روايات منى سلامة

روايات دكتورة منى سلامة
للتواصل مع الكاتبة:
الفيس بوك
الصفحة العامة

الانستجرام

الفصل التاسع عشر من رواية العشق الممنوع


- خلى بالك .. متتحركيش كتير .. ممكن يكون المسدس متعمر
لاحت ابتسامه عذبه على شفتيها وهى تقرأ رسالته .. أعادت قرائتها مرات ومرات .. ثم رفعت عينيها لتنظر اليه والى ذلك الإضطراب على وجهه .. والى الخوف الذى ظهر جلياً فى نظرات عينيه .. اتسعت ابتسامتها وهى تحرك شفتيهـا .. ببـطء .. ودون صـوت :
- متخفــش عليــا
قــرأ "مهند" رســم شفتيهــا .. ومجــدداً . . لمــح تلــك النظــرة فى عينيهــا .. خفــق قلبــه بقــوة ! .. وارتعــدت فرائصــه .. أخيــراً .. أيقـــن .. برعــب .. وخــوف .. وفـــزع ! .. معنــى تلك النظــرات !....
قال "عادل" وهو ينهض :
- أنا بعتذر عن الإزعاج اللى سببناه بس جالنا بلاغ وكان لازم نتأكد منه
التفت اليه "مهند" قائلاً :
- بلاغ ايه ؟
- جالنا بلاغ ان السلاح متخبى هنا فى الفيلا .. فى أوضة القاتل اللى قتل الجناينى
تبادل "مهند" نظرة "سريعة مع "سمر" قبل أن يرافق "عادل" الى الخارج ..ظلت "سمر" جالسه فى مكانها وهى شاردة .. تًرى من الذى دس المسدس فى غرفة "مهند" .. عاد "مهند" الى غرفة المعيشة وهو ينظر الى "سمر" وهو يومئ برأسه بأن تتبعه .. ففهمت مراده ونهضت ببطء وتبعته الى المكتب .. أغلق الباب خلفهما وتطلع اليها بصمت للحظات .. ثم قال :
- ليه عملتى كده ؟
نظرت اليه بثبات وقالت :
- عشان واثقة انك مش ممكن تكون القاتل .. أكيد حد حط المسدس فى أوضتك
زفر "مهند" بضيق وهو يقول :
- مين اللى يجرؤ يعمل حاجة زى كده .. وايه مصلحته
هزت "سمر" كتفيها بحيةر وقالت بجدية :
- محدش بيدخل الفيلا الا احنا واللى بيشتغلوا فيها .. أكيد حد من الخدامين أو من أهل البيت هو اللى حط المسدس فى أوضتك
نظر اليها "مهند" بحزم وبسط يده قائلاً :
- هاتيه
أخرجت المسدس من بنطالها وأعطته اياه وهى تسأل فى قلق :
- هتعمل ايه ؟
قال بحزم :
- هروح دلوقتى أسلمه للرائد "عادل"
نظرت اليه بدهشة ثم قالت بلهفة :
- بس كده هيشك فيك .. ممكن يفتكر انك القاتل
هز رأسه بثقه وهو يقول :
- لأ طبعاً .. لو كانوا لقوه فى أوضتى أو لقوه معايا كان هيبقى الموضوع فيه شك .. وممكن مكانوش صدقونى .. لكن دلوقتى هما مشيوا ايه اللى يخلينى أروح أسلمه بنفسى الا اذا كنت برئ فعلاً .. لو أنا القاتل أكيد مش هفتح النار على نفسى وأروح أسلمه
قالت بقلق :
- ربنا يستر
ثم نظرت اليه قائله :
- خلى بالك من نفسك
أشاح "مهند" بوجهه عنها سريعاً ودون كلمه دس المسدس فى الجيب الداخلى لسترته وفتح الباب وخرج !

***************************************
نظر "عادل" فى دهشة الى المسدس الموضوع أمامه فوق المكتب ثم رفع رأسه الى "مهند" قائلاً :
- وبعدين ؟
قال "مهند" بهدوء :
- مفيش كنت واقف فى الأوضة مذهول .. طلعت "سمر" عشان تعرفنى انك موجود وهتفتش البيت .. اتلخبطت واتبرجلت ومعرفش لقيت نفسى اتسمرت فى مكانى
صمت فحثه "عادل" :
- وبعدين
قال بسرعة وكأنه لا يريد سماع ما سينطقه فمه من كلمات :
- "سمر" خدت منى المسدس وخبته فى هدومها
عقد "عادل" حاجبيه بإستغراب ثم قال :
- طيب وليه مدام "سمر" تعمل كده ؟
قال بإقتضاب :
- لأنها حست انه مدسوس فى أوضتى
- ممممممم
أومأ "عادل" برأسه قائلاً وهو ينظر الى المسدس الذى خلفه بكيس شفاف حفاظاً على البصمات :
- كويس انك اتصرفت كدة .. وأنا من غير ما أنتظر المعمل الجنائى ان مش هنلاقى عليه الا بصماتك وبصمات مدام "سمر"
قال "مهندطبإستغراب :
- نفس أعرف مين ده اللى بيعمل كل البلاوى دى .. وليه يحط المسدس فى أوضتى ويبلغ
قال "عادل" على الفور :
- واضحة جداً ده حد عايز يخلص منك
نظر اليه "مهند"بحيرة وقال :
- بس أنا مليش أعداء
ابتسم "عادل" قائلاً :
- واضح ان ليك .. بدليل اللعبة دى
تنهد "مهند" وشرد وهو يفكر فى ذلك الشخص الذى أراد الايقاع به وايهام الشرطة بأنه قاتل الجنايني !

***********************************

التف الجميع حول مائدة الطعام .. كان البعض شاردا واآخر يتحدث فى مواضيع شتى .. تنهدت "انعام" قائله :
- مش عارفة مسلسل الرعب اللى احنا عايشين فيه ده هيخلص امتى
قالت "كوثر" ببرود :
- لما يبقى يمسكوا القاتل اللى مش عارفين لحد دلوقتى يمسكوه
قالت "انعام" بإستغراب :
- بس الظابط قال انه متأكد بنسبه كبيرة ان القاتل الأول هو نفس القاتل اللى فى الغيبوبة .. يعني يعتبر كدة خلاص مسكوه
صاحت "يسرية" بحده :
- أيوة بس مش متأكد بنسبة 100% .. يعني لسه فى شكل ان يكون فى 2 قتالين قتله .. مش قاتل واحد

قال "عدنان" بحزم :
- ممكن يا جماعة نقفل على الموضوع ده خلاص الواحد أعصابه تعبت

- السلام عليكم
التفتت "سمر" تنظر الى "مهند" الذى دخل الغرفة ألقى السلام عليكم ..
- وعليكم السلام
- وعليكم السلام
جلس "مهند" فى مكانه وانضم اليهم فى تناول طعام العشاء .. ظلت تتطلع اليه طيلة الوقت دون أن ينظر اليها .. التفتت "يسرية" لتقول الى "مهند" بلطف على غير العادة :
- "مهند" .. "نهال" كانت عايزة حد يشرحلها مشروع صغير طلبه منها الدكتور بتاعها .. ولما انكوا مهندسين زى بعض ياريت لو تقدر تساعدها
لاحت ابتسامة واسعة على شفتى "نهال" وهى ترمق والدتها ببهجة ثم تتطلع الى "مهند" الذى قال بأدب :
- مفيش مشكلة يا طنط .. مع ان "نهاد" بردة ممكن يشرحلها
ضحكت "يسرية" وقالت :
- لا "نهاد" تخصصه غير تخصصك .. انت هتفيدها أكتر .. معلش لو كنت بتقل عليك
قال بإقتضاب :
-لا أبداً
رشفت "سمر" من كوب الماء وهى تتطلع الى "نهال" التى اتسعت ابتسامتها ووشت يعينها بفرحتها لهذا الترتيب .. وضعت الكوب أمامها وظهر الضيق على محياها .. التفت اليها "عدنان" قائلاً :
- فى حاجه يا "سمر" ؟
هزت رأسها نفياً ونهضت قائلاً :
- تعبانه شوية .. هروح أنام .. بعد اذنكوا
غادرت غرفة الطعام وتوجهت الى غرفة النوم وهى لا تزال تشعر بالضيق

**************************************

شهقت جارة "سحر" بحدة وهى جالسه معها فى بيتها وقالت :
- بتتكلمى بجد ؟ .. وبعدين
قالت "سحر" بحنق :
- لما رجع من الصلاة فضحت الدنيا وسمعته من المنقى يا خيار .. قال عاملى فيها بتاع ربنا وبيصلى الوقت بوقته والناس فاكراه راجل محترم ييجوا يوشوف البلاوى اللى بيتفرج عليها
قالت جارتها وهى تحتسى قهوتها :
- تؤ تؤ تؤ .. ايه ده وازاى سكتى على كده .. أنا لو منك كنت سبتله البيت ... ده أنا كنت فاكراه راجل محترم .. كل ما يشوفنى يبص فى الأرض قولت بس هى دى الرجاله ولا بلاش .. يطلع فى الآخر كده .. تؤ تؤ تؤ
قالت "سحر" بغيظ :
- لا واللى يفرسك انه مركبنى أنا الغلط .. بالله عليكي عمرك جيتي شوفتى بيتى ناقصه حاجه
هتفت جارتها على الفور :
- لا طبعاً الشهادة لله انتى دى ست ولا كل الستات .. ست بيت بصحيح .. بس هما الرجالة كده عينهم فرغه ويندب فيها رصاصه .. بس انتى يا "سحر" باردة أوى .. ايه اللى مأعدك هنا كنتى اغضبيلك يومين عند أمك كان هييجى يبوس ايدك ورجلك ويقولك محتاس من غيرك ارجعى نورى بيتك .. آه ما الراجل من دول ميحسش بقيمة مراته الا لما تغيب عنه
قالت "سحر" متنهده :
- انتى عارفه انى مبحبش أعد عند أمى .. وبعدين هعمل ايه يعني ربنا يصبرنى عليه ويهديه ويعقل كده ويعرف انه خلاص بأه زوج وأب وفوق كتافه مسؤليه تخلى الواحد ينسى نفسه
هتفت جارتها وهى تترك فنجان القهوة فوق الطاوله :
- يوه كنت هنسى .. أما أنا عامله النهاردة بساره تاكلى صوابعك وراها أما أقوم أجيبلك طبق
ابتسمت "سحر" قائله :
- ماشى مستنياكى .. فرصة البت نايمة ونعد نتساير مع بعض على ما ولادك يرجعوا من المدرسة
قالت وهى تغادر :
- طيب رجعالك مش هعوق

*********************************

فتحت "انجى" باب بيتها وهى ترفع حاجبيها بدهشه وقالت :
- "نهاد"
نظر اليها قائلاً :
- ازيك يا انجى
رسمت تعبرياً جامداً على وجهها وهى تقول :
- أفندم عايز ايه يا "نهاد" ؟
- مبترديش على موبايلك ليه .. كلمتك كتير .. انتى مش ليكي فلوس معايا .. بحاول أكلمك عشان أوصلك الأربح مبترديش .. حتى "بيسان" قالتلى انها مش عارفه توصلك .. قولت آجى أشوف فى ايه
قالت ببرود :
- عادى يعنى .. زهقت من الناس وقولت أعد مع نفسى كام يوم
أومأ برأسه وهو يخرج مظروفاً من جيبه وقال :
- اتفضلى
أخذته منه وقالت :
- ميرسى
التفت ليغادر فعاجلته بقولها :
- على الأقل ادخل اشرب حاجه .. حد قالك عليا بخيله ولا ايه ؟
- التفت اليها وقال بأسف :
- معلش يا "انجى" عشان مستعجل
قالت بحنق وهى تمسك الباب لغلقه :
- أحسن برده
أوقف الباب بكفه قائلاً :
- طيب عندك شاى
فتحت الباب مرة أخرى وهى تنظر اليه بتحدى وقالت :
- ولو مش عندى هبعت البواب يجيبلك .. مش حجه يعني
ابتسم وقال :
- طيب هشرب الشاى وأمشى
فتحت الباب مبتسمه وهى تقول :
- اتفضل
ودخل "نهاد" !!

**************************************

نزلت "سمر" الدرج تبحث عن أى أحد فى الفيلا فلم تجد .. توجهت الى غرفة "لميس" فلم تجدها .. التفتت فكادت أن تصطدم بها فقالت :
- آه سورى يا مدام "لميس" .. هو مفيش حد هنا ولا ايه
باتسمت "لميس" وقالت :
- لا أعتقد محدش موجود .. "عدنان" بيه و مدام "انعام" فى المرسم .. و "مهند" مع "نهال" فى الجنينه .. و "فريدة" معرفش فين
عقدت "سمر" جبينها وقالت :
- طيب .. ميرسى
خرجت "سمر" تبحث تجول بعيناها فى الحديقه .. ازدادت امرارات الضيق على وجهها وهى ترى "مهند" جالس برفقة "نهال" على احدى الطاولات فى الحديقة .. لم تشعر بنفسها الا وهى تتوجه اليهما .. لكنها أبطات السير بعدما اقتربت فظهرت "فريد" جالسه معهما وقد أخفتها احدى الشجيرات فلم تنتبه الى وجودها فى أول الأمر .. وعلى الرغم من ذلك ظل الضيق مرسوماً بوضوع على وجهها .. اقتربت منهم وقالت :
- صباح الخير
- صباح النور
- صباح النور
لم يجب "مهند" ! .. فزادها ذلك ضيقاً .. نظرت اليهم قائله :
-بتعملوا ايه على الصبح كده ؟
قالت "نهال" وهى تنظر الى "سمر" بتحدى :
- "مهند" بيشرحلى حاجات مش فاهماها .. وانتى عطلتينا
نظرت اليها "سمر" ببرود فقالت "فريدة" على الفور :
- متزعليش أكيد "نهال" مش قصدها
قالت "نهال" ببرود :
- لا قصدى
ثم التفتت الى "مهند" مبتسمة وهى تقول :
- يلا نكمل
أكمل "مهند" ما يشرح وكأنه يستثقل المهمة الموكله اليه .. كان يتحدث بسرعة وبعجاله وتزيد "نهال" من ابطاء شرحه بكثرة أسئلتها .. الى أن قالت "سمر" بتهكم :
- ايه يا "نهال" شكلك مبتفهميش من أول مرة ... تعبتى "مهند" معاكى
نظرت اليها "نهال" ببرود وقالت :
- محدش اشتكالك
ثم قالت بلؤم :
- عمى "عدنان" فى المرسم .. روحيله سليه بدل ما هو آعد لوحده
احتقنت الدماء فى وجه "سمر" وغادرت .. ليس الى المرسم .. بل الى الفيلا !

*************************************
- جرعة زايدة هتخلص الليلة
ألقى "علاء" تلك العبارة على مسامع صديقه الذى قال :
- لا سك على فكرة القتل عندى فكرة أحلى من القتل .. القتل هيجيبلنا وجع الدماغ والشك وخاصة بعد ما البوليس بأه داخل خارج وبيشك فيكوا كلكوا
قال "علاء" بلهفه :
- طيب ايه الفكرة اللى أحلى من القتل
قال صديقه بحماس :
- بص بأه .. هنرجع للخطة (أ)
قال "علاء" بإستغراب :
- وايه هى الخطة (أ)
قال صديقه مبتسماً بثقه :
- قضية الحجر
- حجر ايه يا ابنى .. ما قولنا متجوز وعاقل و 24 حصان
قال صديقه بحماس :
- لا ما احنا هنجننه وهنخلى كل الناس تشهد بكده حتى مراته نفسها
- طب ازاى ؟
قال صديقه وكأنه يبوح بسر خطير :
- حبوب هلوسه
رفع "علاء" حاجبهي دهشة وهو يقلب الفكرة فى رأسه :
- حبوب هلوسه ؟
- أيوة يا برنس .. حبوب هلوسة هتخليه مش على بعضه وعقله يفوت وكل اللى حواليه يشهدوا انه مش طبيعي .. وبكده تقدروا ترفعوا قضية الحجر وساعتها نبقى نشوف صرفه لمراة عمك .. ايه رأيك يا برنس البرانيس
شرد "علاء" فأكمل صديقه قائلاً :
- وبكده تبقى خلصت منه ومن غير نقطة دم واحدة .. ولا جثه ولا قتل ولا يحزنون .. ايه رأيك بأه ؟
قال "علاء" بإعجاب :
- قشطة .. قشطة أوى

*****************************************

قال "عادل" بعدما أنهى طعامه :
- تسلم ايدك يا أم "عادل"
ابتسمت قائله :
- انشاله تسلم يا "عدول"
أشار "عادل" الى طبق الفاكهة فى أول السفرة وقال :
- ما تديني صابع موز
قالت أمه بحزم :
- أما تغسل ايدك الأول
ثم استدركت بسرعة ولهفة :
- اسكت يا وله يا "عادل" مش انا جبتلك عروسه
هتف "عادل" قائلاً :
- اسكتى يا ماما مش أنا مش عايز
هتفت والدته فى حده :
- مش عايز ايه .. انت مش عايز أنا عايزه .. نفسى أفرح بيك بأه وأشوفلك عيال بتتنطط حواليا بدل ما خلقتى فى خلقتك على طول كده
رفع "عادل" حاجبيه قائلاً :
- بدل ما خلقتى فى خلقتك .. مكنش العشم يا أم "عادل" .. للدرجة دى مش طايقانى
ثم أشار الى طبق الفاكهة قائلا :
- ما تديني صابع موز
تجاهلته أمه قائله :
- بص بأه .. العروسة اللى جيبهالك المرة دى نقاوه .. نقاوه
أومأ "عادل" برأسه وهو يصب الماء فى أحد الأكواب قائلاً :
- آه نقاوه .. قولتيلى
قالت أمه بحماس :
- وانت تعرفها كويس يا وله يا "عادل"
نظر اليها قائلاً :
- تبقى مين بأه ؟
قالت بحبور وحماس :
- البت "فتكات" بنت ست "روحية" جارتنا
كاد "عادل" أن يختنق بالماء فأخذ يسعل بقوة .. أسرعت أمه بضرب ظهره قائلاً :
- بسم الله الرحمن الرحيم .. اتشاهد يا وله
نظر اليها هاتفاً :
- ايه يا ماما هو أنا بموت
ثم قال :
- قوليتيلى مين ؟ سمعيني تانى كده
قالت وهى تستعيد حماسها :
- بقولك البت "فتكات" بنت الست "روحية"
أشار الى طبق الفاكهة قائلاً :
- طب هاتى موزه
مدت أمه يدهل والتقطت واحدة ثم أعطته اياها أخذ يقشرها ثم تناول قضمة كبيرة وهو يقول :
- قولتلى .. "فتكات" بنت "روحيه " .. اللى كانت بتمشى فى الشارع ناكشه شعرها وعيال المنطقة كلهم يزفوها ويمشوا وراها يغنوا الشعنونه أهى الشعنونه أهى
اختفت الابتسامه من وجه أمه وهى تقول بحماس :
- لا ما هى كبرت دلوقتى وبأت عروسه .. والله يا "عادل" لو شوفتها هتتهبل عليها
هتف "عادل" قائلاً :
- هى ناقصه هبل .. هاتى كمان صابع
أحضرت له ثمرة أخرى فى تبرم وهى تقول :
- ها ايه رأيك ؟
تناول قضمة من الثمرة فى يده وهو يقول :
- بصى يا حجه من الآخر كده وعلى سيراميك .. أنا لما أحب أتجوز هختار اللى أتجوزها دى على مزاجى .. "فتكات" بتاعتك دى بأه تخرطيها وتأكليها للبط .. قال نقاوه قال .. دى كانت كل ما تشترى آيس كريم توقع نصه على هدومها والباقى تلحوس بيه خلقتها
أشار الى طبق الفاكهة قائلاً :
- هاتى كمان صابع
هتفت أمه بحده :
- خلاص مفيش .. شطبنا .. قوم يله .. قوم يله من أدامى
نهض "عادل" وهو يقول :
- خلاص يا ستى هتذليى عشان كام صابع موز .. انا اللى جايبه على فكره
نظرت اليه أمه بحده وهى تقول بحنق :
- والنقاوه بتاعتك دى ناوى تلاقيها امتى ؟ .. لما توصل للستين ؟
ضحك "عادل" قائلاً وهو يغمز بعينه :
- لا احتمال قريب
نهضت أمه قائله بهلفه :
- بجد يا "عدول" فى واحده منشن عليها
ضحك "عادل" مره أخرى قائلاً :
- منشن آه .. منشن
قالت بلهفه :
- طيب ما تيلا
اختفت ابتسامته وقال بدهشة :
- يلا ايه ؟
قالت بحماس :
- يلا نروح نخطبها
ضرب "عادل" كفاً بكف وقال :
- لا حول ولا قوة الا بالله .. انتى مصدقتى يا حجه .. لسه شويه
قالت بحده :
- شويه ايه بس متنقطنيش .. مستنى ايه بس
قبل "عادل" وجنتها قائلاً :
- متقلقيش شويه بس وهقولك يلا روحى اخطبيهالى


*************************************

شعر "مهند" بالضيق لما كلفه اياه عمه من توصيل "سمر" من الشركة الى الفيلا .. ود لو اعتذر عن ذلك لكنه خشى أن يتضايق عمه .. أقبلت "سمر" فأشاح بوجهه عنها وتطلع أمامه .. قالت مبتسمه :
- مروح على طول ؟
أومأ برأسه دون أن يتحدث .. وانطلق فى طريقه .. أخذ قلبه ينبض بإضطراب .. ظهر الضيق على محياه وهو يفكر بعمق .. منذ أن وطأت قدما "سمر" الفيلا وهو يرى فى عينيها شيئاً غريباً .. شيئاً لم يكن لديه القدرة على تفسيره .. لم يكن يستطيع ترجمته .. ليس لأنه لا يجيد ترجمة لغة العيون .. بل لأنه لم يستطع عقله أن يستوعب الترجمة التى توصل اليها ! .. ازدادت تعابير جبينه حده وبدا وكأنه يعانى صراعاً بداخله .. صراع بين تصديق وعدم تصديق ما اكتشفه .. أيمكن أن ....؟ .. أيمكن أن تكون تلك النظرة التى يراها فى عينها دائماً هى مشاعر تحملها تجاهه ؟ .. كيف ؟ .. كيف تفعل وقد أوضح لها جيداً بطبيعة العلاقة بينهما .. وطبيعة الصلة التى تربطهما .. كيف وهى زوجة عمه حتى وإن لم تكن من محارمه .. كيف تستطيع حتى أن تتخيل أو تتصور مشاعر كتلك .. رفض عقله أن يصدق .. بالتأكيد انت مخطئ يا "مهند" .. بالتأكيد فسرت نظراتها بطريقة خاطئة .. هتف فى نفسه .. لا ليست نظراتها فحسب .. بل كل شئ .. ايماءاتها نبرة صوتها تصرفاتها .. لما تقحم نفسها فى مشكلة وتخفى المسدس بين طيات ملابسها وهى لا تعرفك الا من فترة بسيطة ؟ .. ما الذى يجعلها تلغى من تفكيرها فكرة أن تكون أنت الجانى وتقول بكل ثقه بأنك لا يمكن أن تكون القاتل من أين أتت بتلك الثقة ؟ .. عاد ليفكر فى نظراتها مرة أخرى .. بل فى عينها .. نعم تلك العينان بشكلهما برسمهما .. ! .. توقف عن الاسترسال فى أفكاره وهو يزفر بضيق شديد .. التفتت اليه "سمر" قائله بإهتمام :
- فى حاجه مضايقاك ؟
هز رأسه نفياً بقوة دون أن ينظر اليها .. زفر بضيق أكبر عندما أغلقت الاشارة واضطر الى الوقوف مع طابور السيارات الطويل .. التفتت اليه "سمر" قائله ببنرة حملت الكثير من العتاب :
- خلصت مذاكره لـ "نهال" ؟
صمت ولم يجيب .. رأت الضيق على ملامحه .. وعينيه الغائرتان وكأنه شارد فى مكان آخر .. فأكملت :
- مش أخوها برده مهندس .. خليه هو يذاكرلها .. حتى لو تخصص مختلف بس أكيد هيفهم فى .......
قاطعها "مهند" وهو يلتفت اليها قائلاً بحده :
- لو سمحتى متدخليش فى أى حاجه تخصنى
شعرت بغصة فى حلقها وتجمعت العبرات فى عينها وهى تنظر اليه نظرة أجفلت قلبه فأشاح بوجهه عنها على الفور .. ازداد شعوره بالدهشه .. وأخذت نفسه تهتف .. صدق يا "مهند" صدق ما تراه .. فهتف عقله كيف أصدق .. بالتأكيد أنا مخطئ .. بالتأكيد ! .... تنهد بعمق وبدت متوتراً للغاية وهو يطبق بيديه على مقود السيارة .. تابعته "سمر" بعينيها بإهتمام .. فتحت الاشاره فإنطلق "مهند" بالسيارة وهو لا يزال يعقد جبينه .. بدا وكأن الغضب مسيطراً عليه بشدة .. بدت عيناه كشرارة غضب آخذه فى التزايد .. قالت "سمر" بهدوء :
- "مهند"
لم يجب .. كان شارداً بعمق فلم يسمعها .. مدت كفها لتلمس كفه فوق المقود وهى تقول :
- "مهند"
جذب كفه بسرعة وهو يلتفت اليها ناظراً اليها بغضب شديد .. بلعت ريقها بصعوبة وهى تقول :
- ناديتلك مردتش
عبرت السيارة مطبعاً صناعياً لم ينتبه اليه "مهند" فطاحت السيارة الى أعلى والى الأسفل فى حدة .. وقعت حقيبة "سمر" المفتوحة من فوق قدميها الى اليسار لتخرج محتويات الحقيبة متبعثرة داخل السيارة .. انحنت تجمع أشيائها .. لكنها تسمرت فى مكانها عندما امتدت يد "مهند" الى الصور الواقعة الى جوارها .. صورتــه .. تلك الصورة التى أخذتها من ألبوم " فريدة" دون علمها .. نظر "مهند" بغضب الى الصورة ثم التفت اليها قائلاً :
- صورتى بتعمل ايه فى شنطتك
ارتبكت بشدة وهى تقول :
- أنا .. كنت ...
ضغطت قدمه على دواسة البنزين وهو يصيح :
- انتى بتعملى ايه بالظبط .. ايه اللى انتى بتعمليه ده ؟
أطيق "مهند" بأصابعه على الصورة بشدة فى قبضة يده .. قفذت العبرات الى عين "سمر" . .أخذ "مهند" ينهج بسرعة وكأنه فى سباق للعدو .. زاد من الضغط على الدواسة وقد بدا غضبه جامحاً وهو يقول :
- انتى ... انتى .... مش عارف أقولك ايه .. مش عارف .. قولتك ..انتى مش بس مراة عمى .. انتى من محارمى .. أنا مش قادر أفهم ولا أتصور البشاعه اللى انتى فيها .. انتى واحدة مش طبيعية .. أكيد مش طبيعية
بكت "سمر" وهى تنظر الى عداد السرعة وتقول :
- "مهند" براحة
ما زادة ذلك الا ضغطاً على الدواسة فزادت سرعة السيارة وهو يقول يتمتم بغضب :
- أستغفر الله العظيم .. أستغفر الله العظيم
أجهشت "سمر" فى بكاء هيستيري وهى تنظر الى العداد صائحة بخوف :
- عشان خاطرى براحه .. "مهند" كفاية
أحاطت نفسها بذراعها وهى تنظر الى الطريق وقد أخذ جسدها يرتعش خوفاً .. أنحنت لتخفى وجهها بين قدميها وهى تصدر أنيناً من بين شفتيها .. انتبه الى بكائها وارتجافتها فأوقف السيارة على جانب الطريق وهى لا تزال تبكى وترتجف .. قال بإقتضاب وهو يتذكر أمر اصابتها فى حادثة سيارة من قبل :
- أنا آسف مكنش قصدى أخوفك
لم تتوقف عن البكاء أو عن الأنين .. كانت تمسك ذراعها المشلول وهى لا تزال تخفى رأسها فى قدميها
رفعت وجهها وهى تصيح بأمل :
- دراعى مش قادره
نظر الى ذراعها ثم قال بقلق :
- فى ايه .. مالك ؟
قالت وهى تستند بظهرها الى المقعد وتعببرات وجهها تنطق بألم شديد :
- مش قادرة .. بيألمنى أوى .. مش قادرة
نظر بخوف الى ذراعها وهو يتمتم بدهشه :
- ازاى يعني بيألمك مش المفروض انه مشلول
لم تجيب .. سكنت فجأة .. وتوقفت عن البكاء .. والحركة ! .. ناداها "مهند" قائلاً :
- "سمر" .. "سمر"
لم تجيب .. فهزها بيده :
- "سمر"
التفت فجأة وانطلق بالسيارة بسرعة وتوجه بها الى المشفى وهو ينظر اليها بين الحين والآخر فى قلق !

****************************************
تكرر نفس المشهد .. "دعاء" واقفة فى الحافلة تحاول الابتعاد عن أحد الرجال الذى يصر على الاقتراب منها متظاهراً بأن هذا بفعل الزحام .. وكالمرة السابقة .. أخذ "دياب" مكان الرجل ووقف هو بجوارها .. اطمأنت "دعاء" عندما رأته .. وبعدما خف الركاب من مقدمة الحافلة توجهت ووقفت فى المقدمة .. وفى محطة "دياب" وهو متوجه الى الباب لكى ينزل .. قال دون أن ينظر اليها :
- لما تلاقى الأتوبيس زحمة متطلعيش
أطرقت برأسها فوقع نظرها على الدبلة التى تزين يده اليسرى .. لم تجيب .. ولم ينتظر رداً .. ونزل فى محطته .. عاد الى بيته ليجد "سحر" نائمة كالعادة بجوار طفلتهما .. حاول ايقاظها فتعللت برغبتها فى النوم .. تركها وجلس على الأريكة شارداً واجماً يزفر بضيق بين الحين الى آخر .. أغمض هيينه مستندا بها على الأريكة ثم فتح عينيه فجأة وقد ترائى أمام عيناه .. صورة تلك الفتاة التى يراها يومياً أثناء عودته الى المنزل ! .. نفض رأسه وكأنه يزيل منها صورتها .. ثم استغفر ربه ونهض بتثاقل وأخذ دشاً ثم .. أوى الى فراشه بجوار زوجته وطفلته !


************************************************** *


اندفع "عدنان" الى داخل المشفى وهتفت بـ "مهند" قائلاً :
- "مهند" .. ايه اللى حصل ؟
نهض "مهند" وقال :
- الدكتورة معاها جوه
قال "عدنان" بلهفه :
- ايه اللى حصل ؟
اضطرب "مهند" وهو يقول :
- فجأة صرخت وقالت ان دراعها بيوجعها وبعدما أغمى عليها وجبتها المستشفى واتصلت بيك يا عمى
وقف "عدنان" والقلق قد استبد به ينتظر خروج الطبيبة التى قالت وهى تنقل نظرها بينهما :
- مين فيكوا "مهند" ؟
ارتجف قلب "مهند" وهو يقول :
- أنا
ابتسمت الطبيبة وهى تنظر اليه قائله :
- متخفش المدام بخير .. اظاهر بس ان فى حاجه ضايقتها .. وألم دراعها ده ممكن أوى يكون بداية استجابه لاعصاب دراعها .. وانا طلبت شويه فحوصات بعدها هنتطمن ان شاء الله
شعر "مهند" بالضيق لظن الطبيبة بأنه زوجها وعمه واقف بجواره .. قال "عدنان" بلهفه :
- طيب وهى هتتحجز فى المستشفى ولا تقدر تروح .. يعني هى كويسة تقدر تمشى ؟
قالت الطبيبة :
- حضرتك باباها
قال "مهند" بإقتضاب :
- ده جوزها
رفعت الطبيبة حاجبيها بدهشة ثم قالت :
- سورى أصلها أول ما فاقت فضلت تقول "مهند" فإفتكرت انك جوزها
ارتجف قلب "مهند" وبسرعة التفت لينظر الى وجه "عدنان" الذى قال بلهفه :
- طمنينى يا دكتورة تقدر تخرج ؟
ابتسمت الطبية وقالت :
- أيوة تقدر تخرج .. هى كويسة أوى .. بعد اذنكوا
توجه "عدنان" الى الداخل .. فيما غادر "مهند" المستشفى .. فقد شعر بأنه يريد أن يبتعد عن هذا المكان فى الحال !

************************************

عادت "سمر" الى الفيلا ومرت الأيام فى انتظار نتيجة الفحوصات الجديدة بلهفة وقلق .. نزلت من غرفتها وتوجهت الى غرفة المعيشة لتجد "مهند" جالساً برفقة "فريدة" .. صاحت "فريدة" :
- تعالى يا "سمر"
دخلت "سمر" وجلست معهم .. بدا "مهند" شارداً فى مكان آخر .. بدا الضيق والوجوم على وجهه .. دخلت "نهال" وبنظرات تحدى صوبتها الى "سمر" أخذت تسأل "مهند" عدة أسئلة .. ورغم أنه كان يجيب عليها بإقتضاب شديد . .إلا أن الضيق ظهر على وجه "سمر" وغادرت الغرفة تحت نظرات "نهال" المتشفيه .. انتهت "نهال" من القاء أسئلتها وغادرت غرفة المعيشة .. التفتت "فريدة" وقالت لـ "مهند" :
- "مهند" انت فى حاجه بينك وبين "سمر" ؟
التفت "مهند" ينظر اليها بدهشه وهو يقول :
- مش فاهم
- أصلى بحس انك بتتجاهلها أوى .. حتى لما بتكلمك مبتردش عليها .. من ساعة ما تعبت من كام يوم وأنا حسه انك بتتعامل معاها ناشف أوى .. حتى أنشف ما بتتعامل مع "نهال"
قال "مهند" بإقتضاب :
- عادى بيتهيألك .. وبعدين انتى عارفه انى بحب أحط حدود بينى وبين أى واحدة
قالت "فريدة" بحيرة :
- أيوة تحط حدود حاجة وتعاملها ناشف كده حاجه تانية .. انت حتى مبتردش عليها يا "مهند" لما بتوجهلك كلام وبتكسفها .. ليه بتتعامل معاها كده ؟
زفر "مهند" بضيق وقال :
- احنا هنقضيها كلام عنها ولا ايه .. قولتيلى عايزه تتكلمى معايا هو ده اللى عايزه تكلميني فيه
ابتسمت قائله :
- لأ مش ده .. بس .......
طاقعها دخول "سمر" الغرفة برفقة أحدى الخادمات تحمل صينية موضوع فوقها ثلاثه أكوار .. أمرت الخادمه بوضعها على المنضدة وجلست قبالتهما .. ابتسمت "سمر" وقالت :
- عملت حاجه نشربها سوا
نظرت "فريدة" بدهشة وهى تحمل أحد الأكواب قائله وقد فعلت "سمر" مثلها :
- ايه ده انتى اللى عملاه بجد ؟
أومأت "سمر" برأسها مبتسمه .. فقالت "فريدة" بدهشه :
- وعرفتى الأبريه منين ؟ .. ده مشروب نوبى ميعرفوش الا النوبيين بس
عقد "مهند" جبينه بدهشه وهو يتناول كوبه وينظر الى السائل بداخله .. رشفت "فريدة" عدة رشفات ثم قالت :
- مممممم مشربتوش من زمان أوى .. ماما الله يرحمها هى اللى كانت بتعمله
ثم نظرت الى "سمر" وقالت بمرح :
- انتى تعرفى ان ماما الله يرحمها كانت نوبيه ؟
ابتسمت "سمر" بهدوء قائله :
- بجد ؟
قالت "فريدة" بحماس :
- أهاا كانت نوبيه عشان كده الأبريه ده عندنا مميز جدا أنا و "مهند" بنموت فيه
رفع "مهند" رأسه ينظر الى "سمر" التى قالت بهدوء :
- مش هتشرب
أخفض بصره ورشف عدة رشفات .. قالت "فردية" مبتسمه :
- لا وعملاه مزز أوى
قالت "سمر" بهدوء :
- ايه مبتحبيهوش كده ؟
قالت "فريدة" بمرح :
- بصراحة لأ .. أنا مش بحبه يكون مزز أوى .
ثم التفتت الى "مهند" وقالت :
- بس "مهند" بيحبه كده
انحنى "مهند" الى الأمام يدير الكوب بين كفيه يرشف منه بين الحين والآخر وهى يعقد جبينه شارداً .. رفع رأسه ونظر الى "سمر" قائلاً بإهتمام :
- اتعلمتيه فين ؟
نظرت اليه "سمر" قائله بهدوء :
- فى اسكندرية
قال بإهتمام :
- بس ده مش مشروب مشهور فى اسكندرية .. ده ميعرفهوش الا اللى عاش فى النوبه .. انتى عشتى فى النوبة قبل كده ؟
هزت رأسها نفياً
فضاقت عيناه وهو يقول :
- طيب تعرفى حد عاش فى النوبة ؟
ساد الصمت للحظات .. ثــم .. أومأت برأسها ايجاباً بهدوء .. والتقت نظراتهما ليخفق قلــب "مهند" بقــوة .. نظر الى عينيها وهو يشعر بأنه يعرف تلك العينــان جيداً .. شكلهــا .. رسمهــا .. نظراتهــا .. حديــث عيناهــا وشفراتهــا التى ترسمها أمام عيناه فى الهــواء .. بــدت عيناهــا البنيتــان كبحــر عميــق .. بحــر شعـــر بأنــه .. سبــح فيــه من قبـــل .. بل وغاص الى أعمــق أعماقــه !

Comments
0 Comments

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق