روايات منى سلامة

روايات دكتورة منى سلامة
للتواصل مع الكاتبة:
الفيس بوك
الصفحة العامة

الانستجرام

الفصل الرابع والعشرون من رواية العشق الممنوع


عادت سيارة "مهند" يقودها "بشير" والي جواره "دياب" .. تتبعها سيارة "عدنان" يقودها بنفسه والي جواره "مهند" و في الخلف "سمر" يبدو عليها التعب و الارهاق .. استقبلهم الجميع محاولين الاطمئنان علي صحة "سمر" و علي حملها ! .. طمأنهم "عدنان" قائلا:
- الحمد لله هي بخير واللي في بطنها بخير
ظهر علي وجه "مهند" امارات الضيق .. وصعد متوجها الي غرفته .. اقتربت "بيسان" من "سمر" وعانقتها قائله :
- حمدالله علي سلامتك يا "سمر" .. الحمد لله انك بخير والبيبي بخير
قالت "فريدة" :
- سلامتك يا "سمر" .. الحمد لله انك كويسه ....


توجه الجميع برفقة "سمر" الي غرفة النعيشة بينما صعدت "فريدة" الي غرفه "مهند" .. طرقت الباب فأذن لها بالدخول .. نظرت اليه بقلق قائله :
- رجعت ليه .. مش كنت هتسافر .. خلاص "سمر" بأت كويسه
تمتم بخفوت وهو مطرقا برأسه :
- غيرت رأيى .. مس هساقر
ثالت بحدة :
- ليه يا "مهند" مش هتسافر
نظر اليها بإنهاك قائلا :
- هقولك بعدين .. لما كل حاجه تتكشف
رفعت حاجبيها بإستغراب وهي تقول :
- هو ايه ده اللي يتكشف ؟ .. مش فاخمة كلامك
وقف "مهند" قائلا بحزم :
- "فريدة" قولتلك هشرحلك بعدين .. ممكن تسبيتي دلوقتي لاني مرهق جدا ومحتاج أرتاح شويه
غادرت "فريدة" الغرفة بتبرم وهي تشعر بالقلق علي أخيها .. وقلب أخيها !

****************
نزل "عادل" من سيارته أمام فيلا "زياكيل" وهو يقول بتهكم :
- هو أنا مفيش ورايا الا العيلة دي ولا ايه .. ده باينه مرار طافح
كالعادة .. اتخذ "عادل" من مكتب "عدنان" مكانا لبدء التحقيق بينما كان فريقه يفحصون مكان الحريق لمعرفة أسبابه .. أول من استمع الي شهادته هي "سمر" التي قالت :
معرفش ايه اللي حصل .. أنا فوقت لقيت نفسي في المستشفي
قال "عادل" بإهتمام :
- يعني مشوفتيش النار .. مشمتيش ريحة الدخان
هزت "سمر" رأسها نفيا وقالت :
- لا خالص
قال "عادل" وهو يحك ذقنه مفكرا بإمعان :
- طيب احكيلي اللي حصل من أول ما دخلتي الأوضة .. وعل شوفتي فيها حاجه غريبة ولا لأ
قال "سمر" شارده وهي تتذكر :
- أنا طلعت أريح في الاوضة زي كل يوم .. بنام شويه بعد ما برجع من الشغل .. وطلبت العصير بتاعي شربته .. ودي اخر حاجه انا فاكراها .. ممكن أكون نمت من الارهاق وعيني غفلت من غير ما أحس
قال "عادل" وهو ينظر اليها بإهتمام:
- انتي متوعده تشربي عصير كل يوم
- أيوة .. بعد الغدا .. انا بشربه معاهم . أو بطلع أشربه في أوضتي
- ومين اللي بيجبهولك .. بتعمليه بتفسك ؟
- لأ .. الشغاله هي اللي بتعملهولي .. دي واحدة مسؤله عن كل حاجه خاصه بيا من يوم ما جيت الفيلا
- وبعد ما حبتلك العصير ايه اللي حصل
قالت "سمر" مؤكدة:
- خرجت وأفلت أنا الباب وراها بالمفتاح
- علي طول بتقفليه بالمفتاح ؟
- أيوة
- المفتاح له نسخ تانيه
- 3 نسخ .. وواحدة مع "عدنان" وواحدة مع مدام "لميس"
-مديرة الفيلا مش كده
-أيوة
شرد "عادل" وهو يقول في نفسه ها هو ذالك الاسم يتردد مرة أخرى !

