روايات منى سلامة

روايات دكتورة منى سلامة
للتواصل مع الكاتبة:
الفيس بوك
الصفحة العامة

الانستجرام

الفصل الأربعون من رواية مزرعة الدموع

رواية مزرعة الدموع بقلم بنوتة أسمرة

نظر اليها "عمر" نظره صارمة باردة خاليه من أى شعور وقال بصوت هادر :
- احنا لازم نتطلق يا "ياسمين"
صدمت عندما سمعت تلك الكلمة التى فكرت فيها مراراً .. لكن عندما خرجت من فمه علمت كم هى كلمة مريرة .. تجمعت الدموع فى عينيها وهى تنظر اليه بحسرة وألــم .

*******************
( فلاش باك قبل يومين )


فى الصباح تقابل الاثنان على طاولة الطعام .. جاءه اتصال من "كريمه" قائله :
- اعمل حسابك اننا منتظرينكوا النهاردة .. "علاء" جه من السفر .. وعمتك زعلانه منك جداً عشان مستقبلتوش
قال "عمر" بنفاذ صبر :
- هى عمتو مش عارفه ان أنا عريس ولا ايه
قالت "كريمه" بهدوء :
- ما هنا بيتكوا برده يا "عمر" وانتوا ليكوا فى الفيلا جناح خاص بيكوا يعني أكنكوا عايشين لوحدكوا برده .. ومتنساش انك اتجوزت من غير ما هى تكون موجودة .. معلش يا حبيبى تعالى بس طيب خاطرها بكلمتين ولو عايزين تسافروا تانى سافروا ..بس بعد الحفلة اللى هنعملهالكوا ان شاء الله
- امتى الحفلة دى
- بعد 10 أيام بالظبط ان شاء الله
- ماشى خلاص هتكلم مع "ياسمين" وان شاء الله هكلمك أأكد عليكي يا ماما
أنهى "عمر" مكالمته والتفت الى "ياسمين" قائلاً :
- ماما عيزانا ننزل القاهرة عشان عمتو وكمان ابن عمتو جه من السفر .. ده غير الحفلة اللى قولتلك انها عايزه تعملهالنا .. ايه رأيك ؟
قالت "ياسمين" :
- مفيش مشكلة .. نسافر النهاردة لو تحب
ابتسم قائلاً :
- حابب كمان أوريكى المكان اللى هنعيش فيه .. وبعدين ممكن بعد الحفلة نسافر أى مكان انتى تختاريه .. قولتى ايه
ابتسمت قائله :
- تمام .. اتفقنا
أنهيا طعامهما وأخذها "عمر" الى المنصورة .. لشراء ملابس جديدة وبعض الأغراض لها .. رغم اعتراضها لكنه أصر توقف بسيارته أمام احد المولات قائلاً :
- مش عايزك تعملى فرق بينى وبينك دلوقتى انتى مراتى وملزمة منى .. بلاش الحساسية الزايدة دى يا "ياسمين" لو سمحتى
قالت بحرج :
- مش حساسية ولا حاجه بس أنا عندى لبس كتير
- وايه المشكلة .. وبعدين انتى عروسة .. ولازم تلبسي جديد
قالت بحرج وضيق :
- المفروض انا اللى أشترى لنفسي .. وبعدين أنا عندى هدوم كتير بتاعة جهازى سيباها فى القاهرة لما نروح هناك ....
ققاطعها "عمر" بغضب مكبوت :
- الهدوم دى تولعى فيها .. ترميها .. تتبرعى بيها .. لكن مش عايزك تلبسيها أبداً
نظرت اليه وقد فهمت سبب غضبه .. غيرته .. فقالت :
- خلاص مفيش مشكلة هتبرع بيهم
قال وقد هدأ قليلا :
- طيب يلا عشان نخلص بسرعة ونرجع نجهز الشنط عشان منسافرش متأخر

****************************
ركبت "ياسمين" فى السيارة وانتظرت "عمر" الذى يحضر الشنط من البيت .. التفتت فوجدته وقد أحضر شيئاً يبدو كفستان طويل مغلف .. ركب بجوارها فقالت له :
- ايه اللى انتى حطيته فى الشنطة دة ؟
ابتسم وقال :
- فستان فرحك
قالت بدهشة :
- بس يا "عمر" الفستان مكشوف خالص مستحيل ألبسه أدام حد ولا حتى هعرف ألبسه أدام ستات
نظر فى عينيها واقترب منها قائلاً :
- مش هتلبسيه أدام حد .. هتلبسيه ليا أنا
ابتسم كل منهما للآخر وانطلق فى طريقه الى القاهرة .. ذكرته "ياسمين" قائله :
- متنساش تقول دعاء السفر
صمت "عمر" قليلا ثم نظر اليها قائلاً :
- انتى حفظاه ؟
- أيوة
- طيب قوليه وأنا هقوله وراكى


وصلا الى القاهرة بعد ثلاث ساعات .. عبر "عمر" بسيارته بوابة الفيلا .. شعرت "ياسمين" بالإنبهار .. نعم كانت تعلم مدى ثراء زوجها وأهله .. لكن الأمر فاق تصورها .. شعرت بالإضطراب والرهبة .. ألقت نظرة على زوجها الذى يقود بهدوء لا يدرى شيئاً عما يدور بداخلها .. نزلت من السيارة لتلقى نظرة على الفيلا من الخارج وعلى الحديقة المحيطة بها .. قطبت جبينها وهى تشعر بمشاعر كثيرة مختلطه .. أمسك "عمر" بيدها وتفرس فيها قائلاً :
- فى حاجة ضايقتك
قالت بسرعة :
- لا أبداُ
- أمال مكشرة ليه ؟
حاولت الابتسام :
- لأ مش مكشرة ولا حاجه .. يمكن بس تعبت شوية من السفر
قال بحنان :
- متقلقيش هنسلم عليهم ونطلع أوضتنا ترتاحى شويه
دخلا الفيلا .. فإزداد انبهارها واضطرابها .. كانت رائعة التصميم .. شعرت بضآلتها وسط كل هذا الترف .. وهذا الشعور ضايقها للغاية .. حاولت ازالة تعبير الضيق من وجهها .. استقبلتهما "كريمه" بالترحاب قائله :
- حمدالله على السلامة نورتوا القاهرة
عانقتها "ياسمين" .. كم تحب هذه المرأة الطيبة .. كانت تشعر معها بالراحة وكأنها تعرفها منذ زمن .. قالت "ياسمين" :
- الله يسلمك يا ماما .. أخبار حضرتك ايه
- بخير يا حبيبتى الحمد لله .. يلا يا "عمر" خد مراتك تغيروا هدومكوا وترتاحوا شوية على ما باباك وعملتك ييجوا ونجهز السفرة
صعدت "ياسمين" مع "عمر" وهى تنظر الى كل ما حولها برهبة .. أمسك "عمر" بيدها فإطمئنت قليلاً .. التفت اليها قائلاً بحنان :
- الجناح بتاعنا ده محدش هيدخله غيرنا يعني تقدرى تعتبريه مملكتك الصغيرة .. مملكتى أنا وانتى وبس
أدخلها "عمر" وتركها تتفحص ما حولها بعينيها ثم سألها قائلاً:
- ها عجبك ؟
أومأت برأسها قائله :
- طبعا عجبنى
خطرت فى بالها سؤال فقالت :
- انت جهزت كل دة امتى
صمت قليلاً وبدا متردداً ثم قال :
- أنا كنت مجهز كل حاجه من زمان .. يعنى ....
صمت .. ففهمت .. جهزه من أجل خطيبته الأولى .. شعرت ببعض الضيق ..لاحظ "عمر" ذلك فقال بسرعة :
- لو تحبي نغير كل الأثاث وكل الديكور معنديش مشكلة .. أحنا جوازنا جه بسرعة وملحقتش آجى هنا وأغيرلك كل حاجه
قالت له بصوت خافت :
- انت اللى اخترت الديكور والعفش ولا اخترتوه سوا ؟
قال بسرعة :
- لأ أنا اللى اخترته .. حتى هى مشافتوش
شعرت بالارتياح فإبتسمت له قائله :
- خلاص طالما ذوقك مفيش مشكلة
- متأكدة
- أيوة متأكدة

أخذت "ياسمين" دشاً وارتدت ملابسها .. واستعدت مع "عمر" للنزول للأسفل .. نزلا ليجدا مدام "ثريا" قد وصلت بصحبة ابنها "علاء" و ابنتها "ايناس" .. كان الترحيب بها بارداً جافاً .. وهى أيضاً لم تظهر الحماس فى السلام عليهم .. لكنها فوجئت بإيناس تندفع اتجاه "عمر" قائلاً :
- "عمر" حبيبى وحشتنى أوى
أشاحت "ياسمين" بوجهها وهى ترى تلك المرأة مقبلة الى أحضان زوجها .. لكنها دهشت عندما سمعت "عمر" يقول :
- ميصحش كده يا "ايناس"
التفتت "ياسمين" لتجده ممسكاً بذراعيها يبعدها عنه
وقفت "ايناس" قائله بغيظ :
- ما طول عمرنا بنسلم على بعض كده
قال بحزم :
- معدش ينفع
ألقت "ايناس" نظرة حقد على "ياسمين" فتجاهلتها "ياسمين" تماما

جلس الجميع الى طاولة الطعام .. ضايقها جلوس "علاء" فى مواجهتها .. وذلك بسبب تفرسه فيها .. وشعرت بالحرج من أن تطلب من "عمر" تغيير مكان جلوسها .. فالجميع يراقب حركاتها وسكناتها .. لم تستطع تناول شئ أمام نظرات هذا الرجل المتفصحه .. لم تشترك معهم فى الحديث لكنها كانت تجيب اذا ما وجه اليها "نور" أو "كريمه" سؤالاً .. قال "علاء" فجأة :
- انت مكلتيش حاجه من ساعة ما أعدتى .. عماله بس تلعبى بالمعلقة فى طبقك
شعرت بالضيق من كلماته التى تشى بمراقبته لها كما كانت تشعر .. شعر "عمر" كذلك بالضيق .. أكمل "علاء" موجهاً كلامه اليها :
- على فكرة احنا زمايل مهنة واحدة .. أنا كمان دكتور بيطرى .. بس مليش فى شغل الفيلد زيك
لم تتكلم .. ولم تنظر اليه .. قالت "ايناس" بخبث وحقد وهى ترمقها بنظرات غير مريحه :
- شتان ما بينك وبين "نانسى" يا "ياسمين" .. انتى مشوفتيش "نانسي" قبل كده صح ؟ .. كانت مزه وزى القمر
نظر اليها "عمر" بصرامة .. شعرت "ياسمين" بالتوتر والضيق .. قال "عمر" بحزم :
- ايه لزمة الكلام ده يا "ايناس" ؟
قالت ببرود :
- عادى يا "عمر"
قال بغضب :
- لأ مش عادى .. السيرة دى مش عايزها تتفتح تانى
شعرت "ياسمين" بمزيج من الغضب والحرج .. وما زاد الطين بله .. أن "علاء" نظر اليها بجرأة وقال :
- هو "عمر" اختياره المره دى مختلف .. بس بصراحه يدخل المزاج
هنا هب "عمر" واقفاً وأزاح الكرسي بعنف .. كان "علاء" لا يترك فرصة إلا ويستفز فيها "عمر" .. بسبب شعوره تجاهه بالغيره منذ الصغر .. وكان قد فعل بالمثل مع "نانسي" التى أعجبها اطراءه .. أما "ياسمين" فرد فعلها كان مختلفاً .. ظهر على وجهها علامات الغضب والضيق .. التفت "عمر" الى "علاء" قائلاً :
- لما تبقى تعرف تتكلم بإحترام مع مراتى هبقى أعد معاك على سفرة واحدة
وأمسك "ياسمين" من يدها وجذبها وصعدا الى غرفتهما .. قال "علاء" بغرور :
- ماله ده حد جه جمبه
قال "نور" بغضب :
- انت مش شايف ان اللى انت عملته ده ميصحش يا "علاء" .. يعني ايه تقولها كده .. وانت عارف ابن خالك غيور أد ايه
قالت "علاء" بحنق :
- هو اللى معقد زيادة عن اللزوم .. أنا قولت كلمة عادية ومكنش قصدى بيها حاجه


نهضت "كريمة" وذهب المطبخ لتطلب من الخدم ارسال الطعام الى "عمر" و "ياسمين" بالأعلى .. نظرت "ياسمين" الى "عمر" الغاضب .. اقتربت منه وحاولت امتصاص غضبه قائله :
- متضايقش نفسك يا "عمر"
نظر اليها وجذبها من يدها وأجلسها بجواره على الأريكة وقبل جبينها قائلاً :
- انا اللى آسف انى عرضتك لكلامه ده .. وانتى أعدتك أدامه على السفرة .. معلش غلطة ومش هتتكرر
اقتربت أكثر من زوجها وابتسمت وقالت :
- عارف .. أنا بحب غيرتك دى أوى
التفت اليها وقد اختفت علامات الغضب من وجهه لتحل محلها نظرات حب وشغف فى عينيه وقال :
- يعني غيرتى دى مش بتضايقك ولا بتخنقك
قالت مؤكدة :
- بالعكس .. أنا أحب ان جوزى يبقى غيور عليا كدة
أوشك على تقبيلها عندما سمع طرقات على الباب .. وجد الخادمة وقد أحضرت الطاعم .. التفت الى "ياسمين" قائلاً :
- حماتك مهنش عليها ننام جعنين
قالت بمرح :
- ماما "كريمه" دى مفيش زيها
سألها بإهتمام :
- يعني حبيتيها
قالت بحماس :
- جداً .. بجد حبيتها أوى .. بحس انها طيبة أوى وحنينه .. بحس فيها كتير من ماما الله يرحمها
- الله يرحمها .. يعني مش مضايقه اننا هنعيش معاها هنا
قالت "ياسمين" بثقه :
- لأ طبعا .. انت بتعمل كده عشان تبر أهلك ودى حاجه تفرحنى جدا .. وكمان أنا وماما "كريمه" متفاهمين مع بعض جدا وان شاء الله مش هتحصل بينا أى مشاكل .. وأكيد ست زيها أنا هتعلم منها كتير

نظر اليها بتقدير واعجاب وقبل جبينها .. تناولا طعامهما ودخلت الحمام لتجهز نفسها للنوم .. احتارت فيما ترتدى .. وفى النهاية اختارت بيجاما وردية اللون .. خرجت لتتبعها نظرات "عمر" النائم على فراشه .. حاولت تجنب نظراته واقتربت من الفراش ووقفت أمامه متوترة .. فضحك "عمر" قائلاً بخبث :
- هنا مفيش الا أوضة واحدة لينا احنا الاتنين
ابتسمت بخجل وأزاحت "ياسمين" الغطاء ونامت على الطرف وأولته ظهرها .. اقترب منها وقبل وجنتها وهمس فى أذنها :
- تصبحى على خير يا حبيبتى
- وانت من أهل الخير

استيقظت على آذان الفجر .. والتفتت الى "عمر" توقظه بهدوء :
- "عمر" اصحى .. الفجر أذن
قال وهو يغالب النعاس :
- سبيني النهاردة يا "ياسمين" مش هقدر أقوم
التفتت اليه وأزاحت الغطاء وقالت بعند :
- لأ مش هسيبك .. قوم يلا بلاش كسل
فتح عينيه بصعوبة قائلاً :
- هصليه لما أصحى
قالت بحزم :
- لما تصحى هيبقى اسمه صبح مش فجر
قام متكاسلاً ثم نظر اليها وقال :
- ده انتى لحوحه
قامت وقالت مبتسمه :
- يلا الصلاة
توضأ الاثنان وصليا معاً .. أنهى "عمر" صلاته وعاد الى فراشه .. أما "ياسمين" فأحضرت مصحفها وجلست على سجادة الصلاة تقرأ وردها .. نداها "عمر" :
- "ياسمين"
قطعت القراءة قائله :
- أيوة يا "عمر"
- بتعملى ايه
- بقرا فى المصحف
- طيب تعالى اقرى هنا
قامت ودخلت الى الفراش وجلست تقرأ فى مصحفها .. ظل "عمر" ينظر اليها وهى تقرأ بشفتيها .. قاطعها قائلاً :
- انتى متعودة تقرى كل يوم ؟
التفتت قائله :
- أيوة بقرأ وردى .. بحدد كل يوم جزء وبقراه قبل ما أنام أو بعد ما أصلى الفجر

عادت لتكمل القراءه .. ظل ينظر اليها .. قاطعها مرة أخرى قائلاً :
- ممكن تقرى بصوت عالى
نظرت اليه واستغربت طلبه .. لكنها فعلت وقرأت بصوت شجى للغاية .. بل تكن قرائتها عذبه فقط بل كانت مجودة أيضاً .. فأضافت القراءة الصحيحة للحروف الى صوتها المزيد من العذوبه .. اقترب "عمر" منها وأسند رأسه الى ذراعها ونظر معها الى المصحف وهو يستمع اليها حتى انتهت .. نظر اليها قائلاً :
- انتى بتقرى حلو أوى .. وصوتك كمان حلو أوى
ابتسمت لاطراؤه .. فسألها بإهتمام :
- انتى ازاى بتقرى كده
- أنا كنت بروح المسجد من وأنا صغيرة واتعلمت التجويد وعشان كده بعرف أقرا فى المصحف صح
نظر اليها فى اعجاب قائلاً :
- سهل ولا صعب ؟ يعني اقصد سهل انك تشرحيه لحد ولا لازم حد متخصص يشرحه
قالت بحماس :
- أكيد الأفضل ان حد متخصص يشرحه .. بس أنا عارفه كل الأحكام ودرستها
صمتت تراقب وجهه ثم قالت :
- تحب أشرحهالك
ابتسم وقال :
- تقدرى تخليني أقرا زيك
قالت بحماس :
- ايوة طبعا اقدر .. ايه رايك كل يوم اشرحلك حاجة ونطبقها سوا
قال بحماس مماثل :
- اتفقنا
تبادلا الابتسام .. فقال بحنان :
- بكرة عايز أشوفك بالفستان الأبيض .. اتفقنا
قالت مبتسمه :
- اتفقنا

************************

فى الصباح استيقظت "ياسمين" متأخره على غير عادتها .. لم تجد "عمر" بجوارها .. نهضت وأخذت دشاً وارتدت ملابسها وحجابها ونزلت كانت تبدو الفيلا فارغة .. وقفت فى منتصف الردهة الواسعة بالأسفل وهى تنظر الى ما حولها برهبه .. مازلت لا تستطيع استيعاب أن هذا المكان هو منزلها وبيتها .. شعرت بالتوتر والاضطراب .. حتى أنها لا تتذكر مكان غرفة الطعام أو غرفة المعيشة .. كانت تبدو كالضائعة .. أتاها صوت "كريمه" من خلفها قائلاً:
- أنا كمان أول مرة آجى فيها الفيلا دى كنت حسه زيك كده
التفتت "ياسمين" لتبتسم لها .. فأكملت "كريمه" :
- تعالى معايا المطبخ لو ده مش هيضايقك .. أنا كمان لسه مفطرتش تعالى نفطر سوا وأقولك بعض أسرارى المطبخيه
ابتسمت "ياسمين" وتبعتها .. كانت تبدو كإمرأة بسيطة .. تعاملت فى المطبخ و كأنها تدخله آلاف المرات .. لم تكن تراها كإمرأة من طبقة ارستقراطية .. كما قالت من قبل تشعر بأنها أقرب الى والدتها .. لاحظت "كريمه" نظراتها فقالت لها :
- على فكرة فى حاجه متعرفيهاش عنى .. والحاجه دى هى اللى مخليه "ثريا" مبتحبنيش .. يعني عشان لو لاحظتى أى خلاف بينا تكونى فاهمة السبب .. وأنا من جهتى بحاول على أد ما أقدر محتكش بيها او أعمل حاجه تضايقها
جلست بجوارها على الطاولة وقالت :
- أنا زيك يا "ياسمين" من أسرة بسيطة .. مش مولوده وفى بقى معلقة دهب يعني
شعرت "ياسمين" بالدهشة من هذا التصريح فأكملت "كريمه" :
- بس انا كانت ظروفى أصعب منك شوية .. أنا كنت عايشة فى القرية اللى فيها المزرعة .. ومكنش ليا غير أب مات وسبنى فى الدنيا دى لوحدى .. اشتغلت فى بيت المزرعة ...
صمت قليلاً ثم قالت :
- كنت بشتغل خدامه
اتسعت عينا "ياسمين" من الدهشة .. فلم تتخيل أن تلك المرأة الجميلة والأنيقة التى تجلس بجوارها كانت خادمة فى بيت المزرعة .. اكملت "كريمه" :
- كنت بشتغل عند جد "عمر" وجدته .. ومن هنا اتعرفت على "نور" جوزى .. ماتعرفيش ايه اللى حصل .. بس هو النصيب انه اختارنى دون عن أى بنت تانية .. حبينا بعض جداً .. واتجوزنا .. ومش هقولك على المشاكل اللى واجهتنا فى الأول من معاملة أهله السيئة .. بس بعد ولادة "عمر" كل شئ اتغير وحمايا اللى هو جد "عمر" حبه جداً ورضى أخيرا عنه وعنى وعن ابنه .. وكمان حماتى قلبها رق
صمتت قليلاً ثم اكملت :
- مفيش الا "ثريا" هى اللى مكنتش متقبله جوازى من أخوها .. وعشان كدة كانت بتحارب جوازك من "عمر" .. انتى صحيح وضعك أحسن منى بكتير .. بس هى دايماً بتحب المظاهر .. وعشان كدة مش قادرة تفهم انك زوجة ممتازة لـ "عمر" .. وانه اختار صح
سعدت "ياسمين" للغاية لهذا الإطراء الذى سمعته من أم زوجها .. أكملت "كريمه" :
- أنا عارفه انك حسه دلوقتى انك غريبه بس متقلقيش بكرة تتعودى على عيشتنا وتحسى انه بيتك
ابتسمت "ياسمين" وقالت بتأثر :
- بجد حضرتك طيبة أوى .. حسه انك فهمانى وحسه بيا .. وده من أول يوم اتكلمنا فيه مع بعض لما حضرتك جتيلى المكتب .. من يومها وأنا حسه بكده
قالت "كريمه" مبتسمه :
- وأنا كمان من اليوم ده وأنا حبيتك أوى .. معرفش يمكن عشان شوفت نفسي فيكي
صمت برهه ثم قالت بتردد :
- بصراحة الحاجة الوحيدة اللى كانت مضايقانى هى موضوع جوازك الأولانى .. يعني أى أم تتمنى ان ابنها يتجوز بنوته مسبقلهاش الجواز .. بس تمسك "عمر" بيكي و اعجابي بشخصيتك .. خلونى اتغاضى عن الأمر ده
صمتت "ياسمين" .. بدا عليها التفكير .. فقالت "كريمه" :
- اوعى يكون كلامى ضايقك .. أنا بس حسيت اننا قربنا من بعض فحبيت أفتحلك قلبي ونتكلم بصراحة
نظرت "ياسمين" اليها قائله بشئ من الخجل :
- لأ مضايقتش وأنا حبه ان أنا وحضرتك العلاقة بينا تكون كويسة كدة .. وأنا حسه فعلاً ان حضرتك طيبة وحنينة ومعوضانى عن ماما الله يرحمها .. بس فى حاجه بس أحب أقولهالك عشان أطمنك شوية
- خير يا حبيبتى
قالت بتوتر :
- يعني بخصوص جوازى الأولانى .. يعني .. أنا متجوزتش .. يعني هو ملمسنيش
نظرت اليها "كريمة" بدهشة ثم قالت :
- ازاى .. "عمر" قال انكوا اتجوزتوا شهر تقريباً
- أيوة .. هو أعد معايا خمس أيام بس وبعدين سافر .. وأنا كنت ... يعني.. المعاد مكنش مناسب ليا
اتسعت ابتسامة "كريمة" ووقفت تأخذها فى حضنها وقالت بحماس :
- حبيبتى .. متتصوريش أنا فرحت ازاى بكلامك ده .. وفرحت أكتر عشان "عمر"
ابتسمت "ياسمين" للسعادة البادية على وجه "كريمه" وحمدت الله أن وفق بينها وبين أم زوجها .. جلست المرأتان مرة أخرى وتناولا الفطار معاً وهما منسجمتان فى الحديث .. حتى قالت "ياسمين" :
- ممكن أسأل حضرتك سؤال يا ماما
-اسألى يا حبيبتى
- هو الحرق اللى فى ايد "عمر" ده قديم ولا جديد
قالت "كريمه" وهى شارده :
- لأ جديد من يوم ما سافر المزرعة آخر مرة .. سألته عليه بس كان رده غريب أوى
قالت "ياسمين" بإهتمام :
- رد قال ايه ؟
ردت "كريمه" بإستغراب :
- رد وقالى انه عقاب من ربنا
لاح الحزن على وجه "ياسمين" فأكملت "كريمه" :
- معرفش كان يقصد ايه .. وساعتها انشغلنا بالأحداث اللى حصلت فى المزرعة ومسألتوش تانى
نظرت "كريمه" الى "ياسمين" التى شردت وقالت بإهتمام :
- ليه فى حاجه ؟
قالت "ياسمين" بسرعة :
- لا أبداً أنا بسأل بس .. فضول مش أكتر
تنهدت "ياسمين" وهى تحاول طرد الأفكار السوداء من رأسها .

****************************
كانت "ياسمين" تتمشى فى الحديثة أثناء انشغال "عمر" فى الحديث مع والده فى المكتب عندما اقترب منها "علاء" .. فجفلت لرؤيته همت بمغادرة المكان لكنه أوقفها قائلاً :
- ايه رايحه فين .. خليكي نتكلم شوية
قالت دون أن تنظر اليه :
- عن اذنك
همت بأن تنصرف فإعترض طريقها مرة أخرى قائلاً :
- شكلك خايفه من "عمر" .. معلش هو ابن خالى كده معقد وبيعقدها على الناس اللى حواليه
شعرت "ياسمين" بالغضب لتحدثه بهذه الطريقة عن "عمر" فقالت له :
- لأ جوزى مش معقد ولو سمحت عديني
أفسح لها الطريق وقال بلهجة ساخرة :
- اتفضلى
مشت فى طريقها بسرعة فالتقت بـ "عمر" الذى أقبل اتجاهها وقفت أمامه .. ألقى نظرة على "علاء" الذى يغادر .. ثم عليها وقال :
- فى حاجه يا "ياسمين"
قالت بتوتر :
- لأ مفيش حاجه
ألقى على "علاء" نظرة أخرى ثم قال :
- حد ضايقك
نظرت لها قائله :
- لأ محدش ضايقني يا "عمر" .. متقلقش
تنهد "عمر" وقال بضيق :
- "ياسمين" .. لو "علاء" حاول يكلمك مترديش عليه .. هو كدة طول عمره يشوف ايه اللى بيضايقني ويعمله .. وهو عارف انى بغير عليكي وعشان كده بيتعمد يستظرف ويستخف دمه
ابتسمت ونظرت له بحب قائله :
- متقلقش مش هديله فرصة يتكلم معايا
كانت تشعر بالسعادة كلما لمست غيرة "عمر" عليها

جاءت "كريمه" وجهت حديثها اليهما قائله :
- يلا بينا عشان نعد مع بعض ونتكلم فى تفاصيل الحفلة

بعد الغداء صعدت "ياسمين" الى غرفتها لتغير ملابسها .. فتحت دولابها ونظرت الى فستان العرس بسعادة .. ذلك الفستان الذى تنوى ارتدائه تلك الليلة .. ارتدت ملابسها وحجابها كم تمنت رحيل "علاء" لتسطيع الجلوس معهم بدون حجاب .. أثناء اتمامها على ملابسها وجدت "عمر" يدخل الغرفة فالتفتت اليه قائله بمرح :
- جيت أغير هدومى ونازلة لماما "كريمه" فى المطبخ قالتلى هتعلمنى طريقه أكله انت بتحبها
بدا "عمر" واجماً .. فاختفت ابتسامتها واقتربت منها قائله :
- فى حاجه يا "عمر"
قطب جبينه قائلاً :
- انتى سألتى ماما عن الحرق اللى فى ايدي ؟
اختلج قلبها وقالت بصوت خافت :
- أيوة
- ليه ؟ .. ليه مصرة تسألى عن سبب الحرق
بلعت ريقها وقالت :
- هى ماما قالتلك ايه
- قالتلى الحرق اللى فى ايدك من ايه .. قولتلها اشمعنى ايه اللى فكرك بيه دلوقتى .. قالتلى "ياسمين" سألتنى عنه النهارده
كانت "ياسمين" تهرب من تلك المواجهه .. بل لا تريدها على الإطلاق .. لم تكن تريد لزوجها أن يعلم بما عرفته عنه .. حتى يظل متأكداً من أن صورته لم تتغير فى عينيها .. لكن ها هى المواجهه حانت ولا مفر .. كانت تلك الذكرى تؤلمها .. ولا تعرف كيف تتخير كلماتها .. سألها "عمر" :
- انتى ليه مهتمة بموضوع الحرق يا "ياسمين"
أخذت نفس "عميق" وتحاشت النظر الى عينيه ووجه وقالت :
- أنا عرفت كل حاجه عن البيت المحروق وعن علاقتك بصفية مرات الغفير
ساد الصمت طويلاً بينهما .. كانت تتحاشى النظر الى وجهه .. لكن الصمت طال .. فرفعت نظرها اليه لترتطم بتعبيرات وجهه المتجمده .. سألها بصوت رخيم :
- عرفتي ايه بالظبط ؟
شعرت بغصة فى حلقها وبنار فى قلبها .. قطبت جبينها وقالت بصوت لا يكاد يسمع :
- عرفت انك كنت على علاقه بيها وجوزها عرف وحرق البيت وانت وهى جواه .. وان الراجل اللى انقذكوا اديته فلوس عشان يتستر عليكوا ..
نظرت اليه مرة أخرى .. مازال وجهه خالى من أى تعبير .. سألها بهدوء :
- عرفتى منين كل ده
- الراجل جالى قبل كتبت الكتاب بيوم وقالى الكلام ده .. وأنا اتاكدت ان اسمك واسمها موجود فى ملفات المستشفى فى يوم الحادثة
قال ببرود :
- عشان كده قولتيلى يوم كتب الكتاب انك مش عايزانى
أومأت برأسها ايجاباً .. ساد الصمت مرة أخرى .. رفعت رأسها تنظر اليه قائله بصوت مرتجف :
- أنا سامحتك يا "عمر" .. وبحاول أنسى اللى انت عملته .. لانى حسه انك اتغيرت .. وانك بقيت انسان كويس .. أنا سامحتك
صمت .. لم يتحدث .. لم يتحرك .. اقتربت منه لتلمس ذراعه قائله :
-"عمر"
ولدهشتها نفض ذراعه ليبعده عن يدها .. وأخيراً ظهرت تغيرت تعبريات وجهه المتجمدة .. ولكن لدهشتها تحولت الى غضب هادر .. لم ترى عينيه تشعان بهذا الغضب من قبل .. قال بصوت هادر :
- يعني طول الوقت ده وانتى عايشه معايا وفاكرة انى واحد سافل
نظرت الى غضبه بدهشة وحيرة .. فأكمل بغضب :
- عايشة معايا فى بيت واحد وانتى فاكرة انى كنت على علاقة بواحدة متجوزة .. ومش كده وبس .. جوزها بيشتغل عندى .. وكمان دفعت رشوى عشان أتستر على علاقتى بيها
اقترب منها وامسك بذراعها بقوة حتى ألمتها قائلاً :
- مش كده يا "ياسمين" .. هى دى الصورة اللى انتى راسماها ليا .. ان أنا واحد منحط وحقير بالشكل ده .. هه ردى
كانت قبضة يده تؤلمها بشدة قالت بألم :
- "عمر" دراعى
انتبه لقبضته فترك ذراعها .. فركت ذراعها بيدها وهى تنظر اليه نظرة حيرة ودهشة .. كانت مازالت نظراته غاضبة نارية .. صاحت قائله :
- انا عارفه كويس اللى حصل يا "عمر" وأنا اتاكدت بنفسى من سجلات المستشفى .. ومن كلامك انت شخصياً .. من اجاباتك على كل اللى بيسألك عن الحرق ده .. وانا قولتلك انى سمحتك .. فمفيش داعى تكدب عليا وتفهمنى انك برئ
بدا وكأن غضبه تضاعف وازداد احمرار وجهه غضباً قال بصرامة وحزم :
- اللى حصل كالتالى عايزة تصدقى صدقى مش عايزة انتى حره .. الست دى فعلا كان بتخون جوزها بس مش معايا .. مع مهندس كان شغال فى المزرعة قبل "أيمن" .. واستمرت علاقتهم حتى بعد ما مشى من المزرعة وكانوا بيتقابلوا فى البيت القديم
هتفت بغضب :
- البيت اللى هو ملكك
- أيوة ملكى .. وهو معنى انه ملكى يبأه أنا اللى كنت معاها فيه
رفعت حاجبيها وقالت بصرامة :
- ايه اللى يخلى واحد زيك يشترى بيت قديم زى ده .. بيت مهجور .. ومبهدل .. ومفيش فيه اى حاجه تصلح ان الواحد يعيش فيه .. ايه اللى يخليك تشتريه
قال بصرمة ببرود :
- عشان أمى
نظرت اليه بدهشة فأكمل قائلاً :
- ده بيت أمى القديم اللى كانت عايشة فيه مع أهلها .. لما اهلها ماتوا باعت البيت وجت عاشت فى بيت المزرعة واشتغلت فيه .. كان البيت ده بيمثل ليها ذكريات جميلة مع اهلها وكان نفسها تحتفظ بيه بس مكانش صحابه الجداد راضيين يبيعوه لحد من 6 شهور جالى صاحب البيت وباعهولى واشتريته عشانها
نظرت اليه "ياسمين" بأعين متحجرة وشلت الصدمة لسانها
أكمل بقسوة وبصوت هادر :
- مش انا اللى كنت معاها فى البيت يا مدام .. انا كنت راجع من عند "أيمن" من المنصورة وشوفت النار قايده فى البيت .. وقفت العربية على الطريق وجريت نحية البيت لقيتها جوه ومش عارفه تخرج .. بعد ما الراجل اللى كان معاها سبها وهرب .. دخلت أحاول اخرجها بس كانت ايدي متجبسه وقتها معرفتش أشيلها وهى كانت خايفة تخرج فى النار لان النار كانت محاوطه البيت كله .. لحد ما الراجل اللى جالك .. شفنا وجه يساعدنا .. وهى لما عرفت ان الراجل شاف جوزها انهارت وعرفت انه عرف بخيانتها وانه هو اللى حرق البيت .. اول ما سمعتها بتقول كده ادام الراجل طلعت فلوس واديتهاله عشان يتستر عليها هيا مش عليا انا
شعرت وكأن قلبها قد توقف عن الخفقان .. أكمل بنفس القسوة :
- ولما روحنا المستشفى حكتلى على كل حاجة وعن علاقتها بالبشمهندس "محمد" .. خرجت من المستشفى فى نفس اليوم وروحت لـ "محمد" بيته .. واتخانقت معاه .. واترجانى انى اتستر عليه عشان مراته وولاده لان مراته لو عرفت والخبر وصلها أكيد هتطلق منه.. وعيط أدامى وأقسملى انها غلطة ومش هتتكرر وان هى اللى أغوته وخلانى أقسمله انى متكلمش فى الموضوع مع حد .. وعشان كده مجبتش سيره لحد
تجمعت الدموع فى عينيها وهى تشعر بدوار بسبب صدمتها مما تسمع .. فأكمل بغضب مكتوم :
- بعد ما صفية طلعت من المستشفى خافت ترجع لاهلها عشان جوزها ميعرفش انها لسه عايشه ويرجع يقتلها .. اديتلها فلوس وقولتلها تسافر اى بلد تانية تعيش فيها
قالت بصوت مرتجف مضطرب مبحوح وبأعين حائرة :
- ليه قولتلى انى لو عرفت سبب الحرق هبعد عنك وليه قولت لمامتك انه عقاب ربنا
زفر بقوة ثم قال بغضب :
- لانى كنت عارف انها مش مظبوطه .. وكانت تصرفاتها مش عجبانى ومع ذلك سكت وسبتها .. لو كنت من الاول مشتها هى وجوزها مكنتش قدرت توصل ل "محمد" ومكنتش علاقتها بيه استمرت لحد دلوقتى .. ومكنش حصل ده كله
ألجمها بكلامه .. لم تستطع أن تتحدث .. نظرت اليه واقتربت منه .. لكنه ابتعد عنها ورجع الى الخلف وفى عينيه نظرة قاسية وقال :
- من أول يوم جواز قولتلك لازم نبقى صرحا مع بعض .. واللي مضايق من التانى فى حاجه يقولها
نظرت الى الأرض وقطبت جبينها وقد شعرت بحجم ذنبها .. فأكمل قائلاً :
- لكن انتى عمرك ما كنتى صريحه معايا .. وعمرك ما وثقتى فيا .. وعمرك ما عرفتيني صح
ثم قال :
- وعمرك ما حبتيني
نظرت اليه فى ألم .... نظر اليها "عمر" نظره صارمة باردة خاليه من أى شعور وقال بصوت هادر :
- احنا لازم نتطلق يا "ياسمين"
صدمت عندما سمعت تلك الكلمة التى فكرت فيها مراراً .. لكن عندما خرجت من فمه علمت كم هى كلمة مريرة .. تجمعت الدموع مرة أخرى فى عينيها وهى تنظر اليه بحسرة وألــم .
تجمدت فى مكانها وأخذت العبرات تتساقط من عينيها .. بدت نظراته وقد لانت للحظة .. لكنه عاد ونظر بصرامه وقال :
- هنستنى لحد ما الحفلة تخلص ونرجع المزرعة وبعدين ننفصل
قال ذلك وتركها وحدها فى الغرفة تكاد قدماها تحملانها بصعوبة من هول الصدمة.

Comments
1 Comments

هناك تعليق واحد:

  1. بجد رواية جميله جدا والله رووووعه

    ردحذف