت سرعة خفقات قلبها وهى تنظر اليه معلقة عيناها بشفتيه تخشى أن يلبى طلبها الذى صرخت به منذ قليل .. وقف ساكناً ينظر اليها .. ثم ما لبث أن قال :

- قد لا أجيد صوغ الكلمات المنمقة .. والأشعار الحالمة .. قد لا أستطيع أن أكون بالرومانسية التى تريدين .. لكنى أحبكـ زوجتى .. قد لا أقولها بلسانى .. لكننى أقولها بكل جوارحى



عندما أتألم لألمك فأنا أحبكـ
عندما أحميكِ وأسكنك تحت جناحى فأنا أحبكـ
عندما أهب لكِ ما تريدين فأنا أحبكـ
عندما أحب قربك وأبغض بعدك فأنا أحبكـ
عندما أكون أنسيك وجليسك وونيسك فأنا أحبكـ
عندما أمرر أصابعى بين خصلات شعرك فأنا أحبكـ
عندما تحتويكِ نظرات عيناى فأنا أحبكـ
عندما ترتجف شفتاى لذكر اسمك فأنا أحبكـ
عندما تطرب أذناى لسماع صوتك فأنا أحبكـ
عندما يرقص قلبى فرحاً لمرآى ابتسامتك فأنا أحبكـ
عندما أدعو لكِ فى صلاتى وسجودى فأنا أحبكـ
عندما لا أرى من نساء الدنيا سواكِ فأنا أحبكـ
عندما أعود اليكِ الآن لأقول لن أطلقكِ فأنا أحبكـ


اختفى نصف الشريط الأول من عقلها حتى لم تعد ترى سوى نصفه الملون .. تساقطت احدى اللئالئ فوق وجنتها قبل أن تحيط عنقه بذراعيها تتشبث به بقوة قائله والبسمة على ثغرها :
- هنيئاً لى بحب رجل يقولها بقلبه قبل لسانه
Comments
5 Comments

هناك 5 تعليقات:

  1. جمييلة :)

    ردحذف
  2. جميله تسلم ايدك

    ردحذف
  3. على فكرة انا مش طالبة أكثر من كدة وبرضة غير متوفر ومع كده بحبه جدا ومش متخبلة حياتى من غيره

    ردحذف
  4. جمييله^o^

    ردحذف