جلس "عدنان" أمام "عادل" مجيبا:
- الأوضه ملهاش الا 3 مفاتيح بس .. ومستحي حد يطلع علي المفتاح حتي لو سرقه .. الكالون ده أنا جايبه من بره .. مينفعش يطلع للمفتاح بتاعه نسخ تانيه
- طيب بتشك في حد معين .. مدام "لميس" مثلا
قال "عدنان" بحزم :
- لا طبعا مستحيل أشك فيها
رفع "عادل" حاجبيه بدهشه .. ها هو للمرة الثانية يدافع عن مدبرة منزله بقوة .. قال "عادل" :
- طيب تفسر بايه الحريقه اللي خصلت .. واللي الخبرا بتوعنا اللي فحصوا الاوضه دلوقتي أكدوا انها بفعل فاعل .. حد ولع في الفرش اللي في البلكونه .. تفسر ده بايه
قال "عدنان" بوجوم :
- معرفش .. حقيقي معرفش

قال خادمة "سمر" علي الفور :
- أنا اديت لمدام "سمر" كوباية العصير وخرجت وسمعتها وهي بتقفل الباب ورايا بالمفتاح
- مخدتيش بالك من حاجه غريبه
- لا أبدا .. أنا اديتلها كوباية العصير ونزلت علي طول



قالت "لميس" بأعين دامعة :
- لا طبعا مش ممكن أعمل كده .. وأنا ايه مصلحتي في أذية مدام "سمر"
قال "عادل" بلؤم :
- يعني ممكن تكوني شايفاها أخدت من البيت ده حاجه كانت عينك عليها .. وخبر الحمل كان القشة اللي قطمت ظهر البعير
احتدت "لميس" هاتفه :
- لو سمحت مسمحلكش تكلمني كده .. أنا واحده محترمة
قال "عادل" بلؤم :
- طيب اديتي مفتاح الاوضه لحد ؟
قالت بحزم:
- لا مستحيل أديه لحد لان "عدنان" بيه طلب مني كده .. حتي البنت اللي بتنضف وبتشوف طلبات مدام "سمر" .. أنا اللي بفتحلها الأوضة بنفسي وبقف لحد ما تخلص تنضيف وتخرج وأقفل وراها

احتار "عادل" بشدة .. وظل يفرك ذقنه بعصبيه اندثرت فجأة عندما دخلت "فريدة" علي استحياء .. لمعت عيناه وهو يشير اليها بالجلوس أمامه ويطلب من أحد العساكر أن يأتي بكوب عصير ليمون ثم التفت اليها يقول ضاحكا :
- شكلك متماسك النهاردة .. مش منهاره كالعاده .. ولا عشان المرة دي مفيش جثث .. عامة طلبتلك اللمون احتياطي عشان لو انهرتي فجأة
أطرقت رأسها وهي تحاول ألا تبتسم .. تنحنح ثم تحدث بجديه قائلا:
- قوليلي بأه اللي تعرفيه عن الحريقة اللي حصلت
قالت "فريدة" مقطبة الجبين :
- كنت في الجنينه .. سمعت "دياب" الحارس اللي علي البوابة بيصرخ وبيقول حريقه .. بعدها شوفته هو و "مهند" بيجروا ناحية الفيلا فجريت وراهم .. وكسروا الباب وطلعوا "سمر" من الأوضة وخدوها علي المستشفى
أومأ "عادل" برأسه وهو يفكر في كلامها قائلا بمكر مبتسما :
- طيب ملكيش أي توقعات المرة دي .. زي توقع المرة اللي فاتت بتاع ان اللي مقصود بالقتل هو الجنايني
قالت "فريدة" بحماس :
- أيوة عندي توقع .. صحيح هو مبني علي مجرد احساس .. بس ممكن يكون بداية الخيط
استمع لها "عادل" في انتباه .. انتباه شديد !

*************************

طرقت "فريدة" غرفة "بيسان" التي تقيم بها في الفيلا .. فتحت "بيسان" ورسمت ابتسامة باهته علي شفتيها وهي تدعو "فريدة" للدخول .. جلست "فريدة" أمامها علي الأريكة المواجهة للفراش وهي تقول :
- "بيسان" في حاجه حصلت بينك وبين "نهاد" ؟
اضطربت "بيسان" وقالت :
- لا أبدا ليه بتقولي كدة .. أنا بس حبيت أغير جو أنا و "فريد" مش أكتر من كدة
لم تقتنع "فريدة" بتلك الكلمات كمبرر علي بقاء "بيسان" في الفيلا بدون "نهاد" ! .. لكنها قالت :
- أنا مش قصدي أتدخل في خصوصياتك .. بس أنا حابه أتطمن عليكي
عندها لم تستطع "بيسان" الاستمرار في التظاهر بأن كل شئ علي ما يرام وانفجرت في البكاء .. نهضت "فريدة" من فوق الأريكة وجلست بجوارها علي الفراش وهي تربت علي ظهرها قائلا :
- خلاص يا "بيسان" .. كفايه .. اهدي
حاولت "بيسان" السيطرة علي عواطفها وهي تمسح عبراتها بأيدي مرتجفه وتقول :
- أنا كويسه .. كويسه
نظرت اليها "فريدة" بأسى قائله :
- لو تحبي تتكلمي معايا اتكلمي .. وكوني واثقه ان محدش هيعرف أبدا
قالت "بيسان" ووجها ينطق بالألم :
- نفسي فعلا أتكلم مع حد وأخرج اللي جوايا يمكن أرتاح شويه .. بس مش هقدر .. مش هقدر أبدا أفشي سر "نهاد" وأخلي صورته تتهز أدام أي حد
لاحت الابتسامه علي شفتي "فريدة" وهي تقول:
- انتي عاقله أوي يا "بيسان" .. ما شاء الله عليكي
قالت "بيسان" بمراره :
- ياريت العقل ده كان فادني .. بس للأسف مافادنيش
قالت "فريدة" بحنان:
- بصي يا "بيسان" صحيح أنا معرفش ايه هي المشكلة اللي بينك وبين جوزك بس أنا عارفه الحل
نظرت اليها "بيسان" بإهتمام فأكملت "فريدة" بثقه :
- لو عايزين البركة تدخل حياتكم وعلاقتكم ببعض .. لازم تقربوا من ربنا أكتر من كدة .. ما عند الله لا ينال الا بطاعته .. صحيح "نهاد" بيحبك وانتي بتحبيه .. بس الحب مش كفاية أبدا عشان يعصم الواحد من الزلل .. لازم يبقي في جواكي وجواه خوف واحساس بالمراقبة .. ومش انتي وجوزك بس .. لا .. كلنا لازم نستشعر احساس اننا متراقبين في كل ساعة وكل لحظة .. وان مفيش حاجه بنقولها ولا بنعملها ولا حتي بنفكر فيها الا وربنا بيعلمها .. سبحانه وسع علمه كل شئ .. الخوف من ربنا والقرب منه هو اللي هيحمينا من الوقوع في الغلط
ثم قالت وهي تنظر الي "بيسان"بإمعان وقد استشعرت في نفسها سبب الخلاف :
- مهما كان "نهاد" بيحبك يا "بيسان" .. مش حبك هو اللي هيمنعه من انه يغلط .. لازم يخاف من ربنا قبل ما يخاف منك .. لازم يخاف انه يغضب ربنا قبل ما يخاف انه يزعلك .. لازم يندم علي غلطه في حق ربنا قبل غلطه نحيتك
فكرت "بيسان" فيما قالت "فريدة" ثم تنهدت قائله :
- معاكي حق يا "فريدة" .. معاكي حق .. أنا كنت فاكرة ان الحب ده أقوي حاجه في الدنيا .. وهي اللي تخلي أي راجل مخلص لمراته .. وأي واحدة مخلصه لجوزها .. بس الكلام ده فعلا غلط .. الحب مش أقوي حاجه تمنع الانسان من انه يغلط .. زي ما قولتي الخوف من ربنا و من عقابه أقوي من الحب بكتير
ابتسمت "فريدة" وهي تربت علي كتفها قائله :
- وأنا اللي أعرفه عنك انك عاقله يا "بيسان" وهتقدري نعدي من الأزمة دي .. "نهاد" ابن عمي كويس مش وحش .. بس هو زي رجاله كتير أقصي طموحاته من الدنيا انه يتجوز ويخلف ويبقي عنده شقه وعربيه وحساب في البنك .. مبيفكرش في اللي أبعد من كده .. ودي مهمتك انتي .. تاخدي بإيد جوزك واحدة واحدة وتعرفيه الطريق الصح
ثم ألقت "فريدة" نظرة علي حجاب "بيسان" القصير وملابسها الضيقه وهي تقول:
- بس لازم تغيري من نفسك الأول .. تتغيري من بره وجوه .. ازاي هتعنيه علي الصح وانتي بتعملي الغلط ؟ .. ربنا بيقول "أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم"
أومأت "بيسان" برأسها وهي تقول :
- معاكي حق .. لازم أبدأ بنفسي الأول
ثم شردت قائله بصرامة في نفسها :
- لازم أحافظ علي بيتي من أي حية عايزه تهده فوق دماغي .. مش ممكن أدي الفرصة لواحدة حقيرة انها تخطف جوزي مني
ثم لمعت عيناه بخبث وهي تردد في نفسها :
- بس لازم أسيب "نهاد" كده شويه .. عشان يتربي

*************************

التف الجميع حول طاولة الطعام ..أقبلت "سمر" فرفع "مهند" رأسه علي الفور يتأملها الي أن جلست .. قالت لها "انعام" بحنان :
- ازيك دلوقتي يا "سمر" ؟
ابتسمت "سمر" قائله :
- بخير الحمد لله
رفعت عيناها الي "مهند" الجالس أمامها لتجده ينظر اليها فأشاحت بوجهها علي الفور ..حضرت خادمة "سمر" لتعطيها هاتفها .. قالت "فريدة" الي الجميع :
- علي فكرة أنا عرفت من الظابط "عادل" ان القاتل اللي قتل الحارس فاق من الغيبوبة .. وقال معلومة مهمة جدا
التفت اليها الجميع في اهتمام .. وهتفت بها "يسرية" بلهفة :
- قال ايه ؟
قالت "فريدة" وهد تجول بعيناها في وجوه الجميع :
- قال انه كتب ورقه وخباها في الجراج .. والورقه دي فيها اسم الشخص اللي استخدمه عشان يدخل عندنا الفيلا
نظر الجميع الي بعضهم البعض في دهشة .. التفت "مهند" قائلا اليها :
- غربية ايه اللي بخليه يكتب ورقة زي دي .. طيب ليه البوليس مفتش الجراج؟
قالت "فريدة" بلا مبالاة وهي تتناول طعامها :
- الظابط "عادل" بيقول مستنيين أمر من النيابة بتفتيش الجراج
شردت "كوثر " .. بينما نهض"حسني" علي عجل حاملا هاتفه وهو يقول:
- بعد اذنكوا هرد علي التليفون
غادر الغرفة ومن بعده "علاء" .. بينما جلست "انعام" مقطبة الجبين وهي تتمتم بصوت خافت :
- غريبة
عادت "فريدة" لاكمال طعامها وكأن شيئا لم يكن .. دعت الله أن تنجح خطتها التي رسمتها مع .. "عادل" .. للايقاع بالشخص الذي استخدم القاتل وأدخله الفيلا يوم حفلة اصدار "مهند" لكتابه .. فهو نفس الشخص الذي دبر الحريق في غرفة "سمر" !

*************************

مد "دياب" يده الحامله بعلبة قطيفه صغيرة الي "دعاء" مبتسما وهو جالس قبالتها في بيت خالها قائلا :
- اتفضلي
نظرت "دعاء" بدهشة الي العلبة .. فحثها "دياب" قائلا :
- خديها .. افتحيها
أخذتها من يده بعد لحظة توتر وفتحتها لتجد خانما ذهبيا خفيف الوزن .. رفعت عيناها المتسائلتين الي "دياب" فابتسم بخجل قائلا :
- كان نفسي أجيبلك حاجه أكبر من كدة .. بس معلش .. بكرة أجيبلك أحسن منه ان شاء الله
ابتسمت "دعاء" وهي تنظر بسعادة الي الخاتم وتمتم :
- شكرا
اقترب منها "دياب" وجلس علي الاريكة التي تجلس عليها تاركا مساقة بينهما .. توترت "دعاء" وهو يمد يده ليأخذ الخاتم من العلبة ويقول مبتسما :
- عايز ألبسهولك أنا
أخذت تفرك أيديها بتوتر لا تجرؤ علي مد يدها اليه .. مد "دياب" يده ليلتقط كفها بين راحته فاشتعلت وجنتاها خجلا وارتعش كفها وهي مطرقة برأسها .. اتسعت ابتسامة "دياب" وأطل الشغف من عينيه وهو يتأمل خجلها الذي جعل قلبه يرقص طربا .. وألبسها الخاتم .. بضميـــر

**************************

بعد الانتهاء من العشاء جلس الجميع أمام التلفاز .. شعرت "سمر" بعينان مصوبتان تجاهها .. رفعت رأسها ليخفق قلبها بقوة وهي تتطلع الي عيني "مهند" .. أشاخت بوجهها وقد بدا التوتر علي محياها .. كانت "سمر" تجلس علي مقعد كبير في الزاوية البعيدة للغرفة وبجوارها منضدة صغيرة .. نهض "مهند" وتظاهر بأنه يحضر منديلا من فوق المنضده .. وقف خلفها ينحني لالتقاط المنديل و بعد أن أدار عيناه علي الجميع ليتأكد من اندماجهم فيما يشاهدون .. همس بالقرب من أذن "سمر" :
- هستناكي في أوضتي بعد ما الكل ينام
خفق قلبها بقوة وهمست وهي تتطلع الي الجميع بقلق :
- مش هاجي
همس بحزم :
- هتيجي
زمت شفتيها بقوة بينما عاد "مهند" الي مكانه وهو يرمقها بنظراته بين الحين والآخر ..نهضت فجأة واستأذن من الجميع للخلود الي الفراش .. بعد دقائق نهض "حسني" برفقة "عدنان" و توجها الي المرسم للحديث عن العمل .. بقيت "نهال" و "فريدة" و "انعام" و "بيسان"
بقي "مهند" الي أن صعد الجميع الي غرفهم .. ثم صعد الي غرفته .. أخرج هاتفه وأرسل ل "سمر" رساله يقول فيها :
- كلهم ناموا .. وعمي "حسني" مع عمي "عدنان" في المرسم .. مستنيكي في أوضتي
ألقت "سمر" الهاتف من يدها فوق الطاولة في الشرفه وهي تزفر بقوة .. أخذ "مهند" يسير في غرفته بتوتر مجيئا وذهابا الي أن مر أكثر من نصف ساعة دون أن تظهر "سمر"
سمعت "سمر" طرقات علي باب الغرفة فذهبت لفتحها .. اتسعت عيناها دهشة وهي ترى "مهند" واقفا علي أعتاب غرفتها .. هتفت وهي تنظر خلفه :
- انت بتعمل ايه في أوضتي .. "مهند" انت اتجننت
حاولت غلق الباب لكنه دفع الباب بكفه ثم دفعا ودخل الغرفة .. ثم .. أغلق الباب بالمفتاح الموضوع في الباب .. هتفت "سمر" بحدة:
- انت اتجننت .. اتفضل اطلع بره .. افرض حد شافك
فجأة صاحت "سمر" بألم عندما قبض "مهند" بقوة علي شعرها ودفعها الي الخلف ليلتصق ظهرها بالجدار .. أصدرت آهات ألم وهي تحاول الفكاك من قبضة يده وهي تهتف :
- "مهند" انت اتجننت .. سيب شعري
سحب شعرها للخلف فاضطرت أن ترفع رأسها فالتقت عيناها بعينيه التي تشع غضبا وسمعته بقول بغضب شديد وهو يزيد من ضم قبضة يده علي شعرها :
- فرحانه بيه وبجسمك وعاملالي عرض أزياء من أول ما جيتي ؟ .. عارفه أنا عايز أعمل فيكي ايه دلوقتي .. أديكي كام قلم علي وشك أطفي بيهم النار اللي جوايا
هتفت بغضب وهي تحاول من جديد أن تفلت شعرها من بين أصابعه المتشبثة بها بقوة :
- سيب شعري .. انت ملكش حكم عليا .. ملكش دعوة أبين شعري ولا مبينوش .. ألبس متغطي ولا عريان .. أنا حرة .. آآآآآه
أطلقت صرخة ألم أخري عندما اشتدت قبضته علي شعرها حتي تمزقت شعرتين أو ثلاث بين أصابعه وهو يقول بغضب شديد:
- قسما بالله لو شوفتك من غير حجاب تاني ولا شوفتك لابسه حاجه تبين مللي واحد من جسمك لهديكي حتت علقة .. وأدامهم كلهم ولا هيهمني
علي الرغم من قسوة قبضته علي شعرها وما تشعر به من ألم الا أنها لم تستطع أن تمنع شعور السعادة الذي تسرب اليها وجعل قلبها يخفق بقوة .. لكنها أخفته بداخلها وهي ترسم تعبيرات غاضبة علي وجهها قائله بحده :
- ممكن تسيبني بأه
ترك "مهند" شعرها فأعادت جمع الخصلات المشعثة وهي تتطلع الي عيني "مهند" التي تحولت من الغضب الي الحنان في لمح البصر .. أخفضت بصرها لا تقوي علي مواجهة نظراته التي تتأمل في ملامحها بإمعان خشية أن يفضحها وجهها معلنا عما يعتمل في داخلها من أحاسيس .. سمعته يهمس متنهدا :
- هحتاج فترة عشان أتعود علي شكلك الجديد
رفعت رأسها قائله بكبرياء :
- تتعود أو متتعودش دي حاجة متهمنيش
لكن كبريائها تحطم ومقاومتها تلاشت عندما رفع كفه يمرره علي وجنتها بحنان وهو يحتضنها بعينيه .. اضطربت "سمر" .. ثم .. لاحت في عينيها العبرات تصرخ معلنة عن ألم يشعل النيران داخل صدرها .. همس "مهند" بحنان وهو يمسح بأصابعه احدي العبرات الهاربه من عينيها :
- متعيطيش .. عشان خاطري متعيطيش
اضطرب تنفسها وتسارع وهي تنظر اليه برجاء هاتفه بألم :
- اخرج .. أرجوك اخرج
أطرقت برأسها .. فما كان من "مهند" الا أن أومأ برأسه بهدوء ثم غادر الغرفة في صمت وامارات الأسى علي محياه

***************************

اختفت ابتسامة "دياب" بعدما هتفت "سحر" بسخرية وهي تقلب الخاتم بين أصابعها :
- دهب ده ولا صفيح
قال بجدية :
- دهب طبعا يا "سحر"
قالت وهي تلوي شفتيها :
- ده كام جرام ده .. ده محصلش خاتم أطفال من اللي بيلبسوه للعيال اللي لسه مولودين .. هتكسف طبعا ألبسه قدام جيراني
تنهد "دياب" بقوة ثم قال بضيق :
- أنا جبتلك واحد زي ما جبت ل "دعاء" .. عشان أنا مش عايز أفرق بينكوا في المعاملة .. زي ما هجيبلك هجيبلها .. وزي ما هجيبلها هجيبلك .. عشان عقاب اللي ما بيعدلش بين زوجاته انه بييجي يقوم القيامة وأحد شقيه مائل .. ربنا يعفينا
هتفر "سحر" بغضب :
- البتاعة دي متجبش سيرتها أدامي ابدا انت فاهم .. أنا أعده هنا عشان بنتي وبس مش أكتر من كدة
قال "دياب" بحزم وهو يغير ملابسه :
- مسمهاش بتاعه .. اسمها "دعاء"
زفرت "سحر" بحنق ثم توجهت الي المطبخ تجلي الصحون وتنظف المطبخ قرابة الساعة .. تحممت وتوجهت الي الفراش .. اقترب منها "دياب" يسمح علي شعرها محاولا تقبيلها .. الا أنها دفعته عنها وقالت بحنق :
- "دياب" أنا مش فايقه دلوقتي
لم ينبت ببنت شفه .. بل أعطاها ظهره وتدثر ونام وهو يغمض عيناه قائلا بهدوء:
- علي فكرة أنا مكنتش عايزك .. بس محبتش أكون مقصر معاكي
زادتها كلماته حنقا تقلبت بعنف وهي تضع الصغيرة بينهما .. تنهد "دياب" وهو يهز رأسه يمينا ويسارا ثم يخلد للنوم



****************************

هتفت جارة "سحر" بتهكم :
- سكتناله دخل بحماره
جلست "سحر" بجوارها وهي تقول بحنق :
لا وجاي يضحك عليا بحتت خاتم معفن .. والله لو تشوفيه مستحيل ترضي تلبسيه ابدا أدام حد
قالت جارتها بلهفة :
- وناويه تعملي ايه .. هتسيبي العقربة اللي اتجوزها دي تخطفه منك
هتفت "سحر" وهي تشيح بيدها :
- تخطفه يختي .. تشبع بيه
قالت جارتها بلؤم :
- يا خايبه .. ده انتي لازم تلاعبيهم علي الشناكل .. أمال تسيبهالها خضرة مخضرة كده
قالت "سحر" بإستغراب :
- يعني أعمل ايه يعني
قالت جارتها وقد ازداد حماسها :
- هقولك علي حاجه تعمليها تطلع من حبابي عنيهم .. بس قوليلي الأول .. انتي عارفه معاد دخلتهم
قالت "سحر" بضيق :
- أه يختي عارفاه الاهي ما يوعوا يتهنوا بيها
لمعت عيناها وهي تبث سمها في أذني "سحر" قائله:
- حلو .. تعالي بأه أقولك ازاي تبوظيلهم الليلة .. وشهر العسل كله

**************************

في المساء خرجت "سمر" الي الحديقه تتمشي فيها .. شارده .. قلقه .. كعابرة سبيل ضلت طريقها .. وصلت الي المرسم .. وأشعلت ضوءه .. وضعت كفيها في جيبها تتطلع الي اللوحات المرصوصة بجوار بعضها علي الجدار .. فجأة انطفأ النور .. التفتت بسرعة فرأت عبر ضوء القمر المتسلل من الجدار الزجاجي للمرسم "مهند" وهو يقف أمام باب المرسم .. ثم ببطء يدخل مقتربا منها .. بلعت ريقها بصعوبة ثم سارت متجه الي باب المرسم .. لكن قبضة "مهند" علي ذراعها منعتها من التحرك .. نظرت اليه قائله بحده :
- سيبني
علت شفتيه ابتسامه خبيثه ونظرة مرح في عينيه وهو يهز رأسه نفيا .. ازدادت حدتها وهي تحاول افلات ذراعها من قبضته قائلا :
- "مهند" سيبني .. ممكن حد يشوفنا
اختفت ابتسامته ليقول بجدية :
- لازم نتكلم
استطاعت أخيرا تحرير ذراعها من قبضته التي تراخت ونظرت اليه ببرود قائله :
- مفيش بينا حاجة نتكلم فيها
حاولت المغادرة لكنه أطبق علي ذراعها وأوقفها أمامه مرة أخري مقتربا بوجهه منها حتي استطاعت أن تشعر بأنفاسه الساخنة تلفح وجهها وهو يقول بحدة :
- ليه أوهمتوني انك اتجوزتي .. ايه اللي استفدتوه من اللعبة دي
صمتت للحظات دت خلالها مصدومة ثم نظرت الي عينيه بتحدي وهي تقول بقسوة شديدة :
- ومين قالك اني متجوزتش .. صحي النوم
لاحت علي شفتيه ابتسامه وهو يقول بتهكم :
- أنا عرفت كل حاجة
توترت "سمر" وقالت :
- عرفت ايه
قال "مهند" والغضب علي محياه :
- الدكتوره قالتلي انك لما فوقتي اتخضيتي لما شوفتي العصير اللي كان علي هدومك وطلبتي منها تفحصك
بلعت "سمر" ريقها بصعوبة وقد احمرت وجنتاها خجلا وغضبا في نفس الوقت .. فأكمل "مهند" بغضب :
- اتكلمي .. عايز أفهم .. ليه عملتي كده .. انطقي ليه عملتي كده .. كان كتب كتاب بس مش كده ؟ .. ولا مكتبتوش الكتاب اصلا ؟ .. انطقي
هتفت بغضب :
- "مهند" ابعد عني .. أنا معنديش استعداد أفهمك أي حاجه أو أشرحلك أي حاجه
نزعت ذراعها من يده وسارت متوجهة الي باب المرسم لكن قبل أن تصل اليه أمسكها "مهند" مرة أخري وأدارها تجاهه .. وقبل أن تعي ما يحدث وجدته يحيط جسدها بذراعه يضمها اليه بشده .. بشوق .. بحنان .. سكنت فجأة .. لحظات بدت كسنوات خفق خلالها قلبها بقوة وأغمضت عيناها .. همس في أذنها بعذوبه :
- ياااااه .. أخيرا
تنهد بقوة ثم أبعدها قليلا ينظر الي أعماق عينيها هامسا :
- بحبك
خفق قلبها بشدة واضطرب تنفسها .. حاولت أن تبعده عنها لكنه كان مطبقا عليها بقوة .. نظرت اليه وقالت وهي تحاول أن تتصنع البرود :
- وأنا مش حسه بأي حاجه نحيتك
قال بحنان وهو يغوص بنظراته في عيناها :
- كدابه .. عنيكي بتقول غير كده .. عنيكي بتصرخ وتقول أنا كمان بحبك يا "مهند"
لمعت العبرات في عيناها وهي تهتف بألم :
- لو عنيا قالت كدة هغمضهم .. مش هفتحهم أبدا .. هغيرهم زي ما غيرت وشي
نظر اليها "مهند" هاتفا بأسي بصوت متهدج :
- الخنجر اللي اتكلمتي عنه في خاطرتك خنجرك انتي .. واللي علي الخنجر ده دمي أنا
قالت بتهكم ممزوج بالغضب :
- بتحاول تخدع نفسك ولا تخدعني ؟
أطرقت برأسها فوقعت عيناها علي فراغ البدلة مكان ذراعه الأيسر المبتور .. ازداد لمعان عينيها .. ودون تفكير .. رفعت كفها تتحسس ذلك الفراغ بطول ذراعه من أعلي الي أسفل والعبرات تتساقط فوق وجنتيها علي وجهها الذي ينطق ألما .. نظر "مهند" الي كفها الذي يرتعش متحسسا ذراع البدلة الفارغ ثم نظر اليها يضمها اليه بشدة .. ما ان لامس وجهها صدره حتي انفجرت في البكاء .. بدت وكأنها تحبس بداخلها بركانا تفجر فجأه لا تريد حممه أن تهدأ .. مسح "مهند" بيده علي ظهرها وقبل رأسها وهو يقول بحنان بالغ متأثرا لبكائها :
- حبيبتي أنا كويس .. صدقيني كويس .. وراضي باللي ربنا اختارهولي .. حالي أحسن من حال شباب كتير اصاباتهم كانت أكبر .. الحمد لله علي كل حال
رفعت وجهها المبلل العبرات وهي تنظر اليه هامسه :
- انت جميل أوي .. و قوي أوي .. ياريتني كنت قوية زيك
مسح عبراتها بأطراف أصابعه وهو يقول برقه :
- الحمد لله ان ربنا شافاكي .. الست ردتلي الجميل بأحسن حاجه ممكن أي حد في الدنيا يقدمهالي
نظر الي ذراعها الذي عاد كليا الي طبيعته .. متحسسا اياه .. ثم نظر اليها متطلعا الي تلك العينان التي لطالما رآهما تتطلعان الي .. بحب .. وعشق .. تحسس وجنتها بأنامله قبل أن ينحني ليطبع قبل رقيقه علي شفتيها دون مقاومة منها
وعلي مقربة منهما شهقت "يسرية" التي كانت تصورهما بهاتفها .. وقفت للحظات أخري فرأتهما يتحدثان قليلا وتنظر "سمر" الي ساعتها ثم يستعدان لمغادة المرسم .. أسرعت وتوجهت الي داخل الفيلا وهي تقبض علي هاتفها وكلها عزم واصرار علي فضح .. "مهند" .. و .. "سمر" !
توجهت الي غرفة المعيشة حيث اجتمعت العائلة بأسرها وصاحت بقوة :
- شوفت "مهند" بيبوس "سمر" في المرسم
بدا وكأن صاعقة ضربت في المكان ونزلت فوق رؤسهم !

Comments
0 Comments

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق