روايات منى سلامة

روايات دكتورة منى سلامة
للتواصل مع الكاتبة:
الفيس بوك
الصفحة العامة

الانستجرام

الفصل السادس من رواية العشق الممنوع


اتصلت "انعام" بـ "لميس" على اللاسلكى وأخبرتها أن تتوجه الى المرسم وتحث "عدنان" على القدوم فالجميع جالس فى انتظاره
سارت "لميس" بخطوات واسعة فى اتجاه المرسم .. لم تستطع رؤية ما بداخله من الباب الزجاجى بسبب الظلمة التى أحاطت بالمكان .. فتحت الباب ثم أضاءت النور .. ثـــم .. أطلقــت صرخــة مدوية سُمع صداها فى البيت كله وهى تتطلع الى تلك الجثــة الغارقــة فى دمائهـــا
انتفضت فزعة عندما سمعت خطوات من خلفها .. التفتتت بحدة وأطلقت صرخة أخرى وهى تظنه القاتل .. لكنها فوجئت بـ "عدنان" الذى قال بلهفة :
- فى ايه يا "لميس" ؟ ........


كانت تتشنج وتبكى أشارت بأصابعها الى الجثة الملقاة على الأرض .. دخل "عدنان" المرسم هاتفاً :
- لا حول ولا قوة إلا بالله
فى تلك اللحظة حضر "مهند" ونظر الى الجثه الملقاة على الأرض وقال لاهثاً :
- ايه اللى حصل .. مين اللى عمل كده
سمع "مهند" من خلفه صوت صراخ "فريدة" التى أتت خلفه وهى تنظر الى الجثة .. فصاح "مهند" فيها :
- "فريدة" ابعدى من هنا وابعدى مدام "لميس"
أتى الرجال والناس يهرولون .. فخرج "مهند" صائحاً :
- بلاش تيجوا هنا يا عمتو .. فى جثة جوه
شهق الجميع واتسعت الأعين فى فزع .. منع "مهند" الآخرين من دخول المرسم وقال بحزم :
- محدش يدخل لحد ما البوليس ييجى .. عشان الأدلة والبصمات تفضل زى ما هى ومتضعش
ما هى إلا نص ساعة ووصلت الشرطة الى مكان الحادث .. دخل أحد رجال الشرطة وألقى نظرة على الجثة الملقاة على الأرض والتى أصيبت بطلق نارى فى الصدر .. ثم خرج وترك فريقه يرفعون البصمات ويجمعون الأدلة .. نظر الى الجمع الغفير وقال :
- مين صاحب الفيلا
تقدم "عدنان" وقال بأسى :
- أنا "عدنان زياكيل" صاحب الفيلا
نظر اليه الضابط متفحصاُ وسلم عليه قائلاً :
- أنا الرائد "عادل ادريس"
أومأ "عدنان" برأسه .. فقال الرائد :
- مين القتيل ؟
قال "عدنان" متنهداً بحسره :
- ده الجناينى
عقد "عادل" ما بين حاجبيه وهو يقول بدهشة :
- الجناينى !
ثم أشار الى الفيلا قائلاً :
- طيب لو سمحتوا ياريت ندخل الفيلا .. عايز أتكلم مع كل الموجودين فى الفيلا من سكان وخدم وحرس
توجه الجميع الى الفيلا واجتمعوا فى غرفة المعيشة .. تجول "عادل" فى الفيلا بأعين متفحصه .. ثم بدأ فى التحدث مع واحد واحد منهم .. جلس مع "عدنان" فى غرفة مكتبه بينما أوقف حرساً فى غرفة المعيشة .. وأمر الحراس على البوابة بألا يسمحوا بدخول أو خروج أى أحد .. قال لـ "عدنان" ..
- اتفضل احكيلى كل الى تعرفه
تنهد "عدنان" قائلاً بأسى :
- معرفش حاجة .. كل اللى حصل انى نزلت أجيب لوحه من المرسم
انحنى "عادل" الى الأمام وقال :
- المرسم .. تقصد المكان اللى لقينا فيه الجثة ؟
أومأ "عدنان" برأسه وأكمل :
- وأنا فى الطريق جالى تليفون مهم .. اندمجت فى الكلام .. لقيت الجناينى أدامى شاورتله وقولتله يجيب اللوحة اللى على المكتب فى المرسم ويطلعها فوق فى الفيلا .. وكملت مكالمتى
حثه "عادل" قائلاً :
- ها وبعدين
- مفيش .. سمعت صوت صريخ "لميس" المسؤلة عن الفيلا والخدم .. جريت على المرسم لقيت الجناينى واقع على الأرض وبينزف وشكله مات
قال "عادل "بإهتمام :
- حد دخل المرسم غيرك
قال "عدنان" :
- مفيش غير "مهند" دخل بعدى وشاف الجثة .. وبعدين كان "علاء" و "حسنى" و "نهاد" عايزين يدخلوا بس "مهند" منعهم عشان الدلة والبصمات .. وبعدين خرجنا أنا وهو وقفلنا باب المرسم وطلبنا البوليس
قال "عادل" مفكراً :
- طيب القتيل كان له أعداء من الفيلا أو بره الفيلا
هز "عدنان" رأسه نفياً بقوة وقال :
- بالعكس ده كان راجل محترم ومكنش بيسبب أى مشاكل لحد .. ومعتقدش أبداً ان له أعداء
قال "عادل" :
- طيب اتفضل حضرتك وناديلى "مهند" .. هو يقربلك ايه
- ابن أخويا
- طيب ناديهولى
كاد "عدنان" أن ينصرف لكن "عادل" أوقفه قائلاص :
- لحظة لو سمحت يا "عدنان" بيه
التفت اليه "عدنان" فقال "عادل بإهتمام :
- لما دخلت المرسم كان النور مفتوح ولا مقفول
فكر "عدنان" قليلاً ثم قال :
- لا كان مفتوح
أومأ "عادل" برأسه .. انصرف "عدنان" وأخبر "مهند" بأن الضابط يريده .. دخل "مهند" فنظر اليه "عادل" بإهتمام وأشار اليه بالجلوس .. جلس "مهند" أمامه . .فقال له "عادل" متفحصاً :
- عمك قالى انك دخلت المرسم بعده
أومأ "مهند" برأسه .. فقال "عادل" :
- طيب ملحظتش حاجة غريبة ؟
قال "مهند" :
- لأ أبداً .. شوفت الجثة على الأرض فخرجت وخرجت عمى .. ومنعت أى حد من انه يدخل جوه المرسم
- انتوا كنتوا فين .. لما عمك كان رايح يجيب اللوحة
- كلنا كنا متجمعين فى الصالون ومنتظرين عمى يرجع باللوحة
- غاب أد ايه
- تقريباً نص ساعة
- خلال النص ساعة كلكوا كنتوا مع بعض فى الصالون ؟
- لأ .. فى اللى خرجوا ورجعوا تانى .. ولما لقينا عمى اتأخر كنت عايز أروح أطمن عليه .. عمتى "انعام" قالت انها هتخلى "لميس" تروح تشوفه .. و"نهاد" حاول يتصل بيه على الموبايل بس مردش
ضاقت عينا "عادل" وهو يقول :
- مردش ! .. طيب لو سمحت ناديلى "لميس"

دخلت "لميس" باكية مرتجفة .. جلست أمام الضابط الذى أمر بإحضار كوب ماء لها .. سألها بإهتمام :
- انتى أول واحدة شوفتى الجثة مش كدة ؟
أومأت برأسها .. فقال :
- ايه اللى حصل بالظبط
قالت بصوت مرتجف :
- "انعام" هانم كلمتنى وقالتلى أروح أشوف "عدنان" بيه فى المرسم لانه اتأخر .. روحت المرسم لقيته ضلمة .. معرفتش أشوف من الباب الازاز اذا كان فى حد جوه ولا لأ .. فتحت الباب ونورت النور ولقيت الجنانيى واقع على الأرض .. فصرخت
أجهشت فى البكاء بعدنا أنهت جملتها .. قدم لها أحدهم كوب من الماء فارتشفت بضع رشفات وهى تحاول التحكم فى أعصابها .. سألها "عادل" بإهتمام :
- بتقولى النور .. هو كان مطفى
أومأت برأسها وقالت :
- أوية كان مطفى .. أنا اللى فتحته
- انتى متأكدة ؟
- أيوة متأكدة
استغرق "عادل" فى التفكير .. ثم أمر بإحضار الجميع واحد تلو الآخر
قال "علاء" :
- أنا كنت معاهم كلهم .. حتى اسألهم .. خرجت بس روحت الحمام ورجعت تانى
بينما قال "حسنى" :
- كنت بتكلم فى التليفون مخدتش بالى مين ساب الأوضة وخرج .. وطول الوقت وأنا فى الأوضة مخرجتش
أما "يسرية" :
- أنا دخلت الحمام ورجعت تانى على طول .. انتوا ليه بتعاملونا على اننا مجرمين .. ما يمكن يكون حد من اللى بيشتغلوا فى الفيلا هو اللى قتله
و "كوثر" انفعلت قائله :
- أيوة خرجت .. حبيت أمشى رجلى شوية .. نزلت لحد تحت وجيت عشان أخرج من باب الفيلا حسيت نفسى دايخه لانى مريضة بالضغط .. طلعت تانى وخدت الدواء من شنطتى وأعدت معاهم ومحاولتش أنزل تانى
قال "نهاد" :
- أيوة خرجت .. "بيسان" كانت عايزة حاجة من الأوضة اللى بنبات فيها لما بنيجي الفيلا .. روحت جبتهالها وجيت على طول
قالت "بيسان" :
- أيوة حصل أنا طلبت من "نهاد" يجبلى شال من الأوضة لانى حسيت نفسى بردت .. وطول الوقت وأنا أعده مكانى متحركتش
قالت "انعام" :
- أنا و "نهال" و "فريدة" كنا فى البلكونه ومخرجناس منها الا على صوت صريخ "لميس"

انتهى "عادل" أيضاً من استجواب الخدم والحرس الذين أكدوا بعدم دخول أو خروج شخص غريب من الفيلا على الأطلاق .. كاد عقل "عادل" أن يجن .. نزل ليعاين الفيلا من الخارج .. والحديقة .. ثم نظر الى السور والتمعت فى رأسه الإجابة .. السور .. لابد أن القاتل قفز من فوق السور نفذ جريمته ثم هرب بنفس الطريقة التى دخل بها .. صاحت "كوثر" بحنق :
- احنا هنفضل كدة كتير .. الفجر هيأذن احنا تعبنا
قال "عادل" :
- خلاص تقدروا تتفضوا تروحوا
انفض الجميع وغادر الجميع الفيلا وبقى سكانها .. جلست "فريدة" على الأريكة فى غرفة المعشية ترتجف خوفاً .. جلس "مهند" بجوارها وأحطاها بذراعه قائلاً :
- خلاص يا "فريدة"
قالت باكيه :
- الراجل الغلبان يا عيني اتقتل .. مين يعمل كده طيب .. شوفت كان شكله عامل ازاى .. أنا خايفة أوى يا "مهند"
ربت على ظهرها قائلاً :
- خلاص يا "فريدة" انسى اللى شوفتيه .. متخافيش أنا معاكى
أذن الفجر فدخلت "فريدة" لتأدية الصلاة ..بينما توجه "مهند" الى المسجد وهو فى حيرة من أمره .. من ذا الذى يقدم على تلك الفعله .. وكيف دخل القاتل الى الفيلا !

******************************************

فى صباح اليوم التالى توجه "عدنان" الى قسم الشرطة وطلب مقابله الرائد" عادل" الذى نهض لإستقباله وهو ينظر اليه متفحصاً .. قال "عدنان" بقلق :
- أنا عايز أعرف انتوا قدرتوا توصلوا لحاجة ولا لأ
مسح "عادل" وجهه بكفيه ثم ضحك قائلاً :
- بالسرعة دى .. أكيد لسه
ثم تحدث بجدية قائلاً :
- بس اللى أكيد هو حاجتين
سأل "عدنان" بإهتمام :
- ايه هما
قال "عادل" وهو يعقد يديه فوق المكتب :
- أول حاجة اللى كان مقصود بالقتل حضرتك مش الجناينى
اتسعت عينا "عدنان" بينما أكمل "عادل" قائلاً وهو يشير بأصابع يده :
- أولاً : اللى عايز يقتل الجناينى يقتله فى أى مكان فى الجنينة أو فى أوضته .. اشمعنى المرسم
ثانياً : لما مدام "لميس" اكتشفت الجثة قالت ان النور فى المرسم كان مطفى .. يعني اللى دخل يقتل دخل وهو عارف ان الشخص اللى هيكون فى المرسم فى اللحظة دى هو حضرتك
ثالثاً : الجناينى ملوش أى عداوات مع أى حد .. لكن حضرتك فى خلاف قوى بينك وبين أفراد أسرتك على ميراث قديم
ظهر التفكير على "عدنان" والضيق فى عينيه وهو يقول :
- وايه الحاجة التانية اللى حضرتك متأكد منها
أرجع "عادل" ظهره الى الوراء وهو يقول بلامبالاة :
- ان القاتل نط من على السور ونفذ جريمته وهرب تانى
ابتسم "عدنان" بسخرية وقال بثقه :
- لا معلش يا باشا فاتتك دى
نظر اليه "عادل" بإستفهام فأكمل "عدنان" :
- السور كله متحاط بأجهزة انذار حساسة لأى حركة
عقد "عادل" جبينه فى تركيز وهو ينظر الى "عدنان" الذى قال :
- ومحدش أبداً يعرف ان فى أجهزة انذار على السور الا أنا و "مهند" .. حتى الحرس ميعرفوش
- "مهند" ابن أخوك ؟
- أيوة
حك "عادل" ذقنه بأصابعه وهو يحاول تجميع الخيوط ببعضها البعض .. ثم نظر الى "عدنان" هاتفاً بحنق :
- وليه ما قولتش الكلام ده امبارح .. عارف الكلام ده معناه ايه .. معناه ان القاتل شخص من جوه الفيلا .. شخص من اللى كانوا متجمعين فى السهرة امبارح
ضاقت عينا "عدنان" وصاح :
- يعني تقصد ان اللى قتل الجانينى ده واحد من عيلتى أو من الخدم كان قاصد انه يقتلنى أنا
أومأ "عادل" برأسه قائلاً :
- معنديش أى شك فى كده .. عايزك بأه بالراحة كدة وبهداوه تحكيلى تفاصيل الخلاف بينك وبين أفراد عيلتك .. نفر نفر

****************************************

دخلت انعام غرفة الطعام لتجد "مهند" جالساً بمفردة يحتسى فنجاناً من الشاى .. فحيته قائلاً :
- صباح الخير يا "مهند"
التفت اليها قائلاً :
- صباح النور يا عمتو
جلست "انعام" وهى تقول بأسى :
- معرفتش أنام طول الليل .. يا عيني صعبان عليا الراجل اللى كات ده
بدا "مهند" شارداً ممعناً فى التفكير .. فقالت "انعام" :
- أكيد المجرم نط من على السور وموته .. بس نفسى افهم ليه موته .. الراجل كان فى حاله ومبيضايقش حد
نظر "مهند" اليها بعزم قائلاً :
- لأ مستحيل يكون القاتل نط من على السور يا عمتو
التفتت اليه وقالت :
- يعني ايه يا "مهند" .. ليه مستحيل ؟
أخذ "مهند" نفساً عميقاً ثم قال :
- السور كله متركب عليه أجهزة انذار ومحدش أبداً يعرف الموضوع ده غيري أنا وعمى "عدنان" .. امبارح بعد ما البوليس مشى فكرت ان ممكن يكون القاتل عطل الأجهزة .. روحت الكونترول روم .. الأجهزة شغاله زى ما هى .. وكمان فى تايمر بيحدد هل الأجهزة انفصلت عن العمل ولا لأ .. لقيت التايمر تمام .. الانذار كان شغال طول الوقت متفصلش ثانيه واحدة .. يعني مستحيل حد ينط على سور الفيلا وإلا كانت الأجهزة كلها اشتغلت .. القاتل واحد من جوه الفيلا
قالت "انعام" بدهشة وهى تحاول استيعاب ما يحدث :
- يعني مين هيكون لها مصلحه فى قتل الجنايني يا "مهند"
نظر اليها "مهند" بثبات وقال :
- اللى كان المقصود بالقتل عمى .. مش الجنايني
شهقت "انعام" ووضعت كفها على فمها وقد اتسعت عيناها فزعاً

*****************************************

التف "حسنى" و "يسرية" و "كوثر" و "نهال" و "علاء" على طاولة الطعام .. قالت "يسرية" بحنق :
- كنت هتجنن امبارح .. عشان حتت جناينى يعاملونا أكننا مجرمين
قالت "نهال" بأسى :
- يا حرام صعبان عليا أوى
قال "حسنى" شارداً :
- حكاية لا كانت على البال ولا على الخاطر .. ربنا يستر وتعدى على خير
هتفت "كوثر" بحنق :
- واحنا مالنا ومال اللى حصل .. أكيد حد من الشغالين فى الفيلا كان بينه وبين الجناينى مشاكل والخلاف اتطور قام قتله
قال "علاء" بتبرم :
- تفتكروا هيطلبونا نروح القسم ولا هيكتفوا بالمحضر اللى اتعمل امبارح
هتفت "كوثر" بعصبية :
- لا قسم ايه .. أنا مدخلش قسم أنا .. قال قسم قال .. أما أقوم أجيب دوا الضغط بتاعى .. الصداع هيموتنى من امبارح
قامت "كوثر" وتركت خلفها كل منهم شارداً فى مكان آخر

****************************************

تنهدت "بيسان" بحسرة وهى تجلس على الأريكة قائله :
- كنت هموت من الرعب امبارح .. الحمد لله ان محدش مننا جراله حاجه
قال "نهاد" شارداً :
- أهاا
تفحصته "بيسان" قائله :
- مالك يا "نهاد" من امبارح وانت سرحان ومش على بعضك
قال "نهاد" بإضطراب :
- ليه يعني .. ما أنا كويس هو .. بيتهيألك بس
نظرت اليه "بيسان" وقالت بثقه :
- أنا عارفاك كويس أوى يا "نهاد" فى حاجه قلقاك وموتراك .. اتكلم معايا
نهض بعضبيه وهو يقول :
- أنا مش فاضى أعد وأتكلم أنا عندى شغل .. يلا سلام
خرج وأغلق باب البيت خلفه .. لكن قلب "بيسان" ازداد قلقاً على قلق

****************************************

جلست "سمر" على الأريكة تضرب أزارا هاتفها فى عصبيه .. نهضت وهى تسير يميناً ويساراً فى عصبيه واضعه هاتفها فوق أذنها .. ثم تمتمت بحنق بعدما سمعت صوت محدثها :
- "باهر" ليه مبتردش عليا
أتاها صوته ناعساً وهو يقول :
- معلش يا روحى كنت نايم
قالت بضيق :
- نايم من امبارح الضهر .. أنا بكلمك بقالى يومين
قال معتذراً بهمس :
- معلش يا روحى لما أصحى هكلمك
قالت "سمر" بعصبية :
- طيب ضرورى تكلمنى لان فى أوراق وعقود وأنا مش عارفه أتصرف لوحدى وانت من امبارح مروحتش الشركة
- طيب يا روحى .. سلام
قالت "فيروز" والتى كانت واقفة خلفها تستمع الى المكالمة :
- خليكي كده لحد ما ياخد اللى وراكى واللى أدامك
التفتت اليها "سمر" بحده قائله :
- ملكيش دعوة لو سمحتى
قالت "فيروز" بحنق :
- فوقى بأه .. بلاش تبقى هبله .. هو فى واحده تآمن لراجل .. ده الخيانة فى دمهم .. مكنش لازم تعمليله توكيل .. خليه شريك معاكى فى الإدارة والغى التوكيل اللى عملتيهوله ده
قالت "سمر" بحيرة :
- بس لما طلبتى منى انك تديري الشركة بدالى .. قولتيلى انى لازم أعملك توكيل عشان تعرفى تشوفى الشغل فى الشركة .. طالما ينفع انى أشركك فى الادارة طلبتى منى توكيل ليه ؟
قالت "فيروز" بتوتر :
- عادى يعنى عشان أتصرف بحرية أكبر .. لكن مش تروحى تعملى للواد ده توكيل
قالت "سمر" بحده :
- مسموش الواد ده .. اسمه "باهر" .. خطيبى .. وخلال فترة صغيرة هيبقى جوزى
أطلقت "فيروز" ضحكة عالية ساخرة وهى تقول :
- جوزك .. انتى لسه عندك أمل انه يتجوزك
شبكت "سمر" ذراعيها أمام صدرها وهى تقول بحده :
- وليه بأه ميتجوزنيش
اختفت ابتسامة "فيروز" واقتربت منها قائله بجديه :
- اسمعيني كويس .. انتى عارفه كويس ان فى الفترة الأخيرة باباكى بدأ يخسر فى شغله .. وراس المال يقل .. "باهر" زمانه دلوقتى عرف وضع الشركة كويس .. وعرف انها مش هتستمر كتير .. مش هينوبك الا تمن بيعها مش أكتر .. لكن أرباح زى الأول انسى .. الشركة محتاجه شغل جبار عشان تقدر تقف على رجليها زى الأول .. و "باهر" مش بتاع شغل .. لما يعرف الوضع كويس .. هتلاقيه خلع .. ده ان مبعش الشركة بالتوكيل اللى حضرتك عملاهوله قبل ما يخلع
احتدت "سمر" بعنف قائله :
- اسكتى خالص .. انتى فاكرة كل الناس زيك .. أنا و "باهر" بنحب بعض .. فاهمه .. طبعاً انتى متعرفيش يعني ايه حب لانك انسانه مادية وكل اللى يهمك مصلحتك وبس
ضحكت "فيروز" عالياً وهى تقول :
- حب ! .. مممممم ماشى أما نشوف رد فعل حبيب القلب لما يعرف ان حضرتك على وشك الإفلاس .. ساعتها هنشوف الحب اللى بتتكلمى عنه
غادرت "فيروز" .. فجلست "سمر" فوق الأريكة واجمة .. مسحت وجهها بكفيها وقد بدأت كلام "فيروز" يشعرها بالقلق .. لكنها نفضت تلك الأفكار من رأسها وتمتمت بخفوت :
- لا "باهر" مش كده .. "باهر" مش ممكن يسيبنى
حاولت اقناع نفسها بتلك الكلمات .. لكنها وعلى الرغم منها لم تستطع ازالة القلق الذى انتشر فى قلبها انتشار النار فى الهشيم .. أخذت تتساءل .. اهى حقاً واثقة من حب "باهر" لها ؟ .. أحقاً واثقة أنه لن يتخلى عنها ؟ .. أحقاً واثقة أنه لن يخون ثقتها ؟ .. خفق قلبها بقوة .. لأن الإجابة .. أرعبتها !

****************************************

جلس أحد المساعدين أمام الرائد "عادل" وقال له :
- غريبة أوى القضية دى .. كل الناس حوليه بيكرهوه .. يعني ممكن يكون أى واحد من اللى كانوا فى السهرة .. او حتى من الخدم
قال "عادل" وهو يرجع ظهره الى الوراء وينقر بقلمه فوق أحد الملفات :
- لأ مش من الخدم .. ايه مصلحة حد من الخدم انه يحاول يقتل "عدنان" .. القتل مش بدافع السرقة القتل كان متعمد .. وقرايبه كلهم ليهم مصلحه فى قتله عشان ميكتبش وصيته
سأله مساعده :
- بتشك فى حد معين يا فندم ؟
قال "عادل" شارداً :
- الوحيد اللى كان عارف ان فى جهزة انذار على السور هو "مهند"
- يعني بتشك فيه
قال "عادل" بثقه :
- بالعكس .. هو أقل واحد بتحوم حوليه الشكوك .. لأنه منع دخول الناس للمرسم .. وقفل المرسم عشان الأدلة والبصمات متضعش .. لو هو فعلاً اللى قتل أو اللى أجر حد يقتله .. هيبقى من مصلحته ان الأدلة تطمس
ثم قال :
- وكمان الباقيين دوافعهم أكبر من دوافع "مهند"
- يعني "مهند" خرجته من دائرة الشكوك
قال "عادل وهو يرفع حاجبيه بحزم :
- مفيش حد خارج دائرة الشكوك .. بس فى درجات
ثم انحنى بجسده فوق المكتب وقال بثقه :
- وأكبر واحد بتحوم حواليه الشكوك هو "حسنى" أخو "عدنان" .. الشهود بيقولوا انه كان بيتكلم فى التليفون وبطريقة مريبة .. وكمان فى حاجة "نهاد" قال انه اتصل بـ "عدنان" و "عدنان" مردش عليه .. عايزك تروح شركة الاتصالات اللى تبع خطين "حسنى" و "نهاد" وتجبلى سجل المكالمات من بداية اليوم اللى حصل فيه الجريمة
ثم قال بثقة :
- أكيد هنكتشف حاجة توصلنا لبداية الخيط
لكنه لم يكن يعلم وقتها أنه مخطئ فى ثقته .. فبعد يومين أتى المساعد بسجل المكالمات ليكتشف أن "نهاد" بالفعل أجرى مكالمة على هاتف "عدنان" و بسؤال "عدنان" قال :
- أنا قولت لحضرتك كان معايا مكالمة تانيه .. وكان "نهاد" على الويتينج .. بس كانت المكالمة مهمة فمقطعتهاش
أما سجل مكالمات "حسنى" فثبت أن الرقم الذى كان يهاتفه .. رقم دولى .. تحديداً .. من تركيــا ! .. وبسؤاله قال :
- دول ناس بينا وبينهم بيزنس وكنت مسافرلهم فترة .. وكنت بتكلم معاهم عشان تفاصيل الشغل مش أكتر
عادت الحيرة تحيط بـ "عادل" مرة أخرى .. تُرى من منهم القاتــل ؟! .. وكيف نفذ جريمته ؟! .. لا أثر يدل على اقتحام الفيلا أو حتى تسلقها فأجهزة الإنذار اختبرها بنفسه وهى حساسة للغاية .. أجهزة الإنذار ظلت تعمل بكفائه .. تم تفتيش الفيلا والحديقة والمرسم جيداً .. لم يدخل أو يخرج أحد .. والأهم .. سلاح الجريمة مختفى .. وكذلك البصمات لا أثر لها .. والأغرب .. كيف علم القاتل بوجود "عدنان" فى المرسم فى هذا الوقت تحديداً .. إلا إذا كان على صلة بأحد من أقرباء "عدنان" والذى أعطاه التعليمات بتنفيذ الجريمة .. لكن يبقى السؤال كما هو .. كيف دخل القاتل ؟! .. وكيف خرج ؟! .. ومن ساعده ؟! .. أم أن أحد أقرباء "عدنان" هو من نفذ الجريمة بيده ؟! .. لكن كيف ؟! .. ومتى ؟! .. وأين أخفى المسدس الذى نفذ به جريمته ؟!
Comments
0 Comments

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